اطلقت العتبة الحسينية المقدسة عبر هيئة الصحة والتعليم الطبي التابعة لها مشروع مركز الميزان للخدمات الطبية المنزلية وهو مشروع فريد من نوعه في المنطقة ويشكل انتقاله كبيرة في مجال تقديم الخدمات الطبية المختلفة لانواع عدة من المرضى باجهزة ومعدات متطورة وملاكات طبية وتمريضية كفوءة بما ينقل المستشفى الى منزل المريض ويمنح الفرصة لغيره في الاستفادة من خدمات المستشفيات.
ويقول مدير مركز ميزان للرعاية الصحية المنزلية البكترولوجي بهاء الوائلي في حديثه لوكالة نون الخبرية، ان "مشروع الميزان للرعاية الصحية المنزلية اسسته هيئة الصحة والتعليم الطبي التابعة للعتبة الحسينية المقدسة بعد وضع خطط وبروتوكولات طبية حديثة لمواكبة التطور السريع الحاصل في العالم على المستويين الطبي والتعليمي، واستفاد من خدمات الهيئة المقدمة خلال خطر جائحة كورونا في مشروع حملة "سلامتك" الذي اسهم بتقديم خدمات مجانية منزلية لمواطني محافظة كربلاء والمحافظات المجاورة تمخض عنها تقديم مختلف انواع الرعاية الطبية المنزلية للمصابين بفايروس كورونا، ومن خلال هذا المشروع تعرفنا على ان هناك الكثير من الحالات المرضية من الصعوبة نقلها الى المستشفيات وتحتاج الى رعاية طبية منزلية"، لاسيما "عندما تكون هناك حالات زخم مراجعين في المستشفيات، وهو تجربة موجودة في عدد من دول المنطقة، اما في العراق فتوجد خدمات جزئية من هذا المشروع مثل خدمات توصيل الادوية والعلاجات او قيام بعض المختبرات باجراء الفحوصات منزليا او بعض الممرضين يداوون المرضي موقعيا في المنازل لكن على مستوى ان تقدم خدمات منظومة طبية متكاملة فلا توجد لدينا في العراق، فعرض المشروع على المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة وحصل على الموافقة والمباركة وانطلق منذ اسبوعين وقدمنا خدماتنا الى اكثر من مئة حالة متنوعة بين علاجات وفحوصات واخرى متنوعة، وما يميز المشروع ان شركائه هم مستشفيات العتبة الحسينية المقدسة مثل مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام بضخامة مبانيها واجهزتها الحديثة المتطورة وملاكاتها الطبية والتمريضية المحترفة التي قدمت خدمات مختلف لمرضى الاورام منها تحضير المريض قبل تلقيه جرعة العلاج الكيمياوي او معالجة المريض في منزله بعد اجراء العملية الجراحية له وحمايته من خطر التلوث ولتطبيق بروتوكلات آمنة بما يخص بروتوكولات سياسة مكافحة العدوى لمرضى العمليات الجراحية، ونفس الشيء مع مستشفى الامام زين العابدين (ع)".
واضاف الوائلي، ان "ما يميز المشروع انه يعمل بخدمات شاملة وبشعار استخدمنا فيه مفردة عامية لتكون قريبة من نفوس المرضى وهي "المستشفى صارت يمك" وفيها نقدم ما يمكن نقله او ايصاله للمرضى لاتمام علاجه، ومن شركائنا الآخرين هم اطبائنا الاخصائيين من خارج مستشفيات العتبة الحسينية المقدسة ولمسنا منهم تفاعلا كبيرا وخاصة ان الكثير من الاطباء لديهم مرضى يتوجب زيارتهم للعيادات الخاصة وعندهم صعوبات كبيرة في هذا الامر سواء بمعاناة نقلهم او انتظارهم لمدد طويلة، ووجدنا منهم استجابة وتفاعل على العمل والمساهمة حسب مواعيد عملهم او دوام عياداتهم، كما وجدنا ثقة كبيرة وتفاعل من المواطنين رغم قصر مدة عملنا في هذا المشروع وتصلنا اتصالات كثيرة تطالب منا توسيع رقعة تقديم الخدمات، ولكون هذا المشروع الكبير في خدماته والفريد من نوعه في المنطقة في فترته التجريبية فيحتاج الى امكانيات مختلفة لتوسيع خدمته، واخذنا بنظر الاعتبار العامل المادي وجعلنا اسعار خدماته الطبية مناسبة جدا للمستوى المعيشي للمواطنين مما لا يجعله يشكل عبئا ماديا عليهم".
واكمل الوائلي، "بما ان المشروع تابع لمؤسسة تعمل تحت ظل العتبة الحسينية المقدسة فهناك مجموعة من المبادرات التي تتحمل تكاليف علاج بعض شرائح المجتمع مثل العائلات المتعففة او الفقيرة او من تحصل على استثناءات من دفع رسوم الفحص والعلاج"، ولابد من الاشارة الى ان " المشروع نال ثقة كثير من الاطباء الذين تم استقطباهم من الخارج ممن يأتون لاجراء عمليات جراحية كبرى وفوق الكبرى وخطيرة وتحتاج الى علاجات ورعاية ما بعد العملية الى رعاية بجودة عالية، وتلقت الملاكات المختلطة المحلية والقادمة من الخارج تدريبات متطورة ومهمة لمعرفة كيفية التعامل مع المرضى في بيوتهم وجهزوا باحدث الاجهزة الطبية المتطورة، لكوننا جهة تنفيذية نريد تطبيق طموح الادرة العليا للعتبة الحسينية المقدسة بأن نكون رائدين في هذا المجال، واننا جهة ساندة للمؤسات الحكومية وداعمة لها، ولدينا خطط طويلة الامد لتعميم هذه التجربة في كل محافظات العراق بالتعاون مع جميع الحكومات المحلية وخصصنا ارقام خاصة للمواطنين نتلقى منها الاتصالات وندون فيها حالة المريض واحتياجاته ويمنح موعد لعلاجه للحالات التي نسميها "الباردة" اي التي تلي اجراء العمليات الجرحية او تسبقها مثل التشخيص او تبديل الضماد او الاعتناء بالطفل بعد ولادته ومرضى العناية الفائقة والمركزة الراقدين في بيوتهم حيث تقوم ملاكات تمريضية مختصة بتوفير اجواء العلاج وتقديم الخدمات الطبية والفندقية داخل بيوتهم من خلال فنيين يقومون بتعقيم وتطهير وتنظيف غرفة في منزله تخصص للعلاج وتنصب فيها الاجهزة التي يحتاجها وتوفر له خدمة طبية من ملاكاتنا على مدار اليوم وزيارة دورية للمريض من قبل التطبيب المختص واذا حصلت حالة حرجة للمريض فيتوجه على الفور فريق طبي متكامل لعلاجه"، لاسيما "من تجرى لهم عمليات جراحية كبرى، وهذا الامر يوفر ايضا اسرة في المستشفيات ينتظرون بفارغ الصبر اجراء العمليات او تلقي العلاج، وبالاخص في مجال معالجة الاورام".
ونوه الى، ان "كل ملاكات هيئة الصحة والتعليم الطبي مشاركون في هذا المشروع بجداول عمل تنسق واجباتهم بين المستشفيات ومشروع الميزان ونفس الامر مع الاطباء الاخصائيين من غير مؤسساتنا، لافتا الى ان المشروع يحتاج من المواطن تفهم طبيعة عمل المشروع واتباع التعليمات التي نبلغه بها وتخفيف الضغط على المشروع، وبالاخص التفريق بين الحوادث الطارئة التي تحصل لمواطنين وهي خطرة مثل حوادث الدهس او السقوط من مكان مرتفع او الصعقة الكهربائية وهي حوادث يجب نقل المريض فيها على الفور الى المستشفيات عبر قسم الاسعاف الفوري بينما نعمل نحن بطريقة الحجز المسبق وللحالات المصابة بامراض او اجرت عمليات جراحية".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)