- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
شيعة العالم والسيستاني - الجزء الثامن
بقلم: غالب حسن الشابندر
كان لرجل الدين الشيعي على وجه الخصوص موقعه المركزي من الضمير الاجتماعي، وهناك اسباب كثيرة وراء هذه المكانة الروحية لرجل الدين في الاجتماع الاسلامي بشكل عام والشيعي منه في الصميم، بعضها يعود الى قدسية الدين نفسه وتغلغله الغائر في اعماق الشخصية الشرقية، وبعضها يعود الى الحضور التاريخي لرجل الدين في مضمار العمل الاجتماعي الخيري، وبعضها يعود الى ما يتسم به ظاهر رجل الدين من هيبة ووقار وسمت لاهوتي مهيب، وبعضها يعود الى حاجة الناس الى رمز معنوي تقتدي به ومهما كان الامر وفي مطلق الاحوال لرجل الدين قيمته المعنوية الراسخة في مجتمعاتنا الاسلامية العربية، ولذلك تكتسب حصانة اجتماعية عميقة عريضة، وطالما كانت كلمته هي الفصل في كثير من النزاعات والخصومات.
هذه المنزلة المعنوية لرجل الدين كانت - كما - يبدو ذات اهمية قصوى في فكر وتصور السيد السيستاني، يمكن ان نكتشف هذا من خلال بعض القرائن.
السيد علي السيستاني لم يحبذ اشتراك رجل الدين في ممارسة السلطة السياسية، ولم يحبذ انغماس رجل الدين في الحزبية، وكان يشير الى ان مهمة رجل الدين إيصال الاحكام الشرعية الى المكلفين، والاسهام في حل المشاكل الاجتماعية ونصح المتصدين من السياسيين.
هذا ما يستشفه وبكل وضوح من يراجع فتاوى وخطب السيد السيستاني، ويبدو لي ان السيد السيستاني انما اتخذ هذا المنحى خوفا من محذور، وهو: اذا زج رجل الدين نفسه في دنيا السياسة قد يفقد هيبته الاجتماعية، ويتعرض في الاثناء الى الابتزاز، وربما الى العزلة والنبذ في نهاية المطاف، ولن يشفع كون الحالة معدودة الاصابع، فان التعميم عبر حالات فردية ظاهرة شرقية مقيتة.
وللاسف الشديد هذا الذي حصل وان بمديات تبدو بسيطة لكنها بمطلق الاحوال خطرة بحد ذاتها.
تتناقل وسائل الاعلام العالمية ان رجل الدين في ايران بدأ يشعر بالغربة حتى في داخل وسطه الخاص.
فهل يتعظ رجل الدين العراقي ليمتثل المدرسة السيستانية في هذه النقطة بالذات؟
أقرأ ايضاً
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول
- البكاء على الحسين / الجزء الأخير