- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هتافات لمظاهرات تختزنها ذاكرتي لستين عام..الجزء الأول
حسن كاظم الفتال
التظاهر أو المظاهرة تعني خروج مجموعة أو مجاميع من الشعب لتطلق صيغ التعبير عن الرأي وإحداث ضغط لتحقيق هدفٍ أو غاية مرجوة أو مطلب معين.
ويُعبر عن المظاهرة أحيانا بأنه فعل سياسي جماعي ممكن أن يكون ممنهجا.وإما أن يكون القصد إحتجاجا أو تأييدا ضد أو مع جهة معينة.
وتنطلق أحيانا المظاهرات بشكل عفوي وبعدد قليل وما تلبث أن تتوسع
ورغم أن بعض الدساتير للبلدان تكفل حق التظاهر أو تضمنه وتعده حقا مشروعا من حقوق المواطنة ومصرح به للتعبير عن الرأي إلا أنه أحيانا يخضع تنظيم المظاهرة لقانون معين ويتطلب تصريحا أو إجازة.
كثيرا ما نعيش أحداثاً تصنعها الجماهير المنتفضة من خلال خروج بتجمعات أو جماعات أو جرافات يطلق عليها اسم مظاهرة تنتقد الأساليب والوسائل المتخذة من قبل سلطة أو جهة معينة
وثمة من جعل من المظاهرات في بعض البلدان مصيدة تصطاد الفقراء أو المغرر بهم أو الشباب المتحمس المندفع.
وكثيرا ما تصاحب التظاهرات شعارات أو هتافات معينة بل اقترنت تلك الهتافات أو الشعارات بالتظاهرات أو ألتصقت بها إلتصاقا وثيقا مباشرا حيث أنها تُعَدُ إحد عناصر أو أدوات التعبير عن تطلعات الجماهير ومطالبها وطرح الرأي فضلا عن أنها يمكن أن تكون أشبه بالمتنفس للفرد.
لذا فهي إحد عوامل استقطاب بعض الشرائح مما دعا أن تستغل من قبل فئات معينة تُجَيِّر لصالحها الأحداث وتستغلها لنوايا سيئة.
والهتاف يُعَرَّف بأنه مصدر للفعل هتف ويعني الدعوة أو المناداة بصوت رفيع أو قوي حاد وبشدة وكلما كان الطلب مهما وضروريا وموضوعيا أو أن الفكرة المرادَ توصيلها مهمةٌ أو جادةٌ كلما كان الصوتُ أقوى ودرجة الحماس أعلى وكثيرا ما يصل الأمر إلى الشحرجة أو حتى الهستيريا.
إذ أن الجماهير تحسب الهتافات وسيلة تعبيرية أو رسالة لإيصال الرأي للجهة التي تنوي التظاهر ضدها.
لذا نجد أن الدول التي تعتمد الديمقراطية أو تزعم اعتمادها تتخذ من هذه الهتافات عاملا من عوامل (إمتصاص النقمة) كما يقال أو محاولة لتخفيف غضب الغاضبين أو إسكاتهم.
ولكي تلقى الهتافات رواجاً أو قبولاً من قبل شرائح معينة للشعب أو استقطابا فيصار لصياغتها صياغة شعرية سلسة وبإيقاع موسيقي سجعي نغمي يؤجج مشاعر الجماهير أو يتناغم مع مشاعرها أو مع ما يوصف بالحس الجمعي وليس العقل الجمعي أو الوعي الجمعي لذا كثيرا ما تكون الهتافات أو الشعارات المحرك الأساس لحماس وإندفاع الناس خصوصا حين توظف توظيفاً دقيقا. وقد لعبت الهتافات دورا مهما في تاجيج الثورات
وليس بروز الهتافات والشعارات بحديث عهد على المجتمعات حيث أن الإرتجاز في الحروب ربما كان يمثل ذلك وإذا لاقت هذه الارتجازات أو الهتافات خمودا فقد لاقت صحوة واستنهاضاً في مطلع القرن العشرين لتصاحب ثورة العشرين الباسلة.إذ كان لها حضورا فاعلا في تلك الثورة واشهر ما أطلقه الثوار الإهزوجة الشهيرة
(الطوب أحسن لو مگواري) و(بالفاله نسقطها إللندن) وشعارات أخرى.
ولعل هتاف (الطوب أحسن لو مگواري) أصبح ملمحا من ملامح الفخر أو التباهي بالمجد والشموخ والغلبة.
ثم تحولت الشعارات والهتافات إلى مناسبة وفيات بعض الشخصيات أو حتى الأعراس في بعض المناطق وبرز المهوال الهوسات.
إلى اللقاء في الجزء الثاني
حسن كاظم الفتال
أقرأ ايضاً
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول
- الأولويّةُ للمواطنِ وليسَت للحاكم
- العراق وطن الانبياء ومسجد ومرقد الأولياء