حجم النص
عبدالزهرة الطالقاني عبثاً حاول الطائفيون المتخلفون أن يقفوا أمام افواج الشباب العراقيين المتطوعين للدفاع عن مرقد العقيلة زينب عليها السلام، لان ذلك الضريح الطاهر كان وما زال هدفاً إستراتيجياً للتنظيمات الإرهابية التي لا تمتلك أية قيم، وغالباً ما كان الإنسان البريء هدفها، فضلاً عن الجوامع والمساجد والحسينيات والكنائس والأضرحة والمتاحف والمواقع الآثارية. ولولا هذه الهمة والتضحية من الشباب، وتعاون السلطات السورية لتمكن اولئك الاوباش من مرقد السيدة زينب ودنسوه وفجروه وجعلوا منه خراباً ودمارا.. إلا أن العناية الإلهية ووقفة الشباب المؤمن من العراق ولبنان وإيران ودول أخرى أحبط مشروع الإرهابيين القتلة ومنعهم من الوصول إلى المرقد الشريف.. إلا أنهم استمروا على ضلالتهم فمكروا المكر السيء، واختاروا هدفاً رخواً يوم الجمعة الموافق في العاشر من آذار 2017 واستهدفوا الحافلات التي تقل الزوار العراقيين، فأوقعوا ضحايا بين شهيد وجريح، حيث أشارت المصادر إلى أن عدد الشهداء بلغ أكثر من (40) شهيدا،ً وأن الجرحى بلغ عددهم (120) جريحاً، بعضهم في حالة خطرة جداً، وزير الداخلية السوري ذكر أن عدد الشهداء بلغ 59 شهيداً، ربما بينهم شهداء من جنسيات اخرى. هذه الفاجعة التي ألمت بالعراقيين بفقد أعزاء عليهم وسببت آلاما لهم، أراد بها الإرهابيون النيل من عزيمة العراقيين وهم يسطرون الملاحم تلو الملاحم في معركتهم المصيرية ضد الارهاب، وزحفهم المقدس نحو آخر معاقل داعش في مدينة الموصل. الحادث الجبان لم يكن الأول من نوعه، فقد إستهدف الدواعش وأمثالهم مجموعة من الزوار الإيرانيين في شباط عام 2016 في المكان نفسه، وأوقعوا بينهم خسائر كبيرة، كما أنهم سبق أن إستهدفوا الزوار الايرانيين في العراق، خاصةً اولئك القادمين من منفذ المنذرية الحدودي، ويبدو أن الإرهابيين ارادوا من خلال هذه العملية الجبانة إيصال أكثر من رسالة بائسة، سواء إلى الحكومة السورية أو إلى العالم، وذلك ما يؤكد دناءتهم وخستهم وبطلان إدعاءاتهم وفساد عقيدتهم وتخلف أفكارهم وسوء توجههم، فالهدف الأول تعميق الإنقسام الطائفي من خلال مهاجمة زوار شيعة عراقيين، وقبل ذلك كان إستهداف زوار شيعة إيرانيين. الرسالة الثانية تسعى التنظيمات الإرهابية إلى إثبات وجودها بحيث أنها تستطيع أن تصل إلى المناطق التي هي تحت سيطرة الحكومة السورية. رسالة أخرى هي إفشال المفاوضات السياسية بين المعارضة والحكومة السورية والتي إستبعدت منها التنظيمات الإرهابية سواء في الإستانة أو جنيف. الرسالة الأخيرة هي أن الإرهابيين بإستطاعتهم نقل المعركة إلى قلب العاصمة السورية.. لكن كل تلك الرسائل باطلة والرسالة الوحيدة التي وصلت هي: أن هؤلاء مجموعات إرهابية لا دين لهم، وأنهم موغلون بالإجرام، وأنهم سينالون عقابهم العادل على أيدي قوات الجيش العراقي في الموصل، والجيش السوري في حلب وحماة وحمص وغيرها من المدن. تغمد الله شهداءنا في الشام بواسع رحمته، وأسكنهم فسيح جناته، ومنّ على الجرحى بالشفاء العاجل وإنا لمنتصرون، ومن الإرهابيين لمنتقمون أينما كانوا.
أقرأ ايضاً
- فاجعة الهارثة.. موازنات بـ"دماء" أطفالنا
- القمة العربية ومشروع الشام الجديد وانقطاع الطاقة الكهربائية
- فاجعة تعكس مواطن الخلل