حجم النص
سامي جواد كاظم تمر البشرية بازمات او ظواهر معينة وقد تطول هذه الظاهرة فيبدا المفكرون والمثقفون لاستقصاء الواقع الجديد بعد هذه الظاهرة وكثيرا ما نقرا كتب تتحدث عن مثلا مابعد الاشتراكية او الراسمالية او الديمقراطية وهكذا، اليوم يعيش الانسان ظروف قاسية تجعلنا نقف امام كيان هذا الانسان لنقارن بين ما كان عليه بالامس وماهو عليه الان ونؤلف الكتب ونجعلها تحت عنوان ما بعد الانسان. الانسان هذا المخلوق الذي يعتبر افضل ما خلق الله عز وجل في الكون وكرمه بكل ما يجعله انسان عاقل يميز بين الخير والشر والايمان والكفر والحق والباطل وجعل له حرمة لا تتاثر بماهية افكار ومعتقدات هذا الانسان، وقد عاش هذا الانسان عصره الذهبي في زمن الرسول صلى الله عليه واله، بل وكذلك في زمن الخلفاء الراشدين، بعيدا عن ما حدث من اخطاء فكرية او حربية فان الاغلب الاعم ان للانسان قيمته والحالات الفردية لا تعمم على طبيعة المجتمع الاسلامي في زمن الخلفاء الراشدين. الدولة الاموية والعباسية انتهكت حقوق الانسان فمعاوية (ت 60هـ) استخدم اساليب ارهابية في تصفية اتباع اهل البيت بل اصدر قوانين بمنع حقوقهم وقتلهم حتى على الظنة والشبهة بل زاد على ذلك تقطيع الاجساد وحرق البيوت وجعلهم مشردين في شتى اصقاع الارض خوفا من ظلمه، ولا يختلف حكام الدولة العباسية عنهم بل انهم اقسى منهم فهذا ابو جعفر الدوانيقي (ت 150هـ) كان يقوم ببناء اعمدة القصر ويضع في تجاويفها العلويين فيموتون داخل هذه الاعمدة. ولكل حقبة زمنية تاريخها في انتهاك حقوق الانسان، ولكن ما يمر به الانسان الان من جرائم تجعلنا نعتقد يقينا بان عصر الانسان سينتهي ويبدا عصر ما بعد الانسان. جرائم السجون، جرائم الحروب، جرائم الارهاب، جرائم الفقر، جرائم انتهاك حرية الانسان، بحيث اصبح الانسان متهم لانه انسان، لربما هنالك من يقول ان بعض الدول الاوربية او الغربية تحترم حقوق الانسان، ولكن هل ان الجرائم التي تحدث في بلداننا بحق الانسان سببها نحن؟ كلا بل المخطط والمبرمج هي تلك الحكومات التي تعتقدونها تحترم حقوق الانسان، فجريمة هيروشيما وناكزاكي لا زالت اثارها باقية، وجرائم النابالم التي اقترفتها الصهيونية لا زالت صفحتها السوداء في تاريخ الانسانية تسجل باسم الصهيونية وامريكا، وحروب الخليج الثلاث وحروب جنوب لبنان، من هو المنفذ اليست تلك الدول التي ترفع شعار حقوق الانسان. واما عصر الانحطاط والسفالة في الجرائم بحق الانسان فان القاعدة وعصابات امريكا وداعش وكل المسميات هي تحت مسمى واحد هو الارهاب الذي زرعته ونمته الدوائر الصهيونية ومن بمعيتها من الحكومات الغربية لتجعل الساحة العربية مسرحا لاقبح جرائم الانسانية، في العراق فقط جرائم لم ولن تحدث في كل بلدان العالم، انواع شاذة وقبيحة من القتل لم تخطر على بال اعتى مجرمي عصابات العالم، التنكيل بالانسان جعل البعض يكره نفسه لانه انسان، جريمة سبايكر جريمة تجعل منظمات حقوق الانسان في قعر الانحطاط الخلقي، المقابر الجماعية اصبحت ظاهرة معتاد عليها، في العراق سنة 2005 استحدثت مديرية اسمها مديرية انتشال الجثث حيث تقوم يوميا بالتجوال في شوارع بغداد لتحمل الجثث المنتشرة في شوارع بغداد ويتم دفنهم تحت مسمى مجهولية الهوية ولكن القاتل معلوم الهوية، جرائم انتهاك الانسان باحكام وهابية جعلت العالم كله ينظر الى الاسلام بانه مصدر انتهاك حقوق الانسان وهم يعلمون ان الوهابية لاعلاقة لها بالاسلام، ومهما تكن التسميات فانهم اقترفوا جرائم لدرجة ان في سجون ال سعود سجناء منسيين. لو قمنا بتدوين الجرائم بحق الانسان فان ما لدينا من اوراق واحبار واجهزة حاسوب سوف لا تستوعب هذه الجرائم، فلنفكر اذن بعصر ما بعد الانسان ولنعود حتى نعيش في الغابات فان لها نظاما اشرف من نظام هيئة الامم المتحدة وبكل توابعها
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر