- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
فاجعة الكرادة الشهيدة المنتصرة...أنموذجاً لرقص الملحدين وبعض العلمانيين وأتباع المتمرجعين
حجم النص
بقلم: جسام محمد السعيدي أتساءل كأنسان قبل أن أكون عراقياً مسلماً شيعياً مفتخراً بكل هذه العناوين ولا أرضى بها بدلاً، معتزاً بكل مكونات شعبي الأثنية والدينية والمذهبية... أليس من العار أن يستغل انساناً، مأساة أخيه الانسان، بقطع النظر عن انتمائه الديني أو العقائدي أو العرقي أو الفئوي؟!! أليس من الخسة والدناءة، أن يرقص البعض على جراح الثكالى والأيامى واليتامى؟!! ألا يُعتبر استغلال حزن الانسان لترويج فكرة أو تلميع شخصية، عملاً أقل ما يقال عنه أنه إجرام وسقوط أخلاقي؟!! حبيبٌ أو زوجٌ أو أخٌ أو صديقٌ أو جارٌ ذهب شهيداً يشكو ظلم حكومة متهاونة، وأجهزة أمنية متراخية، وزمن أعوج وحكومات عار لدول تسمي نفسها شقيقة.. يشكون متصدياً للحكم ومتصدين.. لا يسمعون من المرجعية نصائح وخطط حفظ الأمن التي طالما بينتها لهم خلال سنوات، ولو سمعوا منها لكان اولئك الشهداء بيننا ينعمون بالعيد هذه الأيام.. كيف لإنسان أن يستغل ذهولاً لفكر أخيه الانسان بسبب ما حدث من فقده عزيزاً؟!!. وبالتالي قد يتكلم أو يسلك ما يندم عليه بعد ذلك... يرقص الملحدون والعلمانيون المتطرفون وأتباع المتمرجعين على جراح الناس، ويستغلون ذهولهم وحزنهم بفقد أعزائهم، ليحاولوا ان ينجحوا في الترويج لفكرهم المنحرف، الذين فشلوا في الترويج له حينما تكون العقول منتبهة. المشهد الأول ـــــــــــــــــــــ يطرحون الرؤى العقائدية الالحادية المضحكة المنمقة بالعبارات الجميلة المستغلة لجهل الناس بالعقائد وبعض العلوم، مؤيدين بذهول عقولهم وحزن أنفسهم!!. نقول باختصار لمن روج لمنشورات الالحاد والتبري من الدين والمذهب واستخدمها بعض اخوتنا واصدقائنا بغير قصد: لن تنجحوا في تمرير أفكاركم على العقول، حتى لو مرت بعض منشوراتكم على بعض الحزينين مما جرى، فللباطل جولة وللحق جولات، ومن تكلم بدافع الحزن، وخارج نطاق الوعي بسبب الصدمة، من أهلنا المفجوعين، هم معذورون ولهم الرحمة والعذر. وعلى من رقص على جراحهم، وأجج آلامهم ونجح وقتياً في تأليب بعضهم على الدين ورموزه، على أولئك اللعنة والخزي. ونقول لإخوتنا الشرفاء ممن خدعهم الملحدون: كيف تتبرأون مما يميزكم عن العقلاء؟!! أليس الدين الحق، ومذهب أهل البيت عليهم السلام، الذي وصلتم لحقيقته بالدليل، أليس هو نتيجة تفكيركم كبشر عاقل؟!! هل نتبرء من مذهبنا ومرجعيتنا حتى لا يقتلنا الدواعش؟! أي منطقٍ هذا نخسر به الدنيا والآخرة!! اذن فلنتبرأ من الانسانية أيضاً لأننا، لو كنا قططاً أو فئراناً في الكرادة لما استهدفنا داعش!!!! المشهد الثاني ــــــــــــــــــــــ فيما ينكل المتمرجعون بالمراجع الحقيقيين وعلى رأسهم المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني، في كل حادثة تجري ولو في المريخ!!! في قبال تلميع صورة مدّعي المرجعية والعلم، من أصحاب العمائم المزيفة (!!!!) فلان وفستكان وعلان وووو، الذين جروا علينا الويلات، في الدين والدنيا. ونحن هنا نقول لاخوتنا المأخوذين بحزنهم ممن يلوم المرجعية وكأنها هي السبب!!! نقول ما يلي: 1. المرجعية ذكرت مراراً وتكراراً وحذرت من أجهزة السونار المضحكة، ومن طرق التفتيش التقليدية، بل ونبهت الى ان المهم هو الجهد الاستخباراتي لا الكم العددي لأجهزة الأمن، وآخرها خطبة 5 ربيع الثاني 1437 هـ الموافق 15/01/2016 م: https://alkafeel.net/inspiredfriday/index.php… 2. لا يذهبن بحلمكم الشيطان، ولا يستفزونكم بحزنٍ أصابكم، فالعاقبة للمتقين، وشهداؤنا في الجنة، رحمهم الله جميعاً وحشرنا معهم، وقتلاهم في النار ملعونين خاسئين، ولن تذهب دماؤهم سدىً، بل ستكون حافزاً لاقتلاع المفسدين، وكل من تسبب في قتلهم، وسننتصر في بغداد كما انتصرنا في الفلوجة. وسيكون فقدهم سبباً في تكامل ذويهم ومتعلقيهم نفسياً ودينياً بصبرهم، وسيكونون أقوى مما سبق، روحياً، فالنفوس تقوى وتتكامل بالآلام وأوقات الضر، أكثر من تكاملها بالافراح واليُسر. وهذا عزاء لنا ولهم، ولا عزاء لظالمينا وقاتلي أحبابنا وأبابهم... 3. من يرمي التهم الباطلة على الدعم المزعوم للمرجعية لأي حزب أو قائمة ممن يتصدى للحكم الآن، وبالتالي يحملها جزء من أخطائها، فعليه مراجعة الموضوع التالي الذي أسهبنا فيه، وبيّنا بالأدلة خطأ هذه التصور، وبطلانه: https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1201552899857645&set=rpd.100000088398707&type=3&theater 4. من يريد أن تصدر المرجعية الدينية العليا بياناً للاستنكار، عليه أن يتذكر وهو جالس خلف الـ Keyboard، بأن المرجعية الدينية العليا لا تنتظر من يعلمها تكليفها، ولا هي تكتفي كما يفعل بعض الساسة، بإصدار البيانات والخطابات الرنانة، بل زارت بوفد رفيع المستوى عوائل الشهداء في الكرادة، وواستهم وقدمت ما تستطيعه لخدمتهم، اذ أن المرجعية الحقيقية تعمل بصمت ولا تهرّج كما يفعل البعض!!! 5. المرجعية بعد أن فعلت كل ما تستطيع من بيان حلول ونصح طوال 13 عاماً، هي تراقب وتتحين الفرصة المناسبة للحل، بما يفوت الفرصة على الأعداء، فالحكيم هو من يختار توقيت الحل بما لا يجعل ضرره أكثر من نفعه. ولأن الكل متربص بالعراق، فليس من الحكمة جعل الحل ردة فعل لجريمة يغعلها العدو هنا أو هناك، وإلا أضحى الحل تهوراً، غير مناسب لوقته...والحليم تكفيه الإشارة... المشهد الثالث ـــــــــــــــــــــــ يستغل البعثيون مشاعر الناس، وبعضهم شباب لم يروا صدام أصلا ولا حكمه!!! ليروجوا لأبشع دكتاتور قذر، مدّعين بانه لم يحصل في زمانه قتل جماعي!! اذن فماذا تسمون قتل ملايين الناس في الحروب الصدامية والمقابر الجماعية والحصار الاقتصادي لـ 13 سنة ؟! يتسائل اعلامي.. يتكلمون بلسان الطاغية المقبور متسائلاً مشفقاً عن حال العراقيين كأبٍ حنون!!!، وكأنه لم يقتل خمسة ملايين منهم طيلة فترة حكمه بين حروب واعدام وتجويع حصار!!!. ونحن نجيبه ونجيبهم: يا أبتاه..!!! لم يقصر ابنائك الدواعش وحواضنهم ممن ربيتهم على قتل سجنائك ومظلوميك من شباب العراق، ما زالوا يواصلون عملهم في قتلنا والتشفي بدمائنا... المشهد الرابع ـــــــــــــــــــــــ ذكر العلامة السيد حسين الحكيم أحد أساتذة الحوزة العلمية في النجف الأشرف، ما مضمونه، تعليقاً على مأساة الكرادة: علينا الاعتراف ان الارهاب طائفي، لأنه يستهدف التجمعات البشرية في المدن العراقية، كما حصل في الكرادة وقبلها من جرائم طالت المناطق ذات الاكثرية الشيعية، فيما لم يستهدف التجمعات في بلدان اخرى، كما حصل في فناء المسجد النبوي. اذ لم يستهدف الارهابي المصلين، بل نقطة أمنية رغم وجود تجمعات واسواق قريبة من مكان التفجير!! وحين نقول بان الارهاب طائفي، لايعني اننا اصبحنا طائفيين، فنحن لانحمل كل الطائفة الاخرى جرائم الارهاب، بل نُجرِّم كل من يقف مع هذا التنظيم الارهابي او يدعمه او يرضى بجرائمه، لذلك طالب المرجع الكبير السيد محمد سعيد الحكيم مجلس الامن والمحكمة الدولية كما ورد في بيانه الاخير، باعتبار فاجعة الكرادة الاخيرة كجريمة ابادة ضد الشيعة الذين يشكلون اغلبية الشعب العراقي.