يبدو أن موجة إقامة إقليم الأنبار انتهت إلى غير رجعة، وذلك بعد أن تنصل الجميع من هذه الفكرة التي أخذت مدى واسعاً وصارت حديث المجالس الأنبارية والبغدادية. ولم تتبنّ أي جهة أو أي شخصية فكرة إقامة إقليم في محافظة الأنبار، وسط نفي قاطع من شخصيات سياسية وعشائرية وأكاديمية للموضوع جملة وتفصيلاً.
ونفى النائب عن محافظة الأنبار فهد مشعان، وجود دعم من أهالي الأنبار لمشروع إقامة الإقليم، متسائلاً عن هوية الجهة التي أطلقت المشروع.
وقال مشعان لـ"الصباح": "نستغرب من طرح فكرة إقامة إقليم في محافظة الأنبار، إذ أن الكل ينفي سواء الحزب الحاكم في المحافظة أو الأحزاب المعارضة"، وأضاف "لا نعلم مصدر هذه البدعة، إذ أنه رسمياً وشعبياً لا توجد لدينا نية سواء الآن أو في المستقبل القريب أو البعيد لإقامة إقليم في الأنبار، رغم أنه حق دستوري".
وتابع: "لم يتم طرح المشروع في اجتماعاتنا الخاصة ولا شعبياً ولا عشائرياً، ولم يتبنَّ أي مسؤول أو سياسي هذا المشروع"، ونبّه إلى أن "هذا المشروع من بناة أفكار من يريدون إرجاعنا للمربع الأول وخلق فجوة مع بغداد، وهو ما نرفضه رفضاً قاطعاً".
وهذه ليست هي المرة الأولى التي دعت فيها بعض المحافظات لإعلان إقامة الأقاليم، فقد دعا مجلس محافظة صلاح الدين، وآخر في محافظة البصرة قبل عدة سنوات، إلا أن المشروعين واجها رفضاً واسعاً أدى إلى إلغائهما نهائياً.
ويعزو الأكاديمي في جامعة الأنبار د. محمد دحام، دعاية إقامة إقليم في محافظة الأنبار إلى بعض الأحزاب التي خسرت السلطة، مؤكداً رفض أهالي الأنبار للمشروع.
وقال دحام لـ"الصباح": إن "إقامة الأقاليم هي مادة دستورية نص عليها الدستور، إلا أنها أصبحت مؤخراً قضية للمزايدات من بعض الأحزاب التي تخسر السلطة أو جزءاً منها"، وأضاف "تسعى هذه الأحزاب لتحويل مشروع الإقليم إلى ابتزاز للمركز بشكل أو بآخر تحت عناوين سياسية"، مبيناً أنه "لا يوجد دخان بلا نار، وهذه القضية مدروسة من بعض الأحزاب التي تحاول إيجاد فرصة لطرق مثل هذا الموضوع".
وأكد، أن "إقامة الإقليم موضوع دستوري ولكن توقيته غير صحيح"، ودعا إلى أن "تعلن الجهة التي تبنت المشروع عن نفسها لتدافع عنه"، مشدداً على أنه "تم طرق الفكرة لجس النبض، وقد فوجئت هذه الأحزاب برفض أهالي الأنبار للموضوع وتنصل الكل منها".
وتابع دحام، أن "هذه الطريقة غير صحيحة، ولابد من وجود رادع لمن يحاول استغلال العلاقة بين المحافظة والمركز، ولا نريد أن نكون (...تجربة ثانية)، وأن نحاول ابتزاز سلطة بغداد بهذه الطريقة"، بحسب تعبيره.
أقرأ ايضاً
- سكان 80 قرية في ذي قار يهربون من الجفاف إلى المدن بحثا عن فرصة حياة
- التعداد السكاني: قرابة 400 ألف منزل في كربلاء.. ومنازل غير موجودة ضمن خرائط ذي قار
- نحو 35 ألف لبنانياً يصلون إلى العراق منذ اندلاع الحرب في بلادهم