- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
اغتيال الامام علي بن ابي طالب (ع) اول محاولات القضاء على الدين والعدالة
بقلم / احمد عبد الصاحب كريم
عندما بعث الله (عز وجل) محمد بن عبد الله (ص) ليكون خاتما للرسل ويبلغ رسالة رب العالمين ويكون نذيرا وهاديا للامة ويبلغ بدين الاسلام اول من صدق ووقف مع الرسول في هذه الدعوة هو ابن عمه علي بن ابي طالب والذي كان من ولادته تحت رعاية الرسول محمد (ص) و زوجته ام المؤمنين خديجة الكبرى (ع) وتعلم من الرسول الصدق والامانة والشجاعة والصبر والايمان بالله تعالى ونبذ الاصنام حيث انه لم يسجد لصنم قط ، سار علي بن ابي طالب (ع) مع رسول الله جنبا الى جنب في الدعوة الى الاسلام فكان قائدا لجيش الاسلام في بداية تأسيسه والذي لقن الكافرين دروسا في الحروب في معارك بدر الكبرى واحد والخندق وحنين وخيبر والعشرات من الغزوات والمعارك لنشر راية الاسلام والعدل ، حتى قال ما قال فيه رسول الله (ص) في الاحاديث وتنفيذ امر الله ان يكون هو خليفة ووصي رسول الله (ص) من بعده يسير على النهج المحمدي اماما عادلا يقضي بالحق وما ان انتقل الرسول المصطفى محمد الى الباري عز وجل انقلبت الدنيا على وصية الرسول وبدأت الدسائس والمكر لمخالفة امر الله ورسوله اولها هذه الانقلابات هو اتهام الرسول بأنه يهجر حتى لا يكتب كتابا هاديا للامة ، ورغم ذلك صبر امير المؤمنين على الظلم والخيانة التي تعرض لها ولكنه لم يترك دين الاسلام يتبدد وينحرف عن مساره فبدء بتعليم اجيال من العلماء و تحفيض القرآن والحديث والتشجيع على السلام والامانة والعدل وبعد ٢٥ عام عاد الناس الى رشدهم واختاروا علي لان يكون الخليفة واول عمل قام به عندما قال مقولته الشهيرة (أتيتكم بجلبابي هذا وثوبي فأن خرجت بغيرهن فأنا خائن) فكان اول رئيس دولة او اول حاكم في التاريخ يحكم (٣٥) دولة في اسيا وافريقا يكشف عن ذمته المالية، وعاش حياته لبناء اسس الاسلام التي ارادو لها ان تتغير الا ان هذه الاصلاحات لم تعجب الكثيرين من المنتفعين فظهر الناكثين والقاسطين والمارقين ودخلوا معه في حروب الجمل وصفين و النهروان اراد بنو امية والمنتفعين ان يغيروا الدين ولم تنجح خططهم ما دام علي بن ابي طالب (ع) موجود فبدأت المؤامرات للقضاء على الاسلام والايمان ، وما ان حل شهر رمضان المبارك عام (٤٠) للهجرة كان علي بن ابي طالب (ع) وكان يرهق نفسه إرهاقاً شديداً على الإفطار على خبز الشعير وجريش الملح وكان لا يزيد في طعامه على ثلاث لقم ، كما كان ينفق لياليه ساهراً في العبادة والتضرّع إلى الله تعالى في أن ينقذه من ذلك المجتمع الذي جحد حقّه وتنكّر لقيمه ، وزاد في وجيبه وشوقه إلى ملاقاة الله تعالى ما عاناه من العصيان والتمرّد من جيشه الذي مزّقته الأهواء ونخرته الدعايات المضلّلة وما ان حلت ليلة التاسع عشر من رمضان قال (ما كذّبت ولا كذّبت ، إنّها اللّيلة الّتي وعدت فيها) فقدمت له ابنته ام كلثوم خلال وقت الفطور قرصان من خبز الشعير وقصعة فيها لبن ، وملح جريش ، فلمّا فرغ من صلاته أقبل على فطوره ، فلمّا نظر إليه حرّك رأسه وبكى وقال (ما ظننت بنتاً تسوء أباها كما أسأت إليّ) (ما ذاك ) ، (تقدّمين إلى أبيك إدامين في طبق واحد ، أتريدين أن يطول وقوفي بين يدي الله تعالى يوم القيامة ؟ أنا أريد أن أتّبع أخي وابن عمّي رسول الله صلّى الله عليه وآله ما قدّم له إدامان في طبق واحد إلى أن قبضه الله تعالى ، يا بنيّة ، ما من رجل طاب مطعمه ومشربه وملبسه إلّا طال وقوفه بين يدي الله عزّ وجلّ يوم القيامة ، يا بنيّة ، إنّ الدّنيا في حلالها حساب ، وفي حرامها عقاب) ثم قال « يا بنيّة ، الدّار دار غرور ، ودار هوان ، فمن قدّم شيئاً وجده. يا بنيّة ، لا آكل شيئاً حتّى ترفعي أحد الإدامين » وما ان حل الفجر وذهب لكي يصلي بالمؤمنين صلاة الفجر انبرى الفجر خلق الله واشقى الاشقياء عبد الرحمن بن ملجم لعنة الله عليه وضربه ضربة بسيف مسموم على ام رأسه وهو يصلي وقال الامام علي (عليه السلام) فزت ورب الكعبة ، تم اغتيال خليفة المسلمين ووصي رسول الله وبدأت بعدها الويلات على الاسلام والمسلمين والى يومنا هذا قال ونفاق ودجل وحروب وسرقة وغدر وسرقة والفقير منبوذ والسارق مقرب والغش مصرح به هذا ما ارادوه عندما اغتالوا علي بن ابي طالب (عليه السلام) افضل انسان مشى على الارض بعد رسول الله محمد (صل الله عليه وآله وسلم) .