- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المقاومة اللبنانية والفلسطينية بخير والدليل ما نرى لا ما نسمع
بقلم: علاء اللامي
مقتل ثلاثة ضباط في غزة بعملية واحدة وفي جنوب لبنان مقتل العشرات دون إحراز تقدم بري مهم! بعيدا عن اللهجة الانتصارية الإنشائية يبدو واضحا انكسار العدو وتآكل موجة نجاحاته التي يمكن اختصارها بعمليات الاغتيال الجوية الغادرة وتدمير المدن وقتل وتهجير السكان على الطريقة النازية المألوفة. لنلق نظرة على الميدان واحداثه كما تنقلها وسائل الإعلام حتى المعادية لنرى الآتي:
1-المقاومة في غزة تهاجم العدو من المسافة صفر وتوقع به خسائر فادحة لوحظ أنها تركز بين صفوف ضباط العدو الذين قتل منهم ثلاثة يوم أمس باعتراف العدو الذي نشر صورهم وأسماءهم وهم “قائد سرية في وحدة المساعدة الإدارية 5460، ونائبه وقائد صف، وكلهم برتبة رائد في الوحدة”.
2-المقاومة في غزة عادت إلى قصف تل أبيب بالصواريخ في ذكرى هجوم السابع من تشرين الأول “طوفان الأقصى” ما أذهل العدو وسجل نقطة مهمة لمصلحة قدرة المقاومة على الصمود والمطاولة.
3-على الجبهة اللبنانية وبعد عشرة أيام من بدء الهجوم البري لقوات العدو على جنوب لبنان بكافة أنواع الأسلحة وبقوة أربع فرق مدرعة ومظلية خاصة وميكانيكية مشاة ما يزال العدو عند الحافة الحدودية وقد تكبد خسائر فادحة بلغت في الأيام الثلاثة الأولى قرابة 25 قتيلا وثمانين جريحا ولم يتقدم سوى بضع مئات من الأمتار، نعم، من الأمتار.
4-الإنجاز الوحيد الذي حققه العدو هو الوصول إلى أطراف بلدة مارون الراس الجنوب لبنانية قرب موقع لقوات اليونفيل الأممية والتقط بعض جنود العدو صورة لهم هناك ثم لاذوا بالفرار وهو أمر أثار سخرية حتى صحافة العدو.
كما ظهر عسكري صهيوني من لواء غولاني في فيديو بثته سكاي نيوز وقال إن جيشه سيطر على “مجمع أو قاعدة عسكرية” للمقاومة اللبنانية ولكن المشاهد لا يري من هذا “المجمع!” سوى بيت ريفي صغير وفيه أربعة صناديق للعتاد وخارجه راجمة صواريخ زوجية أو رباعية قديمة، وحفرة بسيطة إلى جانب شجرة. وقال شهود عيان لاحقا أن المنطقة التي صورها العدو تسمى “حديقة إيران” وتقع مباشرة وعلى مسافة أمتار من الحدود وتقابل مستوطنة أفيميم ويرؤون!
5-صمود وحسن أداء المقاومة اللبنانية أكد باعتراف مراقبين محايدين أنها امتصت واستوعبت سلسلة الضربات المخابراتية الغادرة واستعادة قدرتها على التحكم والتوجيه والسيطرة على الميدان، وزادت كثافة رشقاتها الصاروخية واتسع مدى صواريخها حتى طال جميع أنحاء شمال ووسط فلسطين المحتلة وباتت حيفا العاصمة الاقتصادية للكيان تتلقى صليات الصواريخ يوميا.
6-فشل العدو على الأرض عسكريا وحجم خسائره البشرية الكبير زاد من جنونه وتأزمه وعجز قواته البرية عن مواجهة المقاومين والتقدم براً فضاعف عمليات القصف الجوي الجبان على سكان غزة وجنوب لبنان والضاحية ببيروت وأسقط مئات الشهداء والجرحى وهجر الآلاف. مثلما لجأ جيش العدو إلى استعمال قوات الأمم المتحدة كدروع بشرية وحاول التقدم ملتفا ومختبئا خلف مواقعها في مارون الراس، بل وقصف برجا لها في منطقة الناقورة واحتجت الأمم المتحدة رسميا دون جدوى.
كما قتلت قوات العدو عدة صحافيين في غزة واعتقلت صحافيا أميركيا هو جيريمي لوفريدو لأنه كشف في تحقيق له عن حجم خسائر العدو بعد القصف الصاروخي الإيراني على قواعده العسكرية وصحفيان روسيان وضربتهما حيث نشر الصحفي الروسي أندريه على موقع “إكس” يوم الأربعاء: “تعرضت اليوم للضرب والاختطاف وتعصيب العينين واقتادوني إلى قاعدة عسكرية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي مع 4 صحفيين آخرين”.
وأضاف: “تم احتجاز اثنين منا لمدة 11 ساعة دون توجيه أي تهمة، وتمت مصادرة هاتفي (سرق)، ولا يزال أحدنا رهن الاحتجاز”.
خلاصة
إن فشل العدو في التقدم براً حتى الآن لا يعني –كما قال الشيخ القائد نعيم قاسم– أنه لن يتقدم أبدا فهذا الاحتمال وارد ولكنه ليس بذي أهمية لأن العدو يبحث عن التقاط الصور الاستعراضية والتقدم في العمق، أما المقاومة فتبحث عن الالتحام معه وتكبيده الخسائر الفادحة في الأفراد وهذه نقطة ضعفه الكبرى وحتى الآن فالمعركة هي لمصلحة المقاومة وستكون لمصلحتها أكثر إذا تقدم العدو لأنه سينزف أكثر وهو ما يخشاه ويرتعب منه.