تَحذر معظم الدول الحليفة والشريكة للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط من اتخاذ مواقف قد تنعكس سلبا على اقتصاداتها سواء فيما يتعلق بالطاقة أو الغذاء، إلى جانب التمسك بسياسة التحالفات البعيدة عن واشنطن.
وارتبطت دول عدة في المنطقة بعلاقات استراتيجية مع كل من الصين وروسيا منذ أن تبنّت الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما، فك الارتباط باستثناء إسرائيل، مع معظم دول المنطقة، والدول الخليجية الست تحديدا.
ولا تزال السعودية والإمارات ملتزمتين بموقف ثابت من العملية العسكرية الروسية التي بدأت في أوكرانيا بتاريخ 24 فبراير/ شباط الماضي، وهو الوقوف بعيدا عن الاصطفاف إلى جانب الولايات المتحدة التي تدعم كييف، أو إلى جانب موسكو.
ضغوط أمريكية
ما زالت السعودية والإمارات تواجهان ضغوطا أمريكية لزيادة ضخ النفط في السوق العالمية لمنع ارتفاعات جديدة متوقعة في أسعاره التي وصلت إلى أقل من 140 دولارا للبرميل الواحد، وهو سعر يقترب من أعلى سعر سجله عام 2008 عندما بلغ 143 دولارا.
قد تكون السعودية الدولة الوحيدة من البلدان المنتجة للنفط، إضافة إلى روسيا، تمتلك فائضا نفطيا له القدرة على تعويض النقص في السوق للحفاظ على مستوى محدد من أسعاره في السوق العالمية، وإمكانية استثمار هذه الميزات سياسيا.
وتعتقد السعودية أن هناك توازنا بين المعروض من النفط في السوق العالمية والطلب عليه.
لكنّ محللين غربيين متخصصين في الطاقة يرون أن السعودية وكذلك الإمارات، لن تستجيبا لرغبات الولايات المتحدة في تصدير كميات إضافية من النفط إلى السوق العالمية لتجنيبهما تبعات قرار الإدارة الأمريكية منع توريد النفط من روسيا على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
علاقات ابن سلمان وبوتين
إلى جانب ذلك، يعتقد خبراء أمريكيون في العلاقات بين الرياض وواشنطن، أن العلاقات القوية بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دفعت المملكة إلى تبني سياسات أكثر انفتاحا على موسكو في مجالات اقتصادية وعسكرية.
وجاءت هذه السياسات بعد عدة قرارات اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، فيما يتعلق بتوريد الأسلحة إلى الرياض بذريعة "انتهاكات سعودية مفترضة" في الحرب باليمن، حيث تقود تحالفا عربيا لدعم الحكومة الشرعية التي يرأسها عبد ربه منصور هادي منذ عام 2015.
وأشارت تقارير صحفية، إلى أن بايدن كان يعتزم زيارة السعودية للقاء الملك سلمان بن عبد العزيز، وتشجيع المملكة على زيادة صادراتها من النفط، لكن زيارة كهذه ستتطلب لقاء ولي العهد، وهو ما سيعزز مكانته الدولية الأمر الذي يلقى معارضة واضحة في الكونغرس ومن مسؤولين أمريكيين في مراكز صنع القرار، إضافة إلى أن زيارة كهذه من غير المتوقع أن تحقق أهدافها، وفق خبراء في العلاقات الأمريكية السعودية.
أقرأ ايضاً
- العراق يعرض على السعودية الفرصَ الاستثمارية في المجال الزراعي
- العراق يبيع نصف مليون برميل إلى شركة أمريكية بخصم كبير
- مع انهيار أسعار النفط.. العراق مقبل على "ضغوط مالية" بحلول 2025