بقلم: علي حسين
ليس أمامك عزيزي المواطن العراقي، سوى أن تصدّق تغريدات النائبة "المستدامة" عالية نصيف، خصوصاً عندما تصرف وقتها الثمين هذه الأيام على الجلوس أمام الكومبيوتر لتقدم لنا من خلال موقع "x" نظريتها حول النزاهة، التي تصر من خلالها على أن سنوات حكم السيد نوري المالكي هي الأكثر نزاهة، طبعاً لا يحق لمواطن مغلوب على أمره أن يسأل السيدة النائبة عن عشرات المليارات التي نهبت من أموال الدولة في مشاريع وهمية.
في صبيحة كل يوم ينبهنا بعض النواب الأفاضل على أننا نعيش أزهى عصور الرفاهية، طبعاً، أمثالي من أصحاب النفوس الضعيفة لا يرون حجم التطور الذي حصل منذ عام 2005 السنة المباركة التي تولى فيها السيد إبراهيم الجعفري قيادة العراق.
إذن نحن شعب يستحقُّ أكثر من تغريدة يومية تكتبها النائبة عالية نصيف. كما يستحق اكثر من اطلالة للسيد مشعان الجبوري.
في كل يوم يتجه ساستنا بقوة إلى الاستعراضات الخطابية، فيما الفساد ينخر جسد مؤسسات الدولة! فتجد من يحدثنا أن الحكم ليس بناء مستشفى أو افتتاح طرق حديثة، وإنما الحكم "حنكة سياسية"، كانت هذه آخر تصريحات السيد نوري المالكي الذي أخبرنا مشكوراً أن إنشاء مجسرات لا يكفي لأن يجلس المسؤول على كرسي رئاسة الوزراء، وكأيّ محلل سياسي، يتساءل السيد المالكي عن الأسباب التي أدت إلى الأزمات السياسية.
بعد سماع حديث السيد المالكي أيقنت أن العراقيين نساءً ورجالاً يستحقّون الجنّة، لسبب أساسي، لأنهم يتعرضون للكذب والنفاق والخديعة كلّ يوم وعلى مدى سنوات طويلة، ولم ينقرضوا، ولم يصبهم الجنون أو الاكتئاب!
كم هي بسيطة هموم العراقيين، أن يعرفوا مثلاً، أين ذهبت المئة مليار دولار على إصلاح منظومة الكهرباء، ومن المسؤول عل غياب الخدمات، وأين ذهبت أموال النفط منذ عام 2005 وحتى لحظة كتابة هذه السطور.
للأسف يعاني السيد المالكي من مشكلة عميقة مع العراقيين، فهم رغم ما يبدون من إخلاص ورغبة في متابعة حواراته التلفزيونية، لا يبدو أنهم يستطيعون حلّ ألغاز ما يقوله، أو أنهم لا يريدون أن يفهموا أنّ حكومة السيد المالكي الأولى والثانية غير مسؤولة عن ضياع عشرات المليارات من الدولارات على خطب وبيانات.
لم يفاجئني حديث السيد المالكي هذه المرة، فالرجل يعتقد أن العراقيين فاقدون للذاكرة وأن غالبيتهم يحبون زمن دولة القانون السعيد وإنجازاته العملاقة ويفضلونها على حكومات بلدان اكتشفنا أنها بلدان "زرق ورق" على حد قول العلامة نعيم عبعوب.
أقرأ ايضاً
- ازمة الكهرباء تتواصل وحديث تصديرها يعود الى الواجهة
- في طوفان الأقصى.. الحديث للميدان فقط
- بعد ثاني أكبر سرقة في تاريخ البلاد.. دعوة لتأسيس محكمة لتاريخ النفط في العراق الحديث