- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ضَعْ قدمَكَ على المجرفة .. وأبدأ بالردم
بقلم: د. عماد عبد اللطيف سالم
لا شيء .. لا شيء أبداً .. لا شيء سيحدثُ .. إذا لم نردِمْ هذه المستنقعات الضحلة الشاسعة التي نخوضُ فيها الآن .
لا يخوضُ "المُستثمِرونَ" في الوحل .
يبحثُ "البُناةُ" عن أرضٍ خصبةٍ مُستقّرةٍ ، ليخلقوا منها ،وفيها، دَخَلاً "دائماً"، ورِبْحاً وفيراً في النهار .. لا يأكُلُهُ في الليلِ بعوضُ الملاريا .
المُستثمِرونَ – البُناة ، ليسوا على استعدادٍ لدفعِ الأتاواتِ للضفادع .
المُستثمِرونَ – البُناة يسيرونَ على أرضٍ مُعَلّمَةٍ ومُضاءةٍ ،لها ابعادٌ ومسافاتٌ ووُجهاتٌ مُحدّدةٌ بدقّة .
المُستثمِرونَ – البُناة لا يعملون في غابةٍ من الدغل تغمرها الظُلْمَة، ويشعرونَ فيها بالذعرِ .. و ليس عليهم الانشغالُ بصوتِ وشَكلِ تلكَ الكائنات المخيفة ،بعيونها اللامعة ،التي تُحيطُ بهم من كلّ جانب .
المُستثمرونَ – البُناة يريدون بيئةً صالحةً للعيشِ والعمل ،و ليس استعراضاً خالياً من المعنى .
المُستثمرون – البُناة لا يريدونَ أنْ يأتي أحدهُم ، فيضَعُ قطرةً من النفطِ الأسودِ هُنا ،وقطرةً هُناك، ويُسمّي ذلك "اصلاحاً" و "إعماراً" للأرضِ التي يفتكُ بها السَخامُ والسَبَخ .. فتضيقُ قطرةُ الزيتِ ، وتتّسِعُ بقعةُ السَخامِ والسَبَخ.
لقد عادتْ الملاريا ، لأنّنا سمحنا للبعوضِ "الناقلِ" أنْ يتطفّلَ على دمنا .
لأنّنا مَنَحْنا أصغرَ بُركِنا الآسنة ، كلّ الفرص الممكنة ، لتبقى .. و تتّسِع .
لأنّنا لا نزالُ نُصفّقُ ، ونُغنّي ، و نرقصُ ، و"ندْبُكُ " و " نُجَوّبُ " لمن يضعُ قطرةً من نفطنا الأسودِ الرخيص على جروحنا المفتوحة منذ قرون .. بينما يدُسُّ "الرعاةُ" سكاكينهم في خواصرنا الهشّةِ ، لكي ندينَ لهم بفضل البقاء في مستعمرات الذئاب، كشياهٍ ضالّة.
ستجدون لدى عمّنا "جوجل" الكثير من الارشادات بشأن الكيفيّةِ التي نردِمُ بها مُستنقعاً..
وجميعها تبدأُ بخطوةٍ واحدة :
ضَعْ قدمَكَ على المجرفة .. وأبدأ بالردم .
عدا ذلك .. لا مبرّر للعويل ، و"الأبوذيّات" ، و"السويحليّات" ، ونشيج "الربابات" .
عدا ذلك .. تمَرّغْ في الوحل.
دَعْ البعوضَ يعتاشُ على دمِك.
وأدفَع الأتاواتَ للضفادع.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً