عبّر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، عن تطلّع العراق للتعاون مع الشركات العالمية الكبرى في مجالة تقنية وتكنولوجيا المعلومات للانتقال إلى الاقتصاد الرقمي وتحسين توجيه الاستثمارات، كما عبّر عن رغبة الحكومة العراقية في التعاون مع شركات التكنولوجيا والاستفادة منها في تطوير القطاع الزراعي في العراق، مبيناً أنّ الزراعة تشكل أولوية في البرنامج الحكومي.
جاء ذلك خلال استقبال السوداني، أمس الأحد، مجموعة من رؤساء الشركات العالمية الكبرى في العاصمة السعودية الرياض، على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي.
لقاء أمير الكويت
والتقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في العاصمة السعودية الرياض أمس الأحد، أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وأفاد بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، بأنه "جرى، خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها والارتقاء بها، بما يعود بالمنفعة على الشعبين الشقيقين، وذلك من خلال استثمار الجوار التاريخي والاجتماعي الذي يربط بين العراق والكويت، والتأكيد على أهمية إدامة علاقات حسن الجوار والاحترام المتبادل". وأشار البيان، إلى أن "اللقاء تناول آخر التطورات في المنطقة، بالخصوص ما يحصل في قطاع غزة من عدوان صهيوني مستمرّ تسبب بآلاف الشهداء والجرحى، وأهمية اتخاذ موقف عربي موحّد من أجل إنهاء مآسي الشعب الفلسطيني".
رؤساء شركات التكنولوجيا
كما استقبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في مقرّ إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، أمس الأحد، الرئيس الإقليمي لشركة التقنيات الألمانية (SAP) إيمانويل رابتوبولوس والوفد المرافق له، وذلك على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي.
وشهد اللقاء، بحث سبل التعاون مع شركة (SAP) التي استعرضت تجاربها في شتى أنحاء العالم، حيث تعد الأكبر عالمياً في مجال تطوير البرمجيات الكبيرة التي تجمع بين الرؤى الاقتصادية الحكومية وتكنولوجيا المعلومات.
وأكد السوداني، بحسب بيان لمكتبه الإعلامي، إمكانية التعاون مع الشركة من خلال برنامج عمل مشترك، يتضمن الاستفادة من خدماتها في رقمنة الاقتصاد الذي سيساعد في تحقيق الابتكار، وتحسين توجيه الاستثمارات، مبيناً تطلع الحكومة إلى الاستفادة من خدماتها أيضاً في تضمين هذا النوع من البرمجيات في مناهج الكليات المتخصصة، وفي مجال التدريب بحقل البرمجيات المؤسساتية.
من جانبه، عبّر رابتوبولوس، عن استعداد الشركة للتعاون مع الحكومة العراقية في المجالات التكنولوجية، التي تساعدها في تطبيق رؤيتها وخططها نحو اقتصاد يواكب التطورات التكنولوجية في العالم.
وعلى هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي، استقبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في العاصمة السعودية الرياض، الرئيس التنفيذي لشركة Vertical Future المتخصصة بتكنولوجيا الزراعة والزراعة العمودية جيمي بوروز. وعبّر السوداني، عن الرغبة في التعاون مع الشركة العالمية، ونقل التكنولوجيا في القطاع الزراعي إلى العراق، الذي يواجه تحديات التغير المناخي، ويعاني من شحٍّ مائي كبير تسبب بزيادة مساحات التصحُّر لديه، مبيناً أنّ الزراعة تشكل أولوية في البرنامج الحكومي، وقامت الحكومة بعدة إجراءات وخطوات لتطوير القطاع الزراعي وإدخال الأساليب الحديثة في الزراعة والري، إلى جانب دعم الفلاحين والمزارعين والقطاع الخاص المعني بالزراعة، التي تمثل إحدى ركائز الاقتصاد العراقي.
من جانبه، أبدى الرئيس التنفيذي للشركة؛ الاستعداد للتواجد في العراق، والتعاون في مجال دعم الزراعة العراقية بالتكنولوجيا الحديثة، واستغلال مساحات الأراضي المتوفرة للزراعة وزيادة إنتاجها.
مشاريع "توتال إينرجيز"
واستقبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بمقرّ إقامته في العاصمة السعودية الرياض، رئيس شركة "توتال إينرجيز" الفرنسية باتريك بيونيه.
وجرت، خلال اللقاء، مناقشة المشاريع التي تنفذها الشركة في قطاع الطاقة، والقطاعات الأخرى الملحقة به، خصوصاً في قطاع الغاز المصاحب، والنفط ومحطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، إذ أكد رئيس شركة "توتال إينرجيز" أنّ شركتهم من المؤمل أن تنهي المرحلة الأولى من مشروع الكهرباء من الطاقة الشمسية خلال العام المقبل، وتنجز المرحلة الأولى من مشروع استثمار الغاز المصاحب خلال نفس العام، وبطاقة إنتاجية 50 مليون قدم مكعب، من أصل الطاقة التصميمية البالغة 300 مليون قدم مكعب.
كما تناول اللقاء إمكانية الإفادة من مياه مشاريع تحلية المياه، المقرر انطلاقها بالبصرة، في المشاريع النفطية التي تعمل بها شركة "توتال إينرجيز".
وأكد رئيس الوزراء، بحسب بيان لمكتبه الإعلامي، توفير كل متطلبات النجاح لشركة "توتال إينرجيز" في عملها، خصوصاً أن الحكومة تعمل على تطوير بيئة الاستثمار وتحسين واقعها من خلال القوانين الداعمة، بالإضافة إلى ما تمثله مشاريع الشركة من أهمية للعراق.
ووصل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، صباح أمس الأحد، إلى العاصمة السعودية الرياض، للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي، بدعوة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.
وأفاد بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، بأن السوداني سيجري على هامش المنتدى، الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية تحت شعار "التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية"، سلسلة من اللقاءات مع عدد من زعماء الدول، ومع رؤساء وممثلي شركات عالمية كبرى متخصصة في مجال الطاقة والتكنولوجيا الرقمية.
ويهدف المنتدى إلى دعم الحوار العالمي وإيجاد الحلول للتحديات العالمية المشتركة، ويشهد حضور عدد من رؤساء الدول، ومشاركة واسعة من الخبراء الدوليين والمفكرين، من القطاعات الحكومية والخاصة والمنظمات الدولية والمؤسسات الأكاديمية من 92 دولة.
ملفات مهمة
الناطق باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، تحدث في وقت سابق، عن أبرز الملفات التي سيبحثها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد بالعاصمة السعودية الرياض. لافتاً إلى أن "مشاركته سيتصدرها اللقاء بمجموعة من قادة البلدان منهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وأمير الكويت، ورئيس وزراء باكستان، ومجموعة من الشركات العالمية".
وأضاف، أن "رئيس الوزراء يحمل في حقيبته مشروع (طريق التنمية)، باعتباره الأصدق تعبيراً عن عنوان الملتقى (التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية)"، موضحاً أن "(طريق التنمية) سيكون خارطة طريق للتعاون بين الشرق والغرب، وقفزة تنمية نوعية كبرى في المنطقة، وهو مؤهل ليكون أفضل طرق نقل الطاقة مستقبلاً".
وأكد، أن "رئيس الوزراء سيبحث أيضاً تطورات الوضع الإقليمي الراهنة، وحرب غزة، وتطوير العلاقات العراقية العربية والدولية".
خطوات السوداني
وأبدى خبراء ومحللون سياسيون دعمهم ومساندتهم للخطوات التي يجريها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على مستوى العلاقات الخارجية، ومن ضمنها زيارته للرياض ومشاركته في (الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي) الذي يعقد بالرياض بمشاركة عشرات من رؤساء الدولة و700 من كبار قادة السياسة والاقتصاد في العالم.
وقال الكاتب والصحفي، الدكتور مجاشع التميمي، في حديث لـ"الصباح": إن "الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في (الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي) يومي 28 و29 من الشهر الجاري، من الأهمية بمكان، وذلك لتقديم شرح مهم لرؤية العراق وشرح تطور الأوضاع فيه خاصة في القضايا الاقتصادية الاستثمارية في القطاعات المختلفة وشرح خطط الحكومة العراقية في قضايا مهمة ومحددة وفي مقدمتها مشروع (طريق التنمية) بعد أن أبرمت كلٌّ من تركيا والعراق وقطر والإمارات مذكرة تفاهم رباعية للتعاون بشأن هذا المشروع".
وأضاف، أنه "وبالنظر لقوة المملكة العربية السعودية في الجوانب الاقتصادية والسياسية؛ فإن رئيس الوزراء يرغب بدخول الرياض كطرف مهم أيضاً في مشروع (طريق التنمية)، فضلاً عن رغبة العراق بدخول السعودية بمشاريع الطاقة وخاصة الكهرباء والغاز والصناعات الأخرى والبناء، لبراعة شركات المملكة في السنوات الأخيرة في العديد من المجالات". ورأى التميمي، أن "العلاقات بين العراق والسعودية في تطور مستمر خاصة بعد فتح منفذ جديدة عرعر البري، ومعاودة النقل الجوي ضمن جداول الرحلات اليومية لأهداف الدفع بالحركة التجارية الجوية،كما أن السوداني يدرك أهمية المملكة الاقتصادية، لذلك دفع إلى الاستمرار في عقد اتفاقيات متعددة الأهداف المتجددة".
من جانبه، قال رئيس مركز "الشرق للدراسات الستراتيجية والمعلومات" علي مهدي الأعرجي، في حديث لـ"الصباح": إن "رئيس الوزراء يعمل بخطوات متزنة في اتجاه رسم خطى ستراتيجية مستقبلية للعراق، فمشروع (طريق التنمية) وربط العراق مع دول الجوار له فوائد كثيرة أهمها كسر جانب العزلة التي يعاني منها البلد على مدى أكثر من نصف قرن، كذلك فإن استقرار الجانب الأمني مهم جداً للعراق، حيث ستعمل جميع الدول على حماية مصالحها في البلد، أي أنها ستلعب دور المتابع والمراقب الأمني في المنطقة".
ورأى الأعرجي، أنه "يمكن لنا القول إن السوداني يعمل بحرفية على مستوى بعيد الأمد، ولربما لن نشعر بهذه التغيرات في الوقت الراهن لكن السنوات الخمس المقبلة ستجعل عجلة الاستقرار الاقتصادي على طريق متزن".
وأضاف، "أننا اليوم نفتقر إلى مشاريع الطاقة ونفتقر إلى الصناعات بشكل كبير، حيث تحوّل العراق إلى بلد مستهلك وسوق للنفايات الصناعات العالمية"، وأكد "أعتقد أنه في المرحلة المقبلة سيتحول العراق إلى بلد مصدّر، وسوق عالمية للصناعات النفطية والبتروكيمياوية، وسنغادر النهج الريعي بالتحول إلى بلد صناعي حيوي متزعم في طريق الصناعة والتجارة العالمية حيث الربط بين الشرق والغرب وبين قارتي آسيا وأفريقيا".
واستدرك الأعرجي بالقول: إنه "بالتأكيد لن يكون الطريق معبّداً أمام السوداني ولن يتسم بالهدوء، لأن هناك قوى سياسية داخلية تحارب وتصارع أي تحرك قوي يمكن أن يحسب إلى أي جهة سياسية دون أخرى، ولا يخفى على الجميع أن رصيد السوداني الداخلي مرتفع جداً وكذلك الرصيد الخارجي بعد زيارته إلى أميركا وتعهد بايدن له بإنهاء الأزمة بين إيران وإسرائيل".
وختم قائلاً: إن "ما أود أن أشير إليه في المجمل أن السوداني يعمل وفق منظومة علمية مستقبلية تهدف إلى نقل الواقع العراقي إلى جادة مختلفة، ولا أقول إن كل شيء يتسم بالرصانة والاتزان المطلق فهناك بعض الهوامش التي لم يتضح لنا مفهومها إلا أنها بالمجمل خطوات ناجحة".
منتدى عالمي
وانطلقت في العاصمة السعودية الرياض أمس الأحد، فعاليات الاجتماع الخاص بالمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يستمر ليومين، بمشاركة أكثر من 1000 مشارك بينهم 20 زعيم ورئيس دولة، وعشرات من المسؤولين، وأصحاب المصلحة العالميين الرئيسيين رؤساء الشركات العالمية الكبرى. ويركز جدول أعمال الاجتماع الخاص بشأن التعاون العالمي والنمو والطاقة من أجل التنمية 2024، على ثلاث ركائز رئيسة، وهي: اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺪولي واﻟﻨﻤﻮ اﻟﺸﺎﻣﻞ واﻟﻄﺎﻗﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ.
أقرأ ايضاً
- فيديو:وافد لبناني يعالج اخيه في كربلاء : بركات الامام الحسين تجلت في كرم الشعب العراقي
- رسمياً.. انتهاء مهام إلينا رومانسكي في العراق
- تركيا منفتحة على المبادرة العراقية للوساطة مع سوريا وتدعو لاجتماع ثلاثي