- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تسوية الأخوة الأعداء / الجزء الأول
حجم النص
بقلم: عبود مزهر الكرخي انطلقت الأخبار والتصريحات منذ فترة ليست بالقصيرة عن أطلاق التحالف الوطني مبادرة تسوية وبقيادة السيد عمار الحكيم والتي اتخذت عدة تسميات لتصل تسميتها بالتسوية التاريخية من قبل أبواق وحاشية هذا الحزب أو ذاك وكان الصخب الإعلامي لهذه التسوية قد بدأ مع انطلاق عملية قادمون يا نينوى لتحرير الموصل من عصابات داعش المجرمة وكان توقيت هذه التسوية قد اختير بعناية ومتزامن مع هذه العمليات العسكرية للتحرير والتي كانوا يظنون وحسب ما وعد به رئيس الوزراء د.حيدر العبادي بأنها ستنتهي قبل نهاية السنة الماضية والتي كانت كل المؤشرات تدل على أن هذا التوقيت كان فيه من الخطأ الكثير والذي جاء بإيحاء من أمريكا للعبادي والقيادات العسكرية لتكون بعد فترة هناك تعثر في العمليات العسكرية وتباطؤها والتي اتضحت من بعد دخول حي كوكجلي ولكن تصريحات كل القادة العسكريين الميدانيين والحكومة تنفي ذلك ولكن كل المؤشرات كانت تشير إلى غير ذلك لأن كل ما تم بناءه من خطط والاعتماد على انتفاضة أهل الموصل كان فيها من المغالطة والخطأ الشيء الكثير وتدخل المحتل الأمريكي في عمليات قادمون يا نينوى قد أخر من تقدم العمليات ليدفع ضريبتها أبنائنا من ولد الخايبة ضريبة لهذا التوقف من خلال تقديم المزيد من الشهداء من خلال الهجومات المتكررة للدواعش على خطوط الصد لمقاتلينا الأبطال في سوح القتال كما يحصل الآن في جبال مكحول وشمال بيجي وحقول علاس والفتحة والحويجة والتي بقى أمر تحريرها بيد الأكراد والذين لا يقبلون بذلك مع العلم أنها تشكل سكينة خاصرة في قطعات جيشنا التي تقاتل في الموصل ومصدر خطر كبير لكركوك والقيارة والشرقاط ونسي كل القادة العسكريين الأذكياء وغاب عن بالهم المفهوم العسكري المهم والذي يقول (أن الهجوم هو أحسن وسيلة للدفاع) وهذا يدلل على مدى وهزالة قيادتنا العسكرية والأمنية من خلال إدارة تلك المعارك والتي لا ترتكز إلى أي مفهوم عسكري علمي دقيق يستوحي الدروس السابقة للحرب من خلال قراءة التاريخ العسكري والذي هو يدرس في الكليات العسكرية والأركان والذي يبدو أنهم لم يطلعوا وغاب عن بالهم لأنه أغلبهم جاءت تلك الرتب الضخمة التي يحملونها من خلال نظرية الدمج التي هي معمول في قواتنا المسلحة العسكرية والأمنية. وأن هذا الموضوع يطول شرحه ولكن ربما لدينا وقفات مع هذه الموضوع أن شاء الله في مقالات أخرى. نرجع إلى موضوع عنوان مقالنا هو التسوية والتي أسميتها بين الأخوة الأعداء وهذا الموضوع ينطبق تمام الانطباق على ساستنا وتعاملهم فيما بينهم والذي أطلق عليهم بأنه من سياسي الغفلة والصدفة لأنهم لا يملكون أي وعي سياسي وأي فهم بأبجديات العمل السياسي بل هم عبارة عن أناس ارتقوا سدة الحكم والسياسة نتيجة زعامات دينية وعشائرية وتبعية لرؤساء أحزاب وكتل وكان الفضل لهؤلاء المجموعات في ارتقائهم تلك المناصب الحكومية والسياسية وتجد الكثير منهم لا يمتلكون شهادات أكاديمية عليا بل تعليم متوسط وحتى من يحمل الشهادة العليا تجد شهادته فيها الكثير من الشك والشبهة عليها ولهذا قاموا هؤلاء الساسة الفطاحل وحتى في قانون الانتخابات لم يشترطوا أن يكون عضو البرلمان أن يحمل شهادة بل فقط إعدادية ليخرج هذا القانون المضحك وفق أهوائهم وليخدم الأحزاب والكتل الكبيرة وهذا ماتعودناه من الأحزاب والكتل والساسة في إخراج كل القوانين والقرارات وفق ما يخدم مصلحتهم ومصالحهم. ومن هنا جاءت هذه التسوية(التاريخية!!!) ومع قرب الانتخابات وضرورة تلاقي الأضداد أي الأخوة الأعداء مع بعضهم لتنسيق الجهود من أجل الفوز بالانتخابات وضمان البقاء في كراسيهم ومناصبهم بل وحتى وتوسيع تلك السلطات من أجل الحصول على اكبر قطعة ممكنة من الكعكة العراقية ومن مغارة علي بابا(أي العراق) والتي انفتحت لهم ويبدو أنهم غير مستعدين للتخلي عن هذا المغنم الكبير بأي حال من الأحوال وحتى ولو كان ثمنه الدم وهذا مالاحظناه واضحاً للعيان من خلال الأيام الدامية التي حصلت في بغداد مع انتهاء السنة الماضية وبداية السنة الجديدة لينتهي سنة العراق ونزيف الدم مستمر ولنستقبل عامنا الجديد بنزيف دم متجدد بفضل ما يقوم ساستنا المراهقين سياسياً وهذا عمل وديدن اغلب السياسيين والأحزاب وكذلك حال البرلمان لأننا نعيش في ولاية تسمى ولاية بطيخ ولك الله يا عراق وشعبنا العراقي الصابر الجريح على الابتلاء بهذه النماذج السيئة من السياسيين والتي لم يشهد التاريخ والعراق مثلهم أبداً. لتخرج تلك التسوية والتي تمثل اكبر مهزلة وضحك على الذقون بهذه الصورة المثيرة للسخرية والأنكى من ذلك لتشمل كل الساسة في الخارج من المجرمين التي تلطخت أياديهم بدم العراقيين وكذلك من اعتلوا منصات الفتنة والعار وحتى من محرضي الطائفية بحجة يجب لم شمل العراقيين والعمل بالمقولة التافهة والسخيفة بأنه(عفا الله عما سلف) والتي يبدو أنه تم اتخاذ هذه المقولة كاتخاذ قميص عثمان من قبل معاوية وهي كلمة حق يراد بها باطل بل هي كلمة باطلة جملة وتفصيلاً. ومن المعلوم أن حقيقة التسوية هي مصالحة بين قادة سياسيين طائفيين للنخاع وفيما بينهم ولا تمس الشعب العراقي بأي شكل من الأشكال لأن قادتنا السياسيين الحاليين ومن كافة المكونات يتصورون أنهم الممثلين الدائمين لمكوناتهم دائماً وهم لهم الحق في التكلم باسم الشعب لأنه لهم تفويض من الشعب وحتى من السماء في العمل ما يحلو لهم ولا يحق الشعب الاعتراض لأنهم لهم تفويض سامي حالهم حال الملوك في الغرب في القرون الوسطى في تصويرهم للشعب بأنه لهم السلطة من قبل الرب أو أنهم أبناء الرب أو حالهم حال الصنم هدام في التفكير الديكتاتوري والاستعلائي على الشعب والذي يعتبر أن العراق هو عبارة عن بستان له وأن العراقيين أجراء لديه ولهذا نلاحظ أن ساستنا يلعنون صدام بالعلن ويمارسون دوره بالسر ولهذه كانت هذه التسوية هي عبارة عن عرس واوية كما يقال بالمثل العامي وهذه كناية عن الأمر القصير المدة. شبه بعرس بنات آوى، لأنهن يتضابحن أمدا قصيرا، ثم ينقطع ضباحهن. وتشبه هذه الكناية قولهم: سحابة صيف، يعني أنها لا تطول مدتها، وذكروا أن بلال بن أبي بردة، وكان قاضي البصرة، ويخلف أميرها، مر بموكبه، فتمثل أحد مشاهديه وهو يقول: أراها وان كانت تسر فإنها... سحابة صيف عن قليل تقشّعُ. ومن هنا فأن هذه التسوية هي أجراء تكتيكي كما يقال في المفهوم السياسي سرعان ماتنفك هذه التسوية بعد انتهاء الانتخابات فوراً ولترجع حليمة لعادتها القديمة في التصارع والاحتراب بين الأخوة الأعداء الأخوة السياسيين والتقاتل على كراسي الوزارات والمناصب وتأجيج الشارع العراقي ن خلال بث الفرقة الطائفية وباسم نصرة المذهب أو المهمشين أو حقوق الأقليات وبمختلف التسميات ومن قبل كل السياسيين وليصوروا للعالم وأميركا بالأخص أنهم الممثلين الوحيدين لمكوناتهم والمخلصين لناخبيهم والأهم لأميركا للحصول على ضمانة المحتل الأمريكي في البقاء في كراسيهم ومناصبهم ويشمل هذا الباقي باقي دول الجوار والذين في حالة نشوب أي صراع تراهم يغذون الخطى إلى دول الجوار من إيران وتركيا والسعودية وقطر لتدويل أي نزاع بينهم بدواعي التهميش وضرب المكون والاستفراد بالسلطة وهذا ما نلاحظه في عقد الاجتماعات لكل الشخصيات المطلوبة في الأردن وأربيل وتركيا ومعهم من السياسيين الموجودين في الساحة السياسية الآن لأن هؤلاء لهم رجل في السلطة وعشرة أرجل مقسمة بين أرجل مع داعش وأرجل مع هذه الدول وأخذ الدعم المادي لهم ومع سياسي الخارج من ثيران الفنادق والمطلوبين ضمان الدعم المادي لهم وهذا ما نلاحظه بصورة واضحة في سياسي المكون السني. ويبدو أن الملاحظات كثيرة على هذه التسوية والتي ولدت ميتة منذ إخراجها للعلن والتي سنكمل هذه الملاحظات في جزئنا القادم إن شاء الله إن كان لنا في العمر بقية.
أقرأ ايضاً
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- ماذا بعد لبنان / 2
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول