بقلم: أياد السماوي

الحفاظ على ثروات وأموال الشعب العراقي والالتزام بتطبيق التشريعات القانونية بأمانة ليست منّة من رئيس الوزراء أو أي مسؤول في الدولة , بل هو دستور أقسم عليه السيد عادل عبد المهدي أمام الله وأمام الشعب العراقي , وبموجب هذا الدستور وهذا القسم لا يحقّ لدولة رئيس الوزراء أو أي مسؤول في الدولة أن يهب أو يتبرع بدولار واحد من أموال الشعب العراقي خلافا للقانون , وإذا ما ثبت أنّ دولة رئيس الوزراء قد أعطى دولارا واحدا إلى حكومة إقليم كردستان خارج قانون الموازنة العامة لسنة 2019 , فهذا ليس حنث بالقسم الدستوري فحسب , بل هو خيانة للأمانة التي أوكلها الشعب العراقي لرئيس الوزراء , فالأموال التي سلّمت إلى حكومة إقليم كردستان منذ تسلّم السيد عادل عبد المهدي رئاسة الوزراء وحتى هذه اللحظة هي أموال الشعب العراقي المتأتية فقط من نفط العراق في الجنوب , وليس فيها برميلا واحدا من نفط إقليم كردستان كما صرّح السيد ثامر الغضبان وزير النفط العراقي قبل أيام , وبموجب قانون الموازنة العامة لسنة 2019 لا يحق لرئيس الوزراء تسليم دولار واحد إلى حكومة الإقليم من غير أن تقوم هذه الحكومة بتسليم كمية النفط المتفق عليها في قانون الموازنة العامة وتحديدا من حقول كردستان (وليس حقول كركوك) إلى وزارة النفط الاتحادية ممثلّة بشركة سومو.

وبحسب معلوماتي الخاصة والموثوقة أنّ آخر دفعة سلّمت إلى حكومة إقليم كردستان من أموال الشعب العراقي هي 450 مليون دولار قبل عطلة عيد النوروز أمر بدفعها وزير المالية السيد فؤاد حسين وبعلم رئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي الذي تقاعس عن إيقافها , أنا هنا أتحدّث عن قانون الموازنة العامة وليس عن (جرّة القلم) التي تحدّث عنها رئيس الوزراء السابق الدكتور حيدر العبادي , فهذا موضوع آخر تماما سنأتي عليه بالتفصيل في مقال آخر إن شاء الله , وبدوري كمواطن عراقي أسأل السيد رئيس الوزراء عن مقدار الأموال التي دفعت إلى حكومة إقليم كردستان منذ تسلّمه رئاسة الوزراء وحتى هذه اللحظة ؟ وكم هي كميات النفط التي سلّمتها حكومة الإقليم إلى وزارة النفط الاتحادية ؟ وإذا كان تصريح السيد ثامر الغضبان وزير النفط صحيحا (وهو صحيح) فعلى أي أساس قانوني سلّمت الحكومة الاتحادية هذه الأموال إلى حكومة إقليم كردستان ؟ وأين هي واردات نفط نفط الإقليم التي تصل إلى أكثر من 600 ألف برميل يوميا وبأي حساب توّدع هذه الأموال ؟ سيدي دولة رئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي.. هذه الأموال هي أموال الشعب العراقي المظلوم والمحروم وليست إرثا قد ورثته عن أبيك المرحوم السيد عبد المهدي المنتفجي حتى تهبها لمن تشاء , وإنّك يا دولة الرئيس ملزم شرعا وقانونا بالحفاظ على هذه الأموال , أمّا (جرّة القلم) التي تحدّث عنها السيد حيدر العبادي فلنا حديث أخر معك.. دولة الرئيس.. العراق ليس ضيعة من ضياعك وأمواله ليست إرثا ورثته عن أبيك , وما تفعله بأموال العراقيين خيانة للأمانة التي ائتمنك عليها الشعب العراقي.