حجم النص
بقلم:داود سلمان الكعبي بعد الحادث الارهابي الاخير الذي وقع في فرنسا والذي تبنته داعش، اتخذت اوربا برمتها وقاية احترازية خوفا على نفسها من وقوع حوادث مشابهة لما وقع في باريس، لأن الوقاية خير من العلاج، كم تقول الحكمة. لكن هل هذا يكفي ؟ واوربا تتعشش فيها مجاميع اسلامية متطرفة تدين بالفكر الداعشي وتتخذه مثلها الاعلى في التدين والفكر والنظرية الجهادية ضد الكفرة بحسب ما تطلق عليه. إن عملية تفجير باريس الارهابية لا يزال صداها الى هذه الساعة وسط الاعلام الغربي فضلا عن الاعلام العربي، اذ كان للجميع صدمة أو مفاجئة، على ما يبدو، فبلد مترامي الاطراف مثل فرنسا ومتحصن بالحرية والانفتاح وقبول الآخر، ويقع به ما وقع من حادث اجرامي، أنه لمؤسف حقا. الحكومة العراقية، ومن خلال ردود افعالها ذكرت أن " العراق زود الجانب الفرنسي بمعلومات قبل أربعة أشهر عن معسكر في مدينة الرقة السورية لتدريب الناطقين بالفرنسية لتنفيذ عمليات إرهابية في فرنسا وأوروبا". فأذا كان هذا صحيحا، فلماذا لم تتخذ باريس وقاية احترازية، وهي دولة قوية ولها استخبارات قوية وامكانيات لوجستية وخبرات متطورة على كافة الصعد ؟ هل انها تهاونت بالامر ؟ ام انها لا تثق بالمعلومات التي زودها بها العراق، ام غظت الطرف عن ذلك ؟. الاجابة على هذا التساؤل تحتاج الى فسحة من التأمل والفكر، فأما أن فرنسا لم تثق بالمعلومات العراقية واعتبرتها معلومات ساذجة وسطحية ولا تحتاج الى الالتفات اليها او الاهتمام بها، وبتعبير آخر ان فرنسا استهانت بهذه المعلومات وضحكت من سذاجتها. واما أن العراق لم يزود فرنسا بما قال، وان الخبر عار عن الصحة، او أن الخبر لم يصل باريس أو أنها اعتبرته ثانوي وحتى لو كان الامر كما قالت الحكومة العراقية، فأن باريس في حصن حصين، وأن الارهاب لن ينالها وهو بعيد عنها كل البعد، فوقع مالم تحسب له اي حسبان. والعراق عزى الشعب الفرنسي وتأسف للحادث الاجرامي على بلدهم، وقال على لسان وزير داخليته الغبان، خلال استقباله السفير الفرنسي في بغداد مارك بريتي وملحق الأمن الداخلي العقيد فيليب غوسلان إن "تنظيم داعش الإرهابي يستهدف الإنسانية بأبشع وسائل القتل والتدمير ومسؤوليتنا تقتضي أن نعمل بشكل وثيق لمواجهة هذا الفكر المتطرف وأدواته القاتلة". نقول: واين الجديد في كلام الغبان ؟ الارهاب هو اخطر من السرطان ومن الطاعون واسرع من النار في الهشيم، لكن يجب على العالم أن يجد الدواء الناجع للقضاء على هذا المرض واستئصاله، والاهم تجفيف منابعه ومصادر تمويله، فهناك دول معروفة تقف وراءه، تزوده بالمال والسلاح.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير