- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ما بين سطور لقاء المرجع الديني الأعلى بممثلة الامم المتحدة.
بقلم: جسام محمد السعيدي
قرأ الماضي بروح المحقق الدقيق، ووعى الحاضر بعلومه المستحدثة، وقراءاته اليومية لها، فلم يخطأ في تشخيص المستقبل وايجاد حلول مشاكله، رغم إعراض الكثيرين عن وصفاته الشفائية الأكيدة.. التي يريدها البعض على مقاسه!! حتى بعد اكتشافه خطأ اعتراضه عليها او على توقيتاتها في كل مرة!!
نعم انه ابن النجف.. وزعيم مرجعيتها.. علي الحسيني السيستاني..
ربما نسي البعض انه دعم تظاهرات ٢٠١١م ببيانه الذي أجمل فيه كل مطالب المتظاهرين، وعاد ودعم تظاهرات ٢٠١٥م بكل قوته ورسم للحكومة برنامج الحل، فاهملوه!!!.
لكن هذا الرجل لم ينس قبل اكثر من ٤ سنوات ان يذكر قوى السلطة داخل وخارج الحكومة، بأن التظاهرات ان خفّت حدتها فستعود اقوى مما كانت، ما لم تلبى مطالب الشعب الحقة.
وها هي عادت اكثر مما كانت في تشرين ٢٠١٩م وكما توقعها قبل سنوات.
فكرر دعم متظاهريها السلميين ببياناته المتتالية، ودافع عن حقوقهم، ليحميها من سارقيها ساسة الداخل والخارج، كما هو ديدنه، ورسم لشعبنا خارطة طريق نجاح مطالبهم الحقة، وطالب بالقصاص من قاتليهم وظالميهم ولم ينس دمائهم التي يرقص على بريقها أنصاف الاعلاميين وساسة الصدفة!!.
كرر مطالباته المتكررة منذ ١٦ سنة أمام جينين هينيس بلاسخارت رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) حين التقاها في ١١/١١/٢٠١٩م، فعبّر "عن ألمه الشديد وقلقه البالغ لما يجري في البلاد،" وأشار إلى "تحذيره المكرر منذ عدة سنوات من مخاطر تفاقم الفساد المالي والاداري وسوء الخدمات العامة وغياب العدالة الاجتماعية، الا انه لم يجد آذاناً صاغية لدى المسؤولين لمعالجة ذلك، وقد وصلت الامور الى ما نشهده اليوم من اوضاع بالغة الخطورة".
وأكد سماحته على "ضرورة اجراء اصلاحات حقيقية في مدة معقولة" وفي هذا السياق "تم الترحيب بمقترحات بعثة الامم المتحدة المنشورة مؤخراً ".
وأعلن للامم المتحدة " القلق من ان لا تكون لدى الجهات المعنية جدية كافية في تنفيذ أي اصلاح حقيقي".
وهو يعني ان هذا الأب الحكيم يراقب بدقة كواليس السياسة ويعلم ما يحاك في أروقتها..
فهدد " السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية" بأنها " اذا لم تكن قادرة على اجراء الاصلاحات اللازمة او لم تكن تريد ذلك"...
انتبهوا لكلامه..
اذا لم تكن قادرة، او كانت قادرة، ولكنها لا تريد الاصلاحات!!!!
حذر هذه السلطات ان لم تقم بالاصلاحات بأنها "لابد من التفكير بسلوك طريق آخر في هذا المجال"..
الكلام لها وليس لنا اخوتي، فانتظروا ذلك السلوك إنا معكم من المنتظرين..
ولنقرأ ماذا قال ايضاً؟
ذكر القوى السياسية بأن الزمن لن يعود الى الوراء، فقال "فانه لا يمكن ان يستمر الحال على ما كان عليه قبل الاحتجاجات الأخيرة".
وفي هذا اشارة لما حذر منه المفسدين، وبشر به العراقيين قبل سنوات بعباراته: "ولات حين مندم" و "عندها لا ينفع الندم" و "سيكون للمشهد وجه آخر" وأمثالها.
ولم ينس أبونا مخاطبة المعنيين ب "ضرورة الكفّ عن استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين ووقف الاعتقال والاختطاف في صفوفهم ومحاسبة من قاموا بذلك خلافاً للشرع والقانون".
وللأجانب من الحشريين نصيبٌ من كلامه حين شدد على "رفض التدخل الاجنبي في الشأن العراقي واتخاذ البلد ساحة لتصفية الحساب بين بعض القوى الدولية والاقليمية".
طبعا انا علقت على نص ما نقله الموقع الرسمي لسماحته في اللقاء:
https://www.sistani.org/arabic/archive/26358/
وهو لا يعني نفي ما قالته ممثلة الامم المتحدة عن اللقاء بخصوص التظاهرات وغيرها، فالمكتب لم ينفه أصلا، لكنه أتاح بيان بعض الامور للشعب عن طريق الضيف، وركز الباقي الموجه للحكومة في بيانه، لذا اقتضى التنويه..
ولنتذكر ان هذا الرجل هو سندنا في الملمات، وحصننا بعد الله من هذا وذاك، ان دعا مدعٍ، أو نعق تابعٌ، أو بالعُ شاة!!
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر