- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
استباقية الحسم في فتوى الدفاع المقدسة
بقلم:علي حسين الخباز
في ملحمة فتوى الدفاع المقدسة المباركة، نجد أن النتيجة حسمت لصالح الفتوى منذ انبثاقها الاول، فهي جسدت امام هذا الموت الداعشي معنى (الحياة، الانسان، الوطن) ومدت البساط التضحوي جهادا من اجل حياة حرة كريمة لجميع العراقيين، والعفة والستر للعراقيات جميعهن.
وانبثقت الفتوى من اجل ان تنهي هذه اللعبة القذرة والتي وقف العالم امامها متفرجا ألا وهي مسألة سبي النساء، وبيعهن في مزادات الهلاك، لقد حسمت الفتوى النتيجة بتعرية مزادات النخاسة، وصفقات الموت لتجار الدم، وتوضحت النتيجة الاستباقية للعالم منذ ان وقفت الفتوى لمواجهة الشر من اجل الخير، من اجل ان تقول للشباب: كيف تسكتون لمن يبيع ويشتري بالنساء باسم الدين؟ ولا دين يسمح بمثل هذه التجاوزات او باسم الوطنية ولا وطنية ترتضي الدمار لوطنها وشعبها..!
كان نداء فتوى الدفاع المقدسة واضحا عبر خطابات ذات منحى انساني وجداني يحمل النتيجة قبل ورودها، نحن منتصرون مهما كانت التضحيات التي تحاول بعض الفضائيات تضخيمها شماتة، نحن منتصرون؛ لأن تلك التضحيات اوقفت سيل الدم وانتهاك العرض وبيع الاوطان وتهديم المقدسات.
تضحياتنا كانت من اجل العرض والأرض والدين والمبادئ والكرامة.. فليسأل الداعشي نفسه: من اجل اي شيء يقاتل هو؟، وهل يعرف من هو له ومن هو عليه؟، هل يستطيع ان ينظر في عين امرأة عراقية تباع في مزادات النخاسة على انها اخته؟ اتحداه لو امتلك مثل هذا الوجدان الآدمي، اقولها بفخر: نعم، انا ابن الفتوى المباركة، انا ابن الحشد المبارك، اراها اختاً، ولابد من حماية عرضها؛ كونها جزءا من مسؤوليتنا الدينية والوطنية والانسانية.
ولهذا اقول: ان فتوى الدفاع المقدسة انتصرت باستباقية النتائج؛ كونها استنهضت الوجدان العراقي، استنهضت فينا قيم قول الرسول (ص) عن الجهاد الاكبر الذي هو مجاهدة النفس، فهل يعتقد الشاب الداعشي ان تجربته الانسانية قد اكتملت؟، كلمة مهمة اعلنتها فتوى الدفاع المقدس، ونحن غير معنيين بتشويشات الاعلاميات الفضائية، قالت: ان المناخات السياسية ليس في امكانها ان تبرر خيانة العرض العراقي، وبيع الاوطان، والوضع الاقتصادي لا يبرر الثورة ضد الضمير، والسعي لهتك الاعراض..! فلهذا كانت الفتوى نهضة عراقية ضد الهيمنة والطغيان، والنتيجة معروفة ومعلومة لا تحتاج الى جهد عقلي كبير، مهما تشدق الدواعش اليوم فهم يعيشون الاحساس بالضياع والتعاسة والبؤس وضياع المستقبل، عليهم أن يقفوا متأملين فتوى الدفاع المقدس وكيفية امتلاكها لأسلوب الحسم الاستباقي، وبأي تفكير كان النصر مضمونا، وليتعلم العالم كله كيف عبر المجتمع المؤمن عن هويته الايمانية، وعن سلوكيته الوجدانية في مواجهة الشر والقلق والدناءة والقبح والخراب والطمع والزيف الاعلامي، وهو يتمسك بوجدانيته حتى بالمواجهة وفي اصعب الظروف لم يتخلَ العراقي المؤمن عن دوره في تفعيل روح الفتوى، ودراسة ابعاد الرؤية المؤمنة للمرجعية المباركة، ومتابعة روح الجرأة في انبثاق هذه الفتوى المقدسة وعيا يوقظ الناس للتحرر من افك الدجل التعبوي السياسي والتجاري المعلن، وليحافظ على كرامة العراق.
أقرأ ايضاً
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- النوايا الحسنة للعتبة الحسينية المقدسة
- فتوى الدفاع المقدس والوعي الجمالي