- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لماذا التأكيد على المشي في زيارة الأربعين؟!
حجم النص
بقلم:حسن الهاشمي
في المناسبات المخصوصة وبالأخص الأربعين الحسيني فان المشي بخطوات ثابتة وبإرادة واثقة وبعزيمة راسخة لمرقدي سيد الشهداء ريحانة الرسول الأعظم الامام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام، انما هو سير نحو العز والكرامة والرفعة، لا يمكن مقارنته بالوفود اليهما بسيارة أو طائرة أو قطار أو ما أشبه ذلك من مواصلات السير الحديثة، لما يحمل بين طياته معطيات الوقار والسكينة والهيبة لاسيما اذا ما اقترن المسير بالطهارة في الثوب والبدن، واللهج بذكر الله بخشوع وتذلل وانكسار، والتقرب اليه عن طريق اللجوء الى أفضل الوسائل الموصلة الى دوحة الخالق المتعالية، ولا يزال الماشي منغمرا بشآبيب الرحمة الالهية بقدر اخلاصه ونيته وتحمّله المتاعب والمشاق في رحلته الميمونة، وكلما كان الاخلاص أعظم كلما كانت الحسنات التي تنهمر عليه من الرحمن الرحيم أكثر وأوفر، حتى يكتب الله تعالى لزائر قبر الحسين ماشيا بكل خطوة ألف حسنة ويمحو عنه ألف سيئة، ولا غرابة في ذلك فان المعطي هو جواد كريم لا يزيده كثرة العطاء الا جودا وكرما.
عن أبي الصامت قال: سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام وهو يقول: (من أتى قبر الحسين عليه السلام ماشياً، كتب الله له بكلّ خطوة ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيّئة، ورفع له ألف درجة، فاذا أتيت الفرات فاغتسل وعلّق نعليك وامش حافياً، وامش مشي العبد الذليل، فاذا أتيت باب الحائر فكبّر أربعاً ثمّ امش قليلاً، ثمّ كبّر أربعاً، ثمّ ائت رأسه، فقف عليه فكبّر أربعاً وصلّ عنده واسأل الله حاجتك) بحار الانوار للمجلسي: 98/ 143.
عن صفوان بن مهران قال: ان أبا عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام لمّا قدم إلى الحيرة، قال لي: (هل لك في زيارة قبر الحسين وهل تزوره؟ فقلت: جعلت فداك وكيف لا أزوره في ليلة الجمعة، وقلت: يا بن رسول الله هل تزوره يوم الجمعة حتّى ندرك زيارته؟ قال: نعم يا صفوان، فأتينا كربلاء، ونزل الصادق عليه السلام قرية الغاضريّة على ضفة الفرات فاغتسل ولبس ثياب الطهر، وتوجّه ماشياً نحو قبر جدّه أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وعند وصوله إلى باب الحرم الشريف، انكبّ على القبر وقال: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله... إلى آخر الحديث) فضيلة المشي في زيارة الإمام الحسين 7: 125 رياض العارفين.
فكان الإمام الصادق ولنا فيه اُسوة حسنة وقدوة صالحة، من أوائل المشاة لزيارة قبر جدّه سيّد الشهداء عليه السلام ولا يخفى إنّ في زيارته مشياً من الأجر والثواب، ومن الأسرار وفتح الأبواب، وقضاء الحوائج والشفاعة ما لا يعلمه إلّا الله سبحانه وتعالى، وان اللسان ليعجز، والقلم ليكلّ عن بيانه وإحصائه.
ويدل أيضا على استحباب المشي إلى قبر الإمام المظلوم صلوات الله وسلامه عليه الخبر المشهور بين الخاصة والعامة عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: (أفضل الأعمال أحمزها) تذكرة الفقهاء للعلامة الحلي ج8 ص172.
ومعنى أحمزها هو: أشدها وأمتنها، وأكثرها مشقة، راجع (كتاب العين للخليل الفراهيدي ج3 ص168) والمشي كما هو معلوم بالوجدان أشد وأصعب من الركوب فيكون أفضل قطعا، وكلما كانت مسافته أطول فهو اشد جهدا ومشقة فيكون أفضل، بل وكلما كانت الظروف أصعب كان المشي أعظم أجرا، فالماشي في زمن الخوف أو الحر أو البرد الشديد أو غير ذلك من الظروف الصعبة اكبر منفعة وثمرة دنيوية وأخروية من المشي بغير تلك الظروف، عن حمّاد بن ثابت عن عبد الله بن الحسن قال: (من زار الحسين عليه السلام لا يريد به إلّا الله فتفطّرت قدماه في ذهابه إليه، كان كمن تفطّرت قدماه في سبيل الله) فضل زيارة الحسين لمحمد بن علي الشجري، ص69.
حين تتدفق هذه الارتال المتواصلة من الزوار الكرام، الى مرقد أبي الاحرار الامام الحسين عليه السلام، فإن هذا الفعل لم يكن عشوائيا، أو لا إراديا، بل ثمة دوافع ومحركات إنسانية صرفة، مدعمة بالإيمان الجاد بوقفة الامام عليه السلام، هي التي تقف وراء هذه الحشود المتزايدة من الزوار، وتوجهها الى كربلاء المقدسة من كل حدب وصوب.
إن ملايين العراقيين الوافدين الى أبي عبد الله الحسين عليه السلام، من جميع مدنه وأريافه وحتى صحاريه، ومئات الألوف من زائري بقية البلدان الاسلامية، إنما يعبرون بمسيراتهم الطويلة مشيا على الاقدام، عن إسنادهم لكلمة الحق، ووقفة البطولة الخالدة للإمام الحسين عليه السلام، التي أعادت مسار الاسلام الى طريق الصواب، بعد أن حرفه عن ذلك أعداء الاسلام، وتؤكد هذه المسيرات إيجابية الشخصية التي تشارك بمثل هذه الشعائر والطقوس، حيث يصبح الجميع تحت دافع ومحرك واحد، هو تأييد الامام الحسين عليه السلام، ثم الاستعداد التام للسير على نهجه القويم.
فالأمر لا يقتصر على الجانب التاريخي فحسب، أي أن السير الى أبي عبد الله عليه السلام، لا يمثل رفضا للظلم الذي تعرض له آل بيت النبوة، وينتهي الامر عند هذه النقطة، بل هو إعلان قائم، لرفض الظلم والطغيان في أي زمان ومكان، وهذا تحديدا سر خوف الطغاة من ملحمة الحسين عليه السلام ومبادئها التي هددت ولا تزال تهدد عروش الظلم، كونها تدفع باتجاه التحفيز الايجابي الدائم للتغيير نحو الافضل.
وهكذا فإن المشاركين في المسيرات المليونية المتواصلة نحو كربلاء المقدسة، إنما يعبرون عن وحدة الموقف والكلمة، لهذه الملايين المنتصرة لذواتها ولموقف الامام الحسين عليه السلام، وهذا بحد ذاته تعبير واضح ودقيق عن ميول الانسان ونزوعه صوب الحق، وهذا أيضا ما يُطلق عليه العمل حسبما تمليه عليه فطرة الانسان التي تدفعه نحو الصواب وأعمال البر والاحسان.
ولا ننسى أن نشير الى مبدأ التلاحم الاجتماعي الذي ينتج عن هذه المسيرات، حيث يشترك الجميع في تقديم الخدمات المطلوبة للزائرين، وهم يقطعون مئات الكيلومترات مشيا على الاقدام قد تتعدى 500 كيلو متر من بعض المحافظات والقرى النائية، فيجدون ما يحتاجونه في السرادقات المنصوبة على الطرقات والمواكب والبيوت التي تستقبلهم، وتقدم لهم ما يحتاجونه من مأكل ومشرب ومنام، وهذا ما يدفع بدوره الى تعميق اللحمة الاجتماعية للشعب، وكلنا تابع او شاهد على شاشات التلفاز، او سمع من الآخرين، أو قرأ في الصحف وغيرها، مشاركة غير المسلمين وغير الشيعة في تقديم هذه الخدمات للزائرين، وهذه الخطوة تنم عن روح ايجابية، تتطلع الى المشاركة والعطاء والتفاعل مع الجميع، وهي احدى بذرات هذه الزيارة، التي تجمع المسلمين وتقرّب بينهم، وتجعلهم يتمتعون بالروح الايجابية المستعدة للتفاهم والتسامح والتعايش وفق رؤية متوازنة، مستمدة أصلا من مبادئ أبي الاحرار عليه السلام، التي تضع الانسان كقيمة عليا، وتحثه على مقارعة الظلم أيا كان نوعه او مصدره.
ان من أعظم مظاهر الولاء لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين هي تلك الجحافل والجموع التي نراها ويراها العالم بأسره تسير ولا من هدف لها إلا الوصول إلى البقعة التي اقتطعها الله سبحانه من الجنة ووضعها على الأرض، إلى كربلاء، إلى ترعة من ترع النعيم، ولا يكاد الناظر إلى هذه الجموع ينقضي عجبه من كثرة ما يرى من وقائع وأحداث وصور يحير لها عقل اللبيب، لمن يسير إلى قبر سيد الشهداء صلوات الله وسلامه عليه ولو لخطوة واحدة، فضلا عمن يمشي إلى قبره المقدس ساعات وأياما.
لا يخفى ان أصل المشي إلى العتبات المقدّسة بصورة عامّة كالمشي إلى مكّة المكرّمة يرجع تاريخه إلى نبي الله آدم عليه السلام، فانّه مشى إلى بيت الله سبحانه سبعين مرّة، وأمّا زيارة الإمام الحسين عليه السلام مشياً على الأقدام، فانّه يعدّ من أفضل القربات إلى الله عزّ وجلّ، كما أكّد ذلك ائمّتنا الأطهار: فانه من أبرز مصاديق هذه الفقرة في دعاء كميل عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: (وليت شعري يا سيّدي ومولاي أتسلّط النار على وجوه خرّت لعظمتك ساجدة وعلى جوارح سعت إلى أوطان تعبّدك طائعة) فمن أوطان التعبّد وأبواب الإيمان محمّد وآله الطاهرين، شفعاء الخلق أجمعين.
ثم لمشينا على الأقدام لكلّ المراقد المطهّرة لأئمّتنا الأطهار، ولاسيّما لسيّد الشهداء عليه السلام وفي خصوص يوم الأربعين، دلالات واضحة تعلن عن ولائنا الخالص لأهل البيت، وتجديد العهد والبيعة منّا له صغاراً وكباراً قلباً وقالباً، شعوراً وشعاراً، بالجوارح والجوانح، وكلّنا نصرخ ونهتف ليسمع العالم بأجمعه، إنّنا مع أئمّة أهل البيت معهم معهم لا مع عدوّهم، أجل مع الغائب منهم ومع الحاضر، ونلبّي صرخة الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء: (هل من ناصر ينصرني ) فنقول بكلّ وجودنا وحياتنا: (لبّيك يا حسين ) مهما تباعدت الأزمنة والدهور، وإذا قال ولده المهدي المنتظر الطالب بثأره: (يا لثارات الحسين ) فانا نقول بكل اخلاص وفداء: (لبّيك يا داعي الله، ان لم يجبك بدني عند استغاثتك، ولساني عند استنصارك، فقد أجابك قلبي وسمعي وعيني وبصري) يا قرّة عيني، عسى ان نؤدّي جزءا لا يتجزأ من حقوقهم المهدورة بهذا المشي المليوني من كلّ أرجاء المعمورة، وفي كلّ عام في مثل زيارة الأربعين.
ويدل على استحباب ذلك أيضا الخبر المروي عند الخاصة والعامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والقائل فيه: (من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمهما الله على النار) المعتبر للمحقق الحلي ج2 ص317، وراجع صحيح البخاري ج1 ص218. وزيارة قبر الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه مصداق واضح من مصاديق هذا الحديث، فهو مشمول بوصف (في سبيل الله)، وكذلك بوصف (اغبرت قدماه) إذ ان القدم إنما تغبر بالتراب عادة بسبب المشي دون الركوب.
ويدل على استحباب المشي إلى قبر الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه ان في المشي إظهارا للشوق وعظيم المحبة، والتي من اجلها يتجشم الزائر كل ما في المشي من صعوبة ومخاطر ومشاق، وفيه أيضا إظهار لشوكة التشيع وقوته وتماسك أتباعه، وتمسكهم بولائهم لائمتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وفيه إرعاب لقلوب النواصب وأعداء الأئمة الأطهار وكل هذه الأمور راجحة شرعا وحسنة عقلا.
فما هذه الافعال والأقوال والحركات الملفتة للنظر والتي تصدر عن المعصوم عليه السلام وهي بطبيعة الحال حجة علينا جميعا ـ إلا ليبيّن هول وعظم الرزية والمصيبة التي حلت بالحسين عليه السلام وجعلها نبراسا للثائرين بوجه الظلم والظالمين، وليضخّهم بهالة من الصبر والتجلد والثبات للاستمرار بالثورة دون وهن أو ضعف أو هزال تصيب حراكهم البطولي ضد أذناب الكفر والظلم والطغيان، وهي خارطة طريق لكل الأحرار في العالم ليستنقذوا عباد الله من الجهالة وحيرة الضلالة إلى حيث القيم والفضيلة والتحرر من كل أشكال العبودية لغير الله تعالى في هذه المعمورة.
وآداب المسير إلى قبر سيد الشهداء صلوات الله وسلامه عليه كثيرة نختار منها المهم وهي كالآتي:
أولا: أن يحاول في أثناء الطريق، بل وفي مطلق الأزمنة، السعي إلى زيادة معرفته بالإمام الحسين وسائر المعصومين عليهم السلام، وفهم لأكبر مقدار ممكن من مراتبهم ومقاماتهم، لان الروايات الشريفة صرحت بأن الأجر على قدر المعرفة، حتى ان بعض الزائرين يعطى بكل خطوة حسنة، بينما البعض الآخر يعطى بكل خطوة ألف حسنة، أما الصنف الآخر فيعطى في كل قدم يرفعها ويضعها عتق رقبة من ولد إسماعيل عليه السلام، عن أبي سعيد القاضي قال: (دخلت على أبي عبد الله عليه السلام في غرفة له فسمعته يقول: من أتى قبر الحسين ماشيا كتب الله له بكل خطوة وبكل قدم يرفعها ويضعها عتق رقبة من ولد إسماعيل) وسائل الشيعة للحر العاملي ج14 ص442.
وليس هذا التفاضل والتمايز إلا بسبب المعرفة وشدة الإخلاص واليقين ومراعاة حالة التأدب بالآداب الشرعية عموما وبآداب الزيارة على وجه الخصوص، عن الحسين بن علي بن ثوير بن أبي فاختة قال: قال لي أبو عبد الله الصادق عليه السلام: (يا حسين من خرج من منزله يريد زيارة الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام إن كان ماشيا كتب الله له بكل خطوة حسنة وحط بها عنه سيئة، حتى إذا صار بالحائر كتبه الله من المفلحين، وإذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين، حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملك فقال له: أنا رسول الله ربك يقرؤك السلام ويقول لك: استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى) تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي ج6 ص43.
ثانيا: ان يتخلق في أثناء طريقه إلى زيارة قبر سيد الشهداء عليه السلام، بل وفي مطلق أيام حياته، بمكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال، وليضع أمام ناظريه ان جميع أقواله وأفعاله وتصرفاته تنعكس على مذهب أهل البيت عليهم السلام سلبا أو إيجابا، والحفاظ على سمعة وكرامة وعزة المذهب هي مسؤولية الجميع لا سيما المتدينين من أتباعه، فعليهم والحال هذه أن ينزهوا أنفسهم عن كل ما من شأنه أن ينقص من قدرهم، وان تكون عليهم سيماء الوقار والهيبة والشدة في تطبيق الأحكام الشرعية ومراعاة الحدود الإلهية، وعدم التهاون في إقامة الواجبات كالصلاة والحجاب وحفظ اللسان والعين والأذن مما يحرم الكلام فيه والنظر إليه وسماعه، عن سليمان بن مهران قال: (دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام وعنده نفر من الشيعة، فسمعته وهو يقول: معاشر الشيعة، كونوا لنا زينا، ولا تكونوا علينا شينا، قولوا للناس حسنا، واحفظوا ألسنتكم وكفوها عن الفضول وقبيح القول) الأمالي للشيخ الصدوق ص484.
ثالثا: ينبغي على زائري قبر الإمام الحسين عليه السلام حال مشيهم بل في مطلق حالاتهم، بل وفي مطلق أيام حياتهم، أن يعين غنيهم فقيرهم، وان يوقر صغيرهم كبيرهم، وان يعين قويّهم ضعيفهم، وان تسود بينهم حال مسيرهم وحين وصولهم وأثناء رجوعهم روح المحبة والألفة والتراحم والتكافل، لينظر الله لهم بعين رحمته، ويشملهم بلطفه، ويرفعهم ويعزهم بسبب تراحمهم وتكافلهم، بان يجعل كلمتهم العليا على من خالفهم، لان عزتهم في وحدتهم وذلهم وانكسارهم في فرقتهم، قال سبحانه (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) الأنفال: 46.
رابعا: المحافظة على نقاوة المسير وصفائه ونزاهته نحو قبر سيد الشهداء عليه السلام، وعدم إدخال ما لا يمت بصلة إلى القضية الحسينية ومراسيم عاشوراء في مشيهم ومسيرتهم، وأخطر آفة يمكن أن تسري إلى هذه المسيرات العبادية هي آفة التحزب، وإقحام السياسة وشعاراتها فيها، واستغلال حشود الزائرين وجموعهم من قبل بعض التيارات والتكتلات لأغراض سياسية أو انتخابية أو دعائية والخروج بها عن الحالة العبادية والروحية.
فحري بالزائرين الكرام أن لا يضعوا أمام نواظرهم غير الإمام الحسين عليه السلام وإقامة شعائر الزيارة، وان لا يمنحوا الآخرين فرصة استغلالهم لتحقيق مآرب سياسية أو شخصية، وان لا يرفعوا أي شعارات أو هتافات لصالح جهات أو أحزاب أو أشخاص مهما كانت لهذه الجهات أو الأشخاص أهمية دنيوية أو أخروية، وان تصبح شعاراتهم وهتافاتهم وجميع تصرفاتهم خالصة لوجه الله سبحانه وللإمام الحسين عليه السلام وقضيته ومصيبته ومصيبة أهل بيته وأصحابه صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
أقرأ ايضاً
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد
- دلالات العدوان الصهيوني على لبنان
- البكاء على الحسين / الجزء الأخير