حجم النص
اعداد /أحمد القاضي
للنفايات آثاراً بيئية خطرة ومدمرة ، حيث أنها سامة وتستنفذ الأوكسجين، من الهواء ومن المياه السطحية ، وكذلك فإنها تدمر الحياة الحيوانية والنباتية ، كما تسبب العكرة للمياه وتضر الكائنات البحرية.
تنبعث من النفايات روائح وغازات سامة، وحاوياتها تحولت من وسيلة لتجميع النفايات إلى خطراً يهدد سلامة المواطنين ويساهم في تلويث المحيط الحضاري, وهذهِ الحاويات فقدت وظيفتها الأساسية حيث أصبحت تشكل أحدى العوامل المؤثرة على البيئة وعلى صحة المواطنين وتؤثر بشكل سلبي على جمالية المدينة.
وتعتبر النفايات المنزلية بيئة ملائمة للحشرات التي تنقل السموم والأمراض للإنسان والحيوان على حداً سواء , بالإضافة إلى إن هذهِ النفايات تلوث الهواء بالغازات السامة الناتجة من تحلل المواد العضوية, وأن بعض المواطنين يرمون النفايات المنزلية خارج الأماكن المخصصة لها, مما يتسبب بخلق مكباتٌ عشوائية تؤثر بشكل ملحوظ على البيئة وصحة الإنسان
تكمن خطورة انتقال المرض للإنسان من خلال عدة أسباب أهمها، المياه المتسربة من النفايات والتي تحتوي على جراثيم ومواد ضارة وفيها مواد عضوية غير مرغوبة بها, وهذه المياه لها تأثير مباشر على التربة وتأثر على مياه الأنهر والجداول، وأيضاً هي بيئة ملائمة لتجمع الحشرات الضارة مثل البعوض و الذباب والحيوانات الناقلة للأوبئة كالكلاب و القطط الضالة والجرذان و الفئران، التي تسبب في تلوث البيئة وتلوث الشوارع في المناطق السكنية.
أن أكثر الإمراض التي تسببها هذه الحاويات بشكل عام هي الإمراض الانتقالية التي تنتقل عن طريق الحشرات والقوارض ومنها إلى الإنسان، وتنتقل أيضا بعملية الاحتكاك المباشر في هذه الأماكن, وان أكثر الأمراض التي تسببها هي الحالات الجلدية مثل الحساسية الجلدية، والأمراض الانتقالية مثل مرض اللشمانيا Leishmania)) ومحلياً تسمى بــ(حبة حلب أو حبة بغداد) والكلازار، وقد تتسبب بنقل مرض الملاريا وأمرض بكترية وفيروسية كثيرة.
وتتمثل طرق الوقاية من انتقال المرض للإنسان على، نشر الوعي الصحي للمجتمع في المدارس والكليات والأماكن العامة وأي عمل مالم يشارك فيه المجتمع لا ينجح، خلق جمعيات مدنية للنهوض بنظافة الأزقة، النظافة و التطهير المتمثلة بارتداء الملابس الواقية كقفاز اليدين والكمامة، والتأكيد على النظافة الشخصية والعامة وغسل اليدين بشكل متكرر، وتجنب إي عملية احتكاك تؤدي إلى حدوث انتقال المرض، الحفاظ على نظافة حاوية النفايات وغسلها لكي لا تسبب في تلوث البيئة وأيضا الحفاظ عليها من التلف والضرر،الابتعاد عن السلوكيات السلبية التي يقوم بها المواطنين كرمي القمامات في الأماكن غير المخصصة لها وتجميعها في نقطة واحدة.
وقد أضفى الإسلام على النظافة صبغة دينية، فأوجب بعض مظاهرها، وندب إلى كل ما يرتبط بها، وعدّها جزءًا لا يتجزأ من حالة الإيمان والتدين، والحفاظ على جمال الطبيعة ونظافة البيئة، وعدم العبث بها أو تلويثها، من أجل أن يعيش الإنسان في بيئة نظيفة
وأكد الإسلام على رعاية النظافة في كل جوانب الحياة، كنظافة الثياب، ونظافة البيت، ونظافة الطعام والشراب، ونظافة الشوارع والمرافق العامة كالمساجد، ونهى عن أي تلويث عبثي للبيئة، أو تخريب شي من جمال الطبيعة، وهذا ما تفيض به الأحاديث والروايات الكثيرة. يقول تعالى ﴿وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا﴾.
وروي عن رسول الله أنه قال (النظافة من الإيمان والإيمان وصاحبه في الجنة)
وجاء في سنن الترمذي عنه (إن الله طيِّب يحب الطيِّب نظيف يحب النظافة)
وفي كنز العمال عنه (تنظفوا بكل ما استطعتم، فإن الله تعالى بني الإسلام على النظافة، ولن يدخل الجنة إلا كل نظيف)
وعن الإمام الصادق قال: (إن الله عز وجل يحب الجمال والتجمل، ويبغض البؤس والتباؤس، فإن الله إذا أنعم على عبدٍ نعمة أحب أن يرى عليه أثرها، قيل كيف ذلك؟ قال ينظف ثوبه، ويطيّب ريحه، ويجصص داره، ويكنس أفنيته، حتى أن السراج قبل مغيب الشمس، ينفي الفقر ويزيد في الرزق)
مكونات النفايات الخطرة
الهدف من تحديد مكونات النفايات الخطرة و خصائصها هو تقييم النفايات لمعرفة المخاطر الناتجة و المتوقعة عنها و أثارها البيئية و الصحية، هذا ما أفاد به الخبير عبد الرزاق الكيلاني (مدير دائرة الشؤون الفنية في هيئة حماية البيئة)
ويمكن التعرف عليها من خلال الفحوصات و المعايير التالية.
أ- المعايير العضوية :- إن هذا المعيار يحدد كمية المواد العضوية الموجودة في النفايات الخطرة والتي تشمل ( الكربون العضوي ، والأكسجين الحيوي ، الهيدروكربونات البترولية الكلية ، والشحوم والزيوت ).
ب- الخصائص الفيزيائية : إن هذه الخصائص تختص بدراسة الحالة الفيزيائية للنفايات و تشمل
( المواد الصلبة المعلقة ، درجة الحموضة ، درجة الحرارة ، جهد التأكسد ، اللون والرائحة ).
ج- ملوثات معينة : قد تكون هذه الملوثات عضوية أو غير عضوية و تختلف من حالة إلى أخرى وتشمل ( السيانيد ، الفوسفات ، المنظفات ، المعادن الثقيلة ، الكبريتيدات ، الفينول ، سموم عضوية ).
حلول و اقتراحات لسلامة المجتمع
- الالتزام برعاية النظافة وإظهار الأناقة والجمال في الحياة الشخصية
- انتخاب أشخاص أكفاء في مجال البيئة و الصحة بالجماعات المحلية
- توعية السكان بمخاطر النفايات المنزلية على الصحة و على البيئة عن طريق
الحملات التثقيفية وسائل الإعلام.
- تزويد المدن بمحرقة مزودة بمصفاة للدخان ولجان مراقبة تحترم الشروط الدولية
للصحة و البيئة .
- إحداث قوانين ضد الأشخاص و المصانع التي لا تحترم الشروط الصحية و البيئية
في التخلص من النفايات.
- منع الإحراق العشوائي للنفايات
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- الحوانيت المدرسية أحد أهدافها.. حملة جديدة للصحة المدرسية
- دراسة: تناول البيض قد يحسن صحة الدماغ ويخفض الكوليسترول
- مخاطر زيادة فيتامين D على الصحة