بقلم:سامي جواد كاظم
موقف السيد محسن الامين ( ت 1952) من الشعائر الحسينية اثارت الغضب في حينها واصبح من يؤيده يقولون عنه اموي ومن لا يؤيده علوي ، وقد اشاع العوام الكثير من الاشاعات . في نفس الوقت كتب السيد محسن ابو طبيخ( ت1961) رسالة بعنوان "المبادئ والرجال " ينتقد فيها الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (ت1954). وفي نفس الوقت قال السيد رضا الهندي ( ت1943) بيتين من الشعر : ذرية الزهراء ان عددت يوما ليطوى الناس فيها الثنا فلا تعدوا (محسنا) منهم لانها قد اسقطت ( محسنا) وهنا تحدث الناس عن ان السيد رضا الهندي هجا السيد محسن الامين وزاد الكلام تضخيما وتاويلا ، يقول الاستاذ جعفر الخليلي(ت1985) سالت السيد رضا الهندي هل تقصد السيد محسن الامين ؟ فقال له الهندي ان راض ان توجه هذا السؤال لنفسك وترى ايليق بواحد مثلي ان يقول شيئا من هذا في السيد محسن الامين ؟!!( هكذا عرفتهم 1/31) من هنا يتضح لنا ان العوام هم من يتناقلون اخبارا واحكاما لم ولن تصدر عن مجتهد وكانت فترة الربع الاول من القرن العشرين حافلة بكثير من الاحداث واشدها واشهرها المشروطة ـ يقصد به العمل بالدستور المشروط ـ والمستبدة يرفض ذلك ،ولا اعلم من اطلق على من يرفض المشروطة بالمستبدة ؟وهذه الكلمة لم تخرج من مجتهد بل من الاتباع وتبعها تعريفها الذي يخرج كل مخالف للمشروطة من التسديد الالهي بل يعتبر حكمه غير الهي كما جاء في كتاب " افاق الفكر السياسي عند المحقق النائيني " تاليف احمد بهشتي، معركة المشروطة كانت بين المجتهدين السيد كاظم اليزدي( ت 1919) صاحب كتاب العروة الوثقى ويدرس في الحوزة والشيخ كاظم الخراساني (ت1911) صاحب كتاب كفاية الاصول ويدرس في الحوزة ، حيث ان الخراساني يؤيد المشروطة واليزدي لا يؤيدها وهنا كثر الكلام بين انصار هذا وذاك فهذا يقول السيد كفر الخراساني وذاك يقول الخراساني يامر باغتيال السيد وهكذا من هكذا سفاسف وعند التنقيب عن ما قالوه لم اجد حرفا وليس كلمة صدرت عن السيد اليزدي او الشيخ الخراساني ينال احدهما من الاخر ، نعم هما على خلاف في هذه المسالة وانها امر طبيعي ومن حق من يتبع احدهما ان ينسب الحق له ولكن ليس من حق احدهما الطعن بالاخر ، وهنا الجمهور اربعة اقسام ، قسم يؤيد اليزدي وقسم يؤيد الخراساني وقسم ساكت واشرهم قسم يريد ان يوقع الفتنة بينهما فيؤيد هذا باشاعة ويختلق كذبة الى ذاك وبسبب هذه الفتنة قال احد الشعراء تغيرت الدنيا وأصبح شرها يروح بإفراط ويغدو بتفريط إلى أين يمضي من يروم سلامة وما الناس إلا مستبد ومشروطي طبعا الخلافات امتدت كذلك بين المجتهدين، فالشيخ محمد حسين النائيني(ت1936) يؤيد الخراساني والشيخ فضل الله النوري (ت1909) ـ توفي بالاعدام ـ يؤيد اليزدي ، ولكل مجتهد رايه في القضية الا ان يطعن احدهما بالاخر هذا لم يحصل . ومن هنا وانا اتابع مواقف السيد السيستاني فاراها بمنتهى الحذر وقمة العقلانية فيما يقول او يصدر عنه بيان وفي بعضها يسارع لتكذيب ما نسب اليه ، وحتى عندما تطلع على صفحة ارسال الاستفتاء فانه ينبه بعدم ذكر اسماء الشركات او المؤسسات في الاستفتاء ، وهذا لانه يعلم ما سيترتب على ذلك من تاويلات وقد تتجاوز شركة ما متمكنة على مقام السيد السيستاني فيكون للعوام دور سلبي سواء بالتايد لافتراء الشركة او الرد العنيف عليها فالنتيجة مؤلمة في كلا الحالتين ، واما لو طلب الطرفان المتخاصمان حكم السيد وحضرا عند مكتبه فسيكون له حكم طبعا وهنالك مواقف رائعة لمجتهدين اختلفوا فيما بينهم الا انهم كانوا في قمة الاحترام فيما بينهم خذوا مثلا الشيخ يوسف البحراني(ت 1772) الاخباري اختلف مع الوحيد البهبهاني ( ت1791 ) الاصولي واوصى البحراني عند وفاته يصلي عليه البهبهاني حصرا ، هما نموذج لكثير من النماذج باختصار قد تكون هنالك قطيعة لكن تجاوز مستحيل .