بناء على توجيهات رئيس الإقليم مسعود بارزاني بتشكيل لجنة حكومية عليا لاستقبال المسيحيين النازحين من بغداد وبقية المناطق العراقية وتوفير مستلزمات إقامتهم وممارستهم لحياتهم الطبيعية في الإقليم بعد الهجمات الأخيرة التي تعرضوا لها في بغداد والموصل، تشكلت في وقت سابق لجنة برئاسة كريم سنجاري وزير داخلية الإقليم باشرت أمس مهامها بعقد أول اجتماع لها بحضور ممثلي الكنائس المسيحية في كردستان.
وتقرر خلال الاجتماع تشكيل لجان فرعية على مستوى المحافظات الثلاث (أربيل والسليمانية ودهوك) من ممثلي الكنائس ومديريات الهجرة بتلك المحافظات ومديري الإحصاء والتموين لاستقبال النازحين وتقديم المستلزمات الضرورية كافة لهم.
وقال سنجاري في تصريح صحافي عقب الاجتماع إن «507 عائلات مسيحية وصلوا إلى مدن إقليم كردستان لحد الآن، واللجان الفرعية منهمكة حاليا في استيعابهم وتوفير الأماكن المناسبة لإقامتهم ورعايتهم، وستقوم اللجنة العليا لاحقا بدراسة أوضاع هؤلاء المهجرين والنازحين الوظيفية والدراسية تمهيدا لحل مشكلاتهم»، وأشار سنجاري إلى أن «85 عائلة مسيحية من بين هذا العدد قد توجهوا إلى السليمانية، في حين توزع الآخرون على مدن ومناطق الإقليم الأخرى».
من جهته، قال جبار حمه علي، مدير إدارة الهجرة والمهجرين في السليمانية التابعة لوزارة الداخلية بحكومة الإقليم، لـ«الشرق الأوسط» إن «العدد ارتفع في مدينة السليمانية أمس إلى 93 عائلة مسيحية تم تسجيلهم لحد الآن في سجلات المديرية وتم إيوائهم جميعا، حيث توزع بعضهم على كنيسة مار يوسف بالسليمانية، في حين توجه بعضهم إلى الإقامة لدى أقربائهم المسيحيين في المدينة، وقد قمنا بالتعاون مع المنظمات الخيرية والمجتمع المدني بجمع مساعدات عاجلة غذائية ومنزلية، وستبدأ حكومة الإقليم بعد استقرارهم في الرعاية الكاملة لتلك العائلات».
وأشار مدير الهجرة إلى أن «محافظ السليمانية بهروز قشاني زار كنيسة مار يوسف أمس للقاء العائلات النازحة واستمع إلى مشكلاتهم ومطالبهم، وكانت مشكلات معظم المهجرين تتركز حول الوظائف التي شغلوها في بغداد، وكذلك مشكلة انقطاع طلبتهم عن الدراسات بالمراحل المختلفة، وقد أكد المحافظ أن جميع هذه المشكلات ستحل بالتنسيق مع الحكومة العراقية، حيث ستعمل اللجنة العليا في حكومة الإقليم على توفير وظائف مماثلة للموظفين الهاربين ونقل الطلبة من المدارس والمعاهد والجامعات إلى ما يماثلها في السليمانية».
وأكد جبار حمه علي أن «95% من النازحين لحد الآن هم من سكان بغداد، ومعظمهم من أصحاب الشهادات والاختصاصات العلمية العليا؛ بينهم عدد كبير من الأطباء وأساتذة الجامعات ومن حاملي التخصصات العلمية المتقدمة، ولكنهم يواجهون مشكلة انتقالهم الوظيفي إلى كردستان بغية الاستقرار فيه، وهذا ما سنعمل عليه في الأيام المقبلة لحل المشكلة مع الجهات التابعة للحكومة العراقية».
وحول مدى استعداد مديرية الهجرة بالسليمانية لاستقبال موجات النازحين في حال استمرار التهديدات وتحولها إلى نزوح أكبر من ذلك، قال حمه علي: «لقد صدرت الأوامر من رئاسة الإقليم ووزارة الداخلية بالاستعداد لكل الاحتمالات، ونحن أجرينا الاستعدادات وجاهزون للتعامل مع أية تطورات مقبلة».
أقرأ ايضاً
- الداخلية تستحدث قسماً جديداً للوقاية واستقراء الجرائم
- وزير الدفاع الإيراني يزور سوريا علی رأس وفد رفيع المستوی
- وجه تحذيراً شديداً.. وزير العمل: البصرة تحتضن عشرات الآلاف من العمالة الأجنبية المخالفة