- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
البحرين شهادة على الاستهتار العالمي
حجم النص
سامي جواد كاظم في يوم ما التقيت بشخص بحراني فقال لي بالحرف الواحد اياك ان تعتقد ان الثورة في البحرين ثورة شيعية بل ثورة بحرينية وطنية واحذّر الاعلام الذي يتعاطف معنا طائفيا. ان ما يجري في البحرين هو ادانة واضحة وشهادة صحيحة للاستهتار العالمي بحقوق الانسان، ال خليفة هم اداة طيعة بيد ال سعود فانها تنفذ كل ما يؤدي الى قتل الانسان. وللبحرين تاريخ مشرف بالانتفاضات التي ترفض الظلم والتعسف ففي الخمسينيات، نشبت انتفاضة تزعمها القادة الدينيون للجماعات السنية والشيعية، ضد اقزام الاستعمار والاستعمار البريطاني نفسه نُفي السنة منهم إلى جزيرة هيلينا ونفي الشيعة إلى العراق. في سنة 1973 وضع دستور عادل وانتخب برلمان ديمقراطي بعد استقلال البحرين الا ان اميرهم عيسى حاول التلاعب بالدستور فحدثت انتفاضة طالبت بعودة دستور ١٩٧٣ والبرلمان المنتخب. اعتُقل الناس تعسفياً ومات عدد منهم تحت التعذيب، وتواصلت الحملة لسنوات. إن الشخص الذي أنشأ التعذيب الممنهج في البحرين هو الانكليزي إيان هندرسون الذي سُمِّي “سفاح البحرين”. وانتفاضة اليوم هي ضمن سلسلة الانتفاضات التي تطالب بحقوق الانسان وهي لا تخص طائفة اطلاقا ولهذا فان النظام الخليفي يستخدم تسميات حسب الوضع العام فالانتفاضة الاولى نعتها باشتراكية ناصرية، ثم سماها شيوعيين وعملاء لإيران وإرهابيين. والآن المعارضون هم إرهابيون وعملاء إيرانيون والصاقها بايران بسبب الخلاف مع ال سعود وامريكا والصهيونية حتى يكسب تعاطفهم معه هناك سنة أيضاً يرفضون نظام ال خليفة مثلا إبراهيم شريف الذي سُجن بعد أن تم تعذيبه وحكمت عليه محكمة عسكرية لأنه انتقد النظام. هذه هي الحقيقة. يمارس النظام البحراني كل انواع التفرقة والتغييب في السجون والتجنيس لبعض الاقزام من خارج البحرين ومنحهم امتيازات لا تمنح للسنة البحريين فضلا عن الشيعة، وهناك صف للتربية الدينية إجباري من الابتدائية إلى المستوى الجامعي، يدرس فيه الطلاب أن كل من هو شيعي ذاهب إلى جهنم. فمنذ عام 2011 وبالتحديد بعد انطلاق الحراك الشعبي في 14 شباط، تم تسجيل قرابة 960 حالة اعتقال بينهم 241 طفلًا معتقلًا في عام 2015 فقط. لو ان المعنيين يرون ان مطالب الثوار البحرانيين غير شرعية فلماذا لا يعقدون المؤتمرات مثلما تعقد لسوريا والاستماع الى المنتفضين او كما تريدون ان تسمونهم المشاغبين اسمعوهم حتى تكونوا على يقين مما يجري في البحرين. بين الحبس والاختطاف والتعذيب والنفي ممارسات تدعي امريكا ومنظماتها انها محرمة وهي من تدين اي بلد ليس من عملائها اذا اعتقل شخص واحد معارض فتطالب باطلاق سراحه فكيف بال خليفة وهم يعتقلون الاطفال والنساء ويمنعون الاخرين من دخول البحرين. بالامس اعدم ال خليفة ثلاثة من الشباب البحريني واليوم اعدم او اغتال شاب اخر وباستهتار منقطع النظير يحجب جنسية ويمنح جنسية وفق مصلحته وكل المنظمات العالمية ابتداء من قرقوزات الامم المتحدة لا تتخذ اي اجراء معين بل ان هنالك من يحاول التنديد بكلمات على استحياء لابعاد صفة النفاق عنه. لماذا لا تطالب المنظمات الدولية بجلسة حوار من اجل البحرين فان كان الثوار على خطا فاجعلوا الحوار علني حتى يدينهم العالم، لماذا هذا السكوت على هذه الجرائم ؟ امر واحد يبرر السكوت على الجرائم هو ان المجرم لا يدين الجريمة
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي