خصصت وزارة الدولة العراقية لشؤون الأهوار مبلغ 30 مليون دولار لتنفيذ مشاريع لدعم الطفولة في المناطق الريفية في الأهوار خلال عام 2009 . ويعد هذا المبلغ أول استثمار تخصصه الحكومة لتحسين ظروف حياة الأطفال في العراق.

وقال اسكندر خان ممثل اليونيسف في العراق \"هذا إنجاز كبير من جانب الحكومة إذ انه الأول من نوعه، ليس في العراق حسب بل أيضا على الصعيد العالمي لأنه يهدف الى الاستثمار في الأطفال على نحو خاص. وتعد هذه المبادرة نقطة الانطلاق نحو سلسلة من مبادرات الاستثمار في مشاريع الطفولة التي من شأنها حصول جميع الأطفال على حقوقهم التي طالما حرموا منها وبخاصة تلك التي تكفل لهم البقاء وتعينهم على تنمية قدراتهم بشكل كامل\"

تسجل مناطق الأهوار بعضا من أدنى مؤشرات التنمية في العراق، إذ إن 34 بالمائة من النساء في الأهوار أميات مقارنة بالمعدل الوطني الذي يبلغ 24 بالمائة، وتقل معدلات الالتحاق بالمدارس في المناطق الريفية من الأهوار بما لا يقل عن 30 بالمائة من معدلات الالتحاق بالمناطق الحضرية وان 81 بالمائة من الأسر لاتصلها خدمات شبكة المياه العامة مقارنة ب 26 بالمائة على الصعيد الوطني، وفي بعض القرى يعتمد 99 بالمائة من السكان على مياه الشرب المنقولة بواسطة الصهاريج.

وقال حسن الساري وزير الدولة لشؤون الأهوار \"لن يبقى وضع الأطفال في الأهوار على ما هو عليه حاليا وستسهم هذه المبادرة في تحسين حياة الأطفال في المنطقة حتى يتمكن أكبر عدد منهم الذهاب إلى المدرسة وان يحصل الآف الأشخاص على المياه النظيفة\".

ويندرج تخصيص الحكومة لهذا المبلغ ضمن \"مبادرة تنمية الطفولة في الأهوار\" التي تنطوي على تنفيذ مشاريع في المناطق الريفية الأشد فقرا والتي يعاني فيها الأطفال شظف العيش والحرمان، وسيتم تأهيل سبعين محطة مياه في المناطق الريفية في محافظات البصرة وميسان وذي قار لتوفير المياه الصالحة للشرب لنحو 250 ألف شخص بضمنهم نحو 125 ألف طفل معرضين للإصابة بالأمراض التي تنتقل بواسطة المياه بالإضافة الى تشييد 48 مدرسة لتوفير فرص التعليم لنحو 12 ألف طفل.

وستقوم اليونيسف بدعم جهود الحكومة في التخطيط لتلك المشاريع وتنفيذها على قدر كبير من الجودة ليكون لها أكبر الأثر في تحسين حياة الأطفال. وسيبدأ تنفيذ المشاريع في الأشهر المقبلة.