بقلم: صالح لفتة
المُبَالَغَة بالتبهرج والرقص ومحاولة إظهار حفلات التخرج سباق بين طلبة الكليات والجامعات أيهما يُنفق أكبر، ويرتدي ملابس مخزية ويظهر بهيئة مضحكة لينتشر أكثر في مواقع التواصل الاجتماعي إِنْقَاص من شأن التعليم العالي في العراق.
ولتجنب النقد والاعتراض والاستهانة بالمجتمع والتصرفات الخاطئة وغير الناضجة من بعض الأشخاص والتي تنعكس سلباً على الجميع، على وزارة التعليم العالي أن تتكفل بالتخطيط والإشراف والتوجيه والتنفيذ لحفلات التخرج لتكون احتفالية مركزية موحدة وتحديد يوماً سنوياً لجميع الجامعات والكليات للاحتفال بتخرج طلبتها.
فالجامعات وجدت لهدف سامي لا لمظاهر اللهو والاسفاف واذا لم تضع وزارة التعليم يديها على كل ما يسئ للتعليم لتصحيحة ستنحدر أكثر للأسوأ عاماً بعد عام.
هناك طرق وأساليب عديدة يمكن من خلالها توجيه حفلات التخرج للأفضل والسيطرة على تصرفات الشباب بسهولة وإزالة التصرفات الصبيانية، لتنسجم الاحتفالية مع سنوات الدراسة التي قضاها الطالب و الأهداف التي يُراد من الطالب الخريج إنجازها مستقبلاً .
مع تكريم الخريجين الأوائل والمبدعين منهم والسماح للضيوف بالحضور ومشاركة الفرحة خصوصاً أهل وأقارب وأصدقاء الطلبة المتخرجين.
ومنع إقامة الحفلات خارج حرم الجامعات ومحاسبة من يخرق القانون أياً كان وحظر جمع الأموال من أي شخص من أجل تنظيم هكذا حفلات خارج الضوابط ، ايضاً حَجَبَ الموسيقى الصاخبة والرقص الماجن والتصوير غير المرخص والحد من البهرجة الزائدة.
لإظهار حفلة تخرج جميلة تبقى بالذاكرة دون المساس بالاخرين أو خدش الرأي العام، وتنقية حفلات التخرج من اللهو الزائف ومحاولة تسويق الرقص كثقافة مجتمع بأكمله.
ولا شك سيكون هناك رفض ومحاولات تمرد من بعض الأشخاص لكن سمعة التعليم والحفاظ على حرمة الجامعات أهم من رأي فردي.
و معاقبة من لا يلتزم بضوابط التعليم بأشد العقوبات وحرمانة من الشهادة الجامعية ليكون عبرة لغيرة والتأكيد على الإلتزام بالقوانين لضبط العملية التعليمية.
فليس كل الناس أغنياء ولا الجميع يرضى بما يحدث في حفلات التخرج كما يشاهد في مواقع التواصل.
لذا فالافضل سيطرة الدولة ممثلة بوزارة التعليم العالي ووضع الضوابط التي تلجم من يتخطى الخطوط الحمراء التي وضعتها الأعراف والتقاليد المجتمعية وخصوصية المجتمع الشرقي.
من حق الطالب أن يفرح بتخرجة وهذا حق مكفول لكن الجامعة والوزارة اعرف بمصلحة الطالب والفقرات المناسبة للاحتفال فبعض التصرفات لها إبعاد اجتماعية خطيرة على الأجيال القادمة وتَحْوِيل مفاهيم خاطئة لتصبح صحيحة والدليل على ذلك أن كل سنة تدخل فقرات جديدة تواجه اعتراضات في البداية لتصبح من المسلمات بعد فترة وجيزة.
خريج اليوم هو القائد والمدرس والطبيب للغد ومن يرضى بهكذا مجون وخلاعة على نفسه لا يهمه أين يصل ابتذال الناس وأخطائهم مستقبلاً والله من وراء القصد.
أقرأ ايضاً
- فلسطين والجامعات العالمية والصدام الكبير
- دعوة للمراجعة والتغيير.. عن نظام القبول المركزي في الجامعات العراقية
- حفلات التخرج في العراق .. قصص لا تتشابه