- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
شكرا "بوتين" فليسمع المواطن الاوروبي
حجم النص
بقلم:فضل الشريفي لا يزال الكثيرين في اوروبا لا يعرفون عن الإسلام كثيرا، ولا يميزون بين الإسلام كدين سماوي مقدس فيه الشرائع والقوانين الإلهية التي تنظم حياة الإنسان وتجعله في رقي دائم يميزه عن الوحوش والبهائم وبين إسلام مبتدع يرتدي مدعيه ثوب الإسلام نفاقا منه. ان فهم الإسلام فهما منقوصا سيؤدي الى اختراع إسلام جديد يقوم على التطرف والشذوذ، وهذا التطرف هو نتيجة حتمية للفهم الخاطئ للدين، وما نراه اليوم من تطرف محسوب على الاسلام له أسباب منها، السطحية الساذجة في فهم الإسلام لدى البعض وتغليب العاطفة على العقل في فهم الدين، استغلال الدين لمآرب سياسية ونفعية من بعض الساسة المحسوبين على الإسلام، مؤامرات تحيكها دول كبرى ضد الإسلام حقدا وحسدا وخشية من ان يمتد الإسلام الى داخل أراضيها، وهي تعمل ليل نهار من أجل تشويه الإسلام وهذه الدول هي الولايات المتحدة الحليف الأول لمصدر التطرف في العالم(المملكة العربية السعودية) وتؤيدها الكثير من الدول الاوروبية في ذلك. لا أدري لماذا يصدق المواطن الامريكي ومثله الاوروبي ان الإسلام والمسلمين مصدر تهديد، وهل من المنصف ان ندين مليار ونصف المليار مسلم بسبب ساسة عملاء همهم الربح المادي، ومجموعة من الافراد جانبوا العقل وسلكوا طريق الغرائز كداعش. ان كان البعض من المتطرفين يحملون شعار الإسلام فهذا لا يعني انهم صاروا منه بل العكس ان الإسلام حاربهم وان القرآن الكريم وصف هؤلاء الذين يحملون شعار الإسلام ويعملون بالضد منه بالمنافقين وقال عنهم ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا)، سورة النساء، آية (145). أدعو المجتمع الاوروبي بأن يقرأ جيدا عن الإسلام، وان يعتمد في قراءته على المصادر الصحيحة السليمة الخالية من التزييف والتحريف، وان يختلط بالمسلمين المعتدلين، وهم الغالبية وان اختلفت طوائفهم، وليأخذ مصادر المعلومة من وسائل إعلام معتدلة وليست الرسمية التي تبالغ وتهول وتحرف، وليتذكر ان من يحدد الخير والشر المواطن ذاته الذي يحكم عقله وضميره، وان لا يصدق السياسي الذي يتجرد من إنسانيته ويسعى لإرضاء جهات معينة. ليتأمل المواطن الامريكي والأوروبي، لو ان الولايات المتحدة القوة العظمى وأوروبا اجتمعتا لحرب الجماعات التكفيرية هل سيبقى لهذه الجماعات الصغيرة الحقيرة أثر. أخيرا فلينصت المجتمع الامريكي والأوروبي الى الرئيس الروسي وهو يتحدث عن الإسلام الحقيقي ويصفه بالدين العالمي العظيم، وهو نفسه يدعو اليه، ويحذر في الوقت ذاته من الإسلام المتطرف الذي تدعمه تركيا.