بقلم:د.غالب الدعمي
استخدم العالم المتحضر التكنلوجيا لخدمته وتبسيط حياته ووصل بهم الأمر إلى تحديد أوقات انطلاق القطارات والباصات بالدقة المتناهية، إذ ليس متداولا بين الناس أن يتأخر الباص عن موعد أنطلاقه إلأ في الضرورات الأمنية، وعلى حد تجربتي لم يحصل معي ان تأخر الباص لمدة دقيقة واحدة عن موعد أنطلاقه، كما أنهم غادروا طريقة الارشاد للوصل الى الأماكن التي يبغوها لانهم يعتمدون على جهاز ملاحة يرشد سائق التكسي للوصول إلى غايته بعيداً طرائقنا البالية في الاستدلاء، كأن تقول: يقع بيتنا نهاية الشارع المغلق أو مجاور حيدر أبو اللفات أو (يم الحجية حسنة....!!) وغيرها.
وتنسحب هذه الفوضى على توقيات القبول في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وتتحمل الوزارة نفسها بعض من أسباب هذه الفوضى، وبعضها تتحمله وزراة التربية الموقرة بتوقيتاتها التي لم ينزل بها الله من سلطان إذ لم تُكمل مهامها مع طلبة الصف السادس الاعدادي لغاية منتصف الشهر العاشر من الموسم الدراسي الحالي وهذه تعد نكبة كبيرة في تاريخ التعليم في العراق، وبعض هذه الفوضى تتحمله الحكومة العراقية عن طريق قراراتها غير المدروسة والمستعجلة والتي أضرت بسمعة التعليم في العراق، فضلا عن تدخلات البرلمان العراقي في الضغط على وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي لأجل السماح بإجراء امتحان الدور الثالث وتحسين المعدل وأعادة المرقنة قيودهم والغاء امتحان الحاسوب واللغة الانكليزية بالنسبة لطلبة الدراسات العليا ومعادلة الشهادات من جامعات غير رصينة وغيرها من الضغوط التي ليس لها حد وأدت بالنتيجة إلى تراجع رصانة التعليم في العراق.
فليس من المعقول ونحن على أعتاب الشهر الأخير من هذا العام ولم نزل ننتظر أطلاق قبولات الدور الثالث ومن ثم مباشرتهم لاحقا مع نهاية الفصل الأول، وهذه ستنعكس سلباً على الواقع التعليمي ومخرجاته، وبات خريج الجامعة يضاف إلى قائمة الأميين في البلد لانهم يتخرجون وهم لايعرفون شيئاً عن ابجديات الحقل العلمي الذي تخصصوا فيه.
فهل عجزت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بملاكاتها الكبيرة في تحديد مواقيت ثابتة للقبول كما يحصل سابقا إذ كان ينتظم الدوام في الجامعات مع الاسبوع الأول من الشهر العاشر من دون تغيير سنوياً، ويتم الإعلان عن نتائج القبول والبت في الاعتراضات في الشهر التاسع وطيلة السنوات لم نشهد تبديل في هذه التوقيتات التي تعد مقدسة من الجميع، مع اقرارنا أن هناك سياقات بدأت تأخذ نمط الثبات وتحسين الإداء في الوزارة الحالية.
أقرأ ايضاً
- فلسطين والجامعات العالمية والصدام الكبير
- توقيتات الدوام الجديد ومتلازمة التمن والمرق
- دعوة للمراجعة والتغيير.. عن نظام القبول المركزي في الجامعات العراقية