- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
موقف مؤذي للشيخ مفتي الديار العراقية
حجم النص
بقلم :عزيز الحافظ
كل عراقي له في وطنه العزيز ذكريات ومحطات وأفراح وتآوهات وسرور وحبور كعادة أهل الدنيا من كل حدب وصوب ولكن؟ للعراقي نكهة ما جعلته يقّلّب كل مسار وشريط حياته ليجد العجائب والغرائب تتراقص عجبا جذلى فيما يرى. عشت شخصيا أغلب محن الوطن وكانت الهموم والغموم وسحائب الحزن والألم تخيّم كمخيمات الكشافة الدائمية بما لم يفكر بها المؤسس المرحوم بادن باول!وعندما سقط النظام الفاشي أرتدت لبوس العجب كل حيثيات تفاصيل حياتنا اليومية. لم اسمع ولم أقرأ ولم أرى سابقا ان في العراق مفتيا رسميا للديار لإن التسيسس زمن الفاشست كان حتى في الرياضة والطرب والغناء ولكني لم أعرف لجهلي ربما بوجود مفتيا للديار إلا قبل بضعة أشهر فقط بلاعجب.ولإني أتابع كقاري مسيرة الأحداث وجدت هذه السنة في مصر العزيزة إنتخابا لمفتي الديار بعد نهاية مدة الدكتور علي جمعة حيث إن «هيئة كبار العلماء المصريين رشحت نحو 9 من المستوفين لمنصب المفتي وممن رأتهم تنطبق عليهم الشروط كاملة. وتضم الهيئة كبار العلماء وهي برئاسةشيخ الازهر الدكتور أحمدالطيب، 26 عضوا، أبرزهم الدكتور يوسف القرضاوي، (87 عاما)، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (المقيم بقطر)، الذي حضر اجتماع الهيئة لأول مرة منذ تشكيلها.
وتنص اللائحة الداخلية لهيئة كبار العلماء المصريين على أن يشترط في اختيار المفتي الجديد أن يكون عالما بأصول الفقه والشريعة الإسلامية، وأن يكون معروفا بالتقوى والورع في ماضيه وحاضره، وأن يكون أزهريا منذ بداية دراسته، وأن يكون حائزا شهادة الدكتوراه، وأن يكون ملتزما بمنهج الأزهر علما وسلوكا، وهو مذهب أهل السنة والجماعة، وألا يكون له ميول سياسية أو حزبية. وللمقارنة لاول مرة اسمع بإسم رافع طه الرفاعي مفتيا للديار العراقية!! فمن نصبّه في هذا المنصب ذو الهيبة ومتى؟ وهل هو منصب حكومي او ديني؟ ام سياسي ام مختلط؟ وماهو علاقته بديوان الوقف السني؟ وغيرها من التشكيلات الدستورية؟ ومن اين يأخذ راتبه مع ملاكه الوظيفي العامل؟ لااملك الجواب! وهل تم إنتخابه بنصف آلية إنتخاب المفتي المصري ؟ ومن عيّنه في مركزه الديني ؟ولكن الذي حيرّني هو موقفه من التظاهرات في الانبار العزيزة مقارنة بموقف الدكتور شوقي إبراهيم عبد الكريم، أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر فرع طنطا محافظة الغربية، الذي اختير مفتيا للديار المصرية خلفا للدكتور علي جمعة، بحصوله على أعلى نسبة أصوات، في الاقتراع السري الذي جرى بمقر مشيخة الأزهر الشريف.حيث صرّح الدكتور المصري تصريحات في خضّم اللهب الجماهيري المتصاعد المعروف في مصر العزيزة حاليا تنّم للمتابع عن ذات متطلعة حقا لإن تكون صمام الأمان إجتماعيا في مصر بتصريحاته اولها[منصبي ديني، ولن أتحدث في السياسة][ أدرك ما تمر به مصر الآن من أحداث، لكن منصبي في دار الإفتاء سيكون دينيا فقط ولن أتحدث في السياسة».] فهو [ليست له انتماءات سياسية ولا ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وعلاقته طيبة بزملائه وطلابه، ومشهود له بالكفاءة] بينماالسيد المفتي العراقي حيرّني بموقفه الكريم تجاه متظاهري الأنبار حيث سطع موقف السياسي الغريب جدا على موقفه الديني المأمول سماعه من سيادته!! حيث ألتقطنامنه:
1- أتهم الحكومة العراقية بـ"تنفيذ عمليات اغتيال منظمة لأهل السنة والجماعة من خلال مليشيات إيرانية تابعة للجيش العراقي"؟!!.
2- خاطب متظاهري محافظة الانبار "قراركم الذهاب إلى بغداد الحبيبة للمشاركة في صلاة الجمعة الموحدة في جامع الأمام الأعظم قد تلقته السلطة [[المتجبرة ]]بالرفض قولا وفعلا".
3- وخاطبهم:أنكم قد سلكتم الطريق القانوني بالحصول على الموافقات اللازمة إلا أن هذا الأمر جوبه بالمنع والإجراءات التعسفية التي يقوم بها الجيش الذي ضم أعداد كبيرة من المليشيات التابعة لإيران التي نشرت عصاباتها في الأحياء السكنية التي يكثر فيها أهل السنة والجماعة واغتالت من اغتالت واعتقلت من اعتقلت".!!
4- حتى لا ابخسه الرأي فقد دعا المفتي رافع طه الرفاعي، متظاهري محافظة الانبار إلى تأجيل ذهابهم إلى بغداد للتظاهر يوم الجمعةو حذر من وقوع "مفسدة عظيمة" في حال قدومهم،؟!
هل هذا هو كلام رجال الدين وعقلائهم؟ هل المأمول من المتابع العراقي البسيط ان يسمع هذه الإتهامات الخطيرة المؤذية والمدمرة والممزقة لوحدة الصف والمجتمع ولايتاثر بهذه العواصف – القواصف الفتيائية من رجل دين مسّماه كالجبل مفتيا للعرااااااااااق؟ شتان بين موقف الدكتور المصري شوقي إبراهيم والمفتي رافع العاني!قلّبوا تصريحه جيدا مرات ومرات ومرات ثم إسألوا النفس العراقية الأبية الشامخة هل تقبل بهذا الحديث؟
أقرأ ايضاً
- اهمية ربط خطوط سكك الحديد العراقية مع دول المنطقة
- موقف السيد السيستاني من سرقة أموال الشعب بعنوان مجهول المالك؟!
- حماية الاموال العراقية قبل الانهيار