- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
السبب الحقيقي وراء الرقم الكبير لضحايا فاجعة الكرادة
حجم النص
بقلم:علي فاهم لنعترف اولا ان هذا العدد الهائل من الضحايا الذين قضوا في الكرادة لم يقضوا بسبب الانفجار وانما بسبب الحريق الهائل الذي حاصرهم وقضوا إما حرقاً او خنقاً بسبب الدخان الكثيف المشاهد الاولى المصورة في موقع التفجير وشهادة بعض الناجين يوضح انه انفجار بسيط احرق الواجهة التي سرعان ما صنعت جدارا نارياً منع الموجودين في داخل المبنى من الخروج الا البعض القليل وبقي من في الداخل يصعد الى الاعلى بأتجاه الاماكن التي لم تصلها النار ولكنهم اصطدموا بباب مغلق للسطح فبقوا يتزاحمون في الطابق الثالث الذي كان فيه اكثر الضحايا ومع أنطفاء الكهرباء وكثافة الدخان وتزاحمهم بلا رؤية انتهى الامر الى الفاجعة الهائلة وانا هنا احمل المسؤولية الكبرى على عاتق مديرية الدفاع المدني الذين لم يقوموا بدورهم بصورة صحيحة وكانوا السبب الاول في استشهاد هذا العدد الكبير من الضحايا والمصيبة انه لايوجد محاسبة على هذا التقصير ولا حتى تحقيق لذلك اضع هذه النقاط بين ايديكم 1 - المبنى لايوجد فيه سلم خاص للطواريء وانقاذ الناس من الحرائق رغم انه مبنى حديث فكيف اعطي الاجازة ومنح تصريح الافتتاح بدون وضع هذا السلم الذي لو كان موجوداً لانقذ الكثير من الضحايا والذب يعتبر من مستلزمات الابنية الحديثة وقد رمت الدفاع المدني الكرة بملعب الامانة في اعطائها الاجازات دون مراجعة المديرية 2 - عدم وجود ادوات اطفاء الحرائق في المبنى من رشاشات ومصادر الماء او مطافيء كافية والقليل منها كان عاطلاً ولا يعمل فأين اجهزة مراقبة الاطفاء في الدفاع المدني التي تقوم بدوريات تفقدية دورية على المباني وخاصة الكبيرة والمكتظة منها 3 – تأخر وصول سيارات الاطفاء لأكثر من ثلاث ارباع الساعة منذ الاتصال بهم ونشوب الحريق لأسباب كثيرة مما ادى الى توسع دائرة النيران بشكل كبير حتى وصلت الى المباني المقابلة والمجاورة واحتراق السيارات التي في الشارع رغم انهم برروا التاخير بهروب المواطنين بسياراتهم في الاتجاه المعاكس للسير. 4 – عدم وجود منافذ ومخارج مزودة بمراوح لخروج الدخان الكثيف وحبسه بالمبنى مما ادى الى اصابة الكثير من الضحايا بالاختناق والاغماء والتكدس رغم ان المبنى حديث وهذا هو الاستهتار بأرواح الناس 5 – أستخدام المواد البلاستيكية سريعة الاشتعال في تغليف السقوف والجدران في المبنى وهذه المواد تتحول الى جحيم يصب على رؤوس الناس ويحرقهم بسرعة ويذيبهم ولا مهرب لديهم الا الموت وهذه المواد هي القاتل الحقيقي لهذه الاعداد الكبيرة من الضحايا 6 – انعدام الثقافة والمعلومات الخاصة بالتعامل مع الحرائق لدى الناس فعند نشوب حريق يتجه الناس الى الاعلى ليختنقوا بالدخان والمفروض ان يتجهوا الى الاسفل لان الدخان سيصعد الى الاعلى فإعلام التعامل مع الحرائق غير مهتم به اطلاقاً سواء من الجهات المعنية او من الناس انفسهم. 7 – لماذا لا تستخدم الطائرات المروحية لإطفاء الحرائق وانقاذ الضحايا كما هو موجود في كل دول العالم لسهولة الوصول لأماكن الحرائق خاصة ونحن أغلب شوارعنا مقطعة ومغلقة ومزدحمة وكان يمكن الاستفادة من الطائرات العسكرية المتواجدة من خلال التنسيق مع الجيش اننا نذكر هذه النقاط من أجل اعادة النظر في خطط و أساليب التعامل مع الاحداث القادمة فالهجمة مسترة ولن تتوقف على بلدنا وشعبنا واذا بقينا نتبع الاساليب القديمة البالية في التعامل مع الحرائق والحوادث دون تطوير الاليات بما يتناسب مع الاحداث المتوالية والبلد مستباح امام اخطر عدو لا يملك الرحمة او الانسانية وانما هدفه قتل الانسان بما هو انسان دونما تمييز بين الطفل والمرأة والمسن.
أقرأ ايضاً
- العملة الرقمية في ميزان الإعتبار المالي
- الغايات الخفية وراء رفض تعديل قانون الاحوال الشخصية
- ما يميز ثورة عاشوراء خمسٌ على الأقل