يبدو أن تركيا لم تكتفِ بالقضاء على حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، إذ انها تخطط إلى منع هجمات وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا والتي تعتبرها امتدادا لحزب العمال، والعمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” لاسيما مع عزم الأخيرة إجراءها الانتخابات المحلية في آب المقبل.
وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة “الوطن” السورية، أن العاصمة العراقية بغداد ستستضيف اجتماعا “سرياً”، بين تركيا وسوريا من اجل اعادة التفاوض واستئناف تطبيع العلاقات بين انقرة ودمشق.
إذ نقلت الصحفية السورية عن مصادر وصفتها بالمتابعة أن “التصريحات السورية التركية المتتابعة والتي جاءت في سياق معطيات سياسية متغيرة على الصعد الميدانية والسياسية وحتى على صعيد المنطقة، كشفت عن خطوات مرتقبة وجدية لعودة جلوس الطرفين السوري والتركي على طاولة الحوار”.
وأكدت المصادر ذاتها أن “اجتماعا سوريا تركيا مرتقبا ستشهده العاصمة العراقية بغداد، وهذه الخطوة ستكون بداية عملية تفاوض طويلة قد تفضي إلى تفاهمات سياسية وميدانية”.
وأشارت إلى أن “الجانب التركي كان طلب من موسكو وبغداد الجلوس على طاولة حوار ثنائية مع الجانب السوري ومن دون حضور أي طرف ثالث وبعيداً عن الإعلام للبحث في كل التفاصيل التي من المفترض أن تعيد العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها”.
وبحسب “الوطن”، أكدت المصادر أن “خطوة إعادة التفاوض والحوار للتقريب بين أنقرة ودمشق، تلقى دعماً عربياً واسعاً، كما تلقى دعما روسيّاً وصينياً وإيرانياً”.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الجمعة (28 حزيران 2024)، إنه لا يوجد أي سبب لعدم إقامة علاقات بين تركيا وسوريا، مشيراً إلى أنه لا يستبعد احتمال عقد اجتماع مع نظيره السوري بشار الأسد للمساعدة في استعادة العلاقات الثنائية بين البلدين.
وليس أردوغان فحسب من أبدى استعداده للقاء الأسد، إذ قال رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في تركيا، أوزغور أوزال، إنه يقوم بمحاولات لترتيب لقاء مع الرئيس السوري.
رجّحت مصادر عسكرية تركية في 7 حزيران الماضي، القيام بعملية عسكرية تستهدف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) خلال الصيف الحالي، بهدف منع إجراء الانتخابات المحلية التي تعتزم قسد إجراءها في آب المقبل، بعد أن أجّلت الانتخابات التي كانت مقررة في حزيران الماضي.
وعلى مدار الأسابيع الماضية، ناقشت تركيا وروسيا مسألة تسهيل التبادل التجاري بين الشمال السوري والمناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، وتُوّج الأمر بإعادة فتح معبر أبو الزندين في منطقة الباب، الذي سيكون متاحاً أمام حركة الشاحنات التجارية المتجهة إلى حلب اعتباراً من 27 حزيران 2024، مما سيقلص من حجم الاعتماد على منطقة منبج كنقطة ربط بين مناطق الشمال والمناطق التي يسيطر عليها النظام السوري.
وفي أيار الماضي، أعلن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن حكومته تعمل على المصالحة بين تركيا وسوريا.
ورغم الجهود المتواصلة، لا تزال هناك تحديات كبيرة تعترض طريق التقارب بين البلدين، أهمها التواجد العسكري التركي في شمال سوريا، والذي تراه دمشق “احتلالاً” لأراضيها وتشترط زواله لتطبيع العلاقات، وهو ما ترفضه أنقرة حتى الآن بذريعة وجود قواتٍ كردية على حدودها الجنوبية تشكل خطراً على أمنها القومي كما أن هناك انعدام ثقة متبادلة بين البلدين نتيجة سنوات من الصراع والدعم التركي للمعارضة السورية.
وشهدت سوريا منذ بداية الحرب في آذار2011 تدخلات عسكرية متعددة من قِبل تركيا، تركزت في مناطق شمال البلاد.
واستهدفت العمليات العسكرية التركية في سوريا تنظيمات مثل تنظيم داعش الارهابي ووحدات حماية الشعب الكردية الموالية لحزب العمال الكردستاني “بي كي كي”، وكانت هذه العمليات تهدف لتحقيق ضرورات أمنية وسياسية واقتصادية، بحسب المسؤولين الأتراك.
وقبل اندلاع الحرب السورية عام 2011، كانت تركيا حليفاً اقتصادياً وسياسياً أساسياً لسوريا، لكنها قررت بعد ذلك قطع علاقاتها ودعم المعارضين الذين يريدون الإطاحة بالأسد.
أقرأ ايضاً
- تحدث عن تلاعب من قبل الكرد.. تركيا تحذر من "العبث" بالتركيبة الديموغرافية في كركوك
- الاطاحة بـ 8 أشخاص تشاجروا بسلاح ناري في بغداد
- في اليوم الثاني لحظر التجوال.. السوداني يتجول في بغداد و"يلتقي المواطنين"