اكد مستشار الامن الوطني العراقي موفق الربيعي ان العلاقات العراقية ـ السعودية تشهد تقدما وعلامات ايجابية يمكن تطويرها مستقبلا بالتزامن مع الانفتاح العربي على العراق في هذه المرحلة، مشددا على رفض العراق ابرام اي اتفاقية امنية لا تلبي مصالحه الوطنية.
واذ دعا الربيعي الى الاسراع ببناء القوات المسلحة العراقية تمهيدا لخروج اخر جندي اميركي خصوصا مع اقتراب القوات العراقية من مرحلة الاكتفاء الذاتي، لفت الى ان مشروع المصالحة الوطنية الذي تقوده حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي سيستمر \"سنوات\" لمعالجة ما احدثه تنظيم \"القاعدة\" من تصدع بين مكونات الشعب العراقي.
وحول الانفتاح العربي والزيارات التي سيقوم بها عدد من الزعماء الى بغداد، اعتبر الربيعي ان \"العجلة تجاه بغداد بدأت تدور ولن يخسر سوى من يتأخر عن قاطرة الانفتاح على العراق على الرغم من ان البعض يخشى ان يعود العراق الى دوره القوى والمركزي كونه الدعامة الاساسية في المنطقة العربية والاسلامية والتي غابت خلال السنوات الخمس\"، لافتا الى ان المالكي \"تلقى عددا من الدعوات من الدول العربية وسيفاجأ الجميع بالانفتاح الذي يشهده العراق من خلال زيارة العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى بغداد في الايام القليلة المقبلة\".
وعن العلاقة مع المملكة العربية السعودية اكد الربيعي ان \"علاقة العراق مع السعودية تمر بادوار متقدمة وتحولت من حال الشك والريبة الى مرحلة فيها بعض العلامات الايجابية التي يمكن ان نبني عليها ونطورها، فالعراق لا يمكن ان يستغني عن محيطه العربي، وكذلك هو جزء من الامة العربية والاسلامية وعضو اساس فيها ولا يمكن لاي طرف ان يخرجه من هذا العنوان فالعراق عائد بقوة وبمقدرة لاداء دوره في العالم\".
ورفض مستشار الامن الوطني العراقي إبرام اي اتفاقية امنية مع الولايات المتحدة تمس بسياده العراق، مبديا دعمه لمواقف المالكي الذي قال \"تقطع الايدي التي توقع على اتفاقية مع الطرف الاجنبي تمس بسيادة البلاد واستقلاله وكرامته\"، مشيرا الى \"ان العراق يسعى لعقد اتفاقيات تصب في مصلحة البلاد وان اي شيء يحقق مصلحة العراق نذهب الى نهاية الدنيا ونعمله واي امر يضر بمصلحة العراق ويعزز الوجود الاجنبي من المستحيل القبول به\".
وأكد ان بلاده ترفض الموافقة على اي مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة لا تحدد موعدا محددا لانسحاب القوات الاجنبية من العراق. وقال \"لا يمكن ان نقبل باي مذكرة تفاهم اذا لم تتحدث عن تواريخ ثابته لافاق زمنية واضحة لجلاء القوات الاجنبية من العراق بشكل كامل\".
وكان المالكي أعلن خلال لقائه في ابو ظبي السفراء العرب اول من امس ان \"التوجه الحالي هو التوصل الى مذكرة تفاهم اما لجلاء القوات او مذكرة تفاهم لجدولة انسحابها\".
وردا على ذلك، قال الناطق باسم البنتاغون براين وايتمان انه \"فيما يتعلق بالجداول الزمنية، سأقول نفس الشيء الذي اقوله بشأن الوضع الامني وهو ان ذلك يعتمد على الظروف الميدانية\"
وأشار الربيعي الى ان العراق \"يتحدث الآن عن متى ينتهي الوجود الاجنبي في البلاد ومتى نوقف العمليات العسكرية الاجنبية فيه ونتحدث عن تواريخ وازمنة لانهاء هذا الوجود\"، مؤكدا ان \"القوات العراقية اصبحت قاب قوسين او ادنى من مرحلة الاكتفاء الذاتي والوصول الى الاعتماد على النفس بشكل كامل ولسنا بعيدين عن ذلك، وهو ما يجب ان يفهمه الطرف الاجنبي، كما نعتقد ان القوات العراقية اكثر ملائمة من الطرف الاجنبي لاجراء ما تبقى من العمليات الامنية في المناطق المختلفة من العراق كونهم يعرفون اعدائهم، ونشدد على ضرورة الاستعجال لبناء القوات المسلحة العراقية وغير بعيد اليوم الذي نرى فيه اخر جندي اميركي يغادر العراق وهو يوم عيد سيفرح به الشعب العراقي\".
وبخصوص تطورات الوضع السياسي في البلاد ومدى نجاح مشروع المصالحة الوطنية الذي تنفذه حكومة المالكي، اعرب الربيعي عن اعتقادة بان \"المصالحة الوطنية هي عملية وصيرورة مستمرة لا يمكن اجراءها من خلال المؤتمرات فقط سواء مؤتمرات شعبية او جلوس الاحزاب السياسية مع بعضها كما لا تتحقق بالاجراءات الامنية او من خلال التشريعات التي يقرها البرلمان او استبدال اجتثاث البعث بالمساءلة والعدالة\"\"، مبينا انها (المصالحة ) \"مجموعة اجراءات يمكن ان تدوم لسنوات من الوقت لبناء جسور الثقة بين المكونات العراقية لان ما عمله الزرقاوي او ما خلفته \"القاعدة\" في العراق ولد شدخا بين ابناء الشعب العراقي، ونحتاج الى اشهر او ربما سنين ومجموعة التزامات لتحقيق وتعميق المصالحة\".
ولفت الى \"ان العراق اصبح يمتلك تجربة ناجحة في اجهاض الحرب الاهلية وبناء جسور الثقة بين مكونات الشعب العراقي بشكل يسمح للاجانب ممن يساعدون العراقيين في مجال المصالحة الوطنية ان يقوموا بنقل هذه التجربة الى كل بلدان العالم والاستفادة منها\"، مشددا في الوقت نفسه على \"ان افضل مصالحة هي التي تتم على ارض الواقع عندما تتعامل القوات المسلحة مع العراقيين سنة وشيعة اوعرب واكراد بذات الطريقة، فكل من يخرج عن القانون سيكون هدفا وعدوا للشعب العراقي بغض النظر عن انتمائه، وما حدث في البصرة والعمارة وديالى خير دليل إلى وطنية الحكومة وجديتها في تبني مشروع المصالحة\".
أقرأ ايضاً
- الشرطة الاتحادية تُحبِط جريمة بيع طفل (من قبل والدته) في بغداد
- 350 صاروخا على إسرائيل
- بغداد.. مجسراتٌ جديدة وطرقٌ متهالكة