- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أما آن الأوان في النظر إلى كربلاء
بات من الواضح والمعلوم والمؤكد ان حب الامام الحسين عليه السلام رغم كل القوى والاحزاب والجهات والسلطات التي حاولت وستبقى تحاول بكل الوسائل والطرق والأيديولوجيات طمسه او محوه يسير وفق وتائر متصاعدة على مر الاحقاب والازمان في نفوس كل من عرف الإمام الحسين عليه السلام بالفطرة أو من خلال الدراسة والبحث ،فترى في كل سنة تتزايد هذه الاعداد إلى كربلاء لزيارة الأضرحة المقدسة فيها بقدرة تقف وراءها عوامل ماورائية (ميتافيزيقية) تنافي في بعض الاحيان حدود العقل والمنطق والا مالداعي الى قطع مئات الكيلومترات مشيا على الاقدام من اجل الوصول الى كربلاء وزيارة العتبات المقدسة رغم حر الصيف وبرودة الشتاء ورغم تربص الاعداء خلال السنوات الماضية التي تجلت بحرب الانظمة السابقة ضد هذه الطقوس واخرها الاعمال الارهابية التي حصدت الالاف من الارواح البريئة لا لشيء وانما لكونها تحب الحسين ..
فنبذ الناس كل هذه الامور وراءهم واصبحوا يوما بعد اخر يصرون ويصممون على الذهاب الى كربلاء لزيارة الحسين عليه السلام ...وتلك الملايين التي وفدت الى ارض الطف خلال اربعينية الامام الحسين التي عشنا لحظاتها هذه الايام هي خير دليل على مانقول ...
ولكن الامر الذي يثير الاستغراب والعجب العجاب انه على الرغم من ان هذه الإعداد تتزايد سنة بعد أخرى (خاصة بعد السنوات الست التي تلت سقوط الصنم المقبور ) لزيارة العتبات المقدسة والتي من خلالها اكتسبت مدينة كربلاء اهميتها العالمية ،رغم كل ذلك الا ان هذه المدينة اليتيمة الغنية لم ينظر اليها بعين الاعتبار خصوصا هذه السنوات التي تلت عام 2003 وتصدرت خلالها جهات انتخبت من خلال شعاراتها الرنانة التي توسمت باحياء الشعائر الدينية واقامة الطقوس (باعتبار ان الانظمة السابقة حاولت طمس هوية كربلاء من خلال تغيير بعض ملامحها الديموغرافية دون جدوى) ..
لذلك اما ان الاوان ان تنهض هذه البقعة المباركة التي تشرفت بجثمان سيد الشهداء ورجاله الاطهار لكي تكون في مصاف المدن المقدسة المتطورة مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة ومشهد !!!
اما ان الاوان النظر الى كربلاء بعين الجدية باعتبارها احدى المحاور التي تشكل (مع النفط وغيرها من الموارد التي تمتلكها البلاد) عصبا رئيسيا في الاقتصاد العراقي ،اما ان الاوان الكف على التصريحات المخدرة وتحويلها الى واقع ملموس..
...واذا كانت هذه المسائل من الأمور المحالة المستحيلة الكبيرة على \"السادة\" المسؤولين الا يمكن دراسة امور صغيرة لتحقيق انسيابية اكبر لدخول الزائرين في الزيارات المليوينة مثل زيارة الاربعين (خصوصا اذا اخذنا بالاعتبار دخول اعداد كبيرة من الزوار العرب والاجانب) من خلال تنظيم نصب المواكب القادمة من المحافظات في شوارع معينة حتى لاتؤثر على حركة الزائرين ،وكذلك تخصيص علامات دالة للشوارع المؤدية الى المحاور الرئيسية كالنجف وبغداد والحلة حتى لايتيه الزائرون عند عودتهم الى ذويهم ،وايضا تخصيص طرق لدخول (المشاية) وطرق اخرى للمركبات وتخصيص ساحات كبيرة يتمكن خلالها اصحاب المواكب من طهي الطعام الذي يقدموه مجانا للزائرين بحرية وتهيئة أخرى لمواشيهم حتى لا تسبب الاذى بالحدائق العامة التي اصبحت مكانا لعلفها قبيل ذبحها ،واخيرا تخصيص مكان لذبح الماشية والاغنام التي تدخل في اعداد الطعام ..الا يمكن تحقيق هذه الامور الصغيرة ام انها اصبحت ايضا من الامور المستحيلة التي لايمكن تحقيقها الا بالدخول في تحالفات مع القوى والاحزاب الداخلة ضمن العملية السياسية ..
وختاما نقول ..ومن باب الإنصاف وليس من باب المجاملة ان نذكر جهودا ساهمت وماتزال في إنجاح هذه الزيارات المليونية على الأصعدة الخدمية والأمنية رغم الإمكانات المحدودة ...
علاء السلامي
أقرأ ايضاً
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الإجازات القرآنية ثقافة أم إلزام؟