حجم النص
بقلم:نعمة الدهش ظهرت المدرسة الانطباعية في باريس عام 1860م، من مجموعة رسامين شباب رفضوا وتمردوا على سياسة الاكاديمية الملكية في فرنسا والتي كانت تمتثل لتوجيهات الامبراطور والطبقة البرجوازية المهيمنة على الدولة والكنيسة، وقد وصلت هذه السياسة المكبلة لتطلعات الفنانين حتى في اختيار (موضوع اللوحة)، لهذا قرروا الخروج على الانماط الحكومية واتجهوا إلى الطبيعة لرسمها مباشرة وانجاز اللوحة بأكملها خارج المَرسم الشخصي للفنان. ان من سماتها التركيز على اهمية اللون والضوء، لأنهم قرروا تجاوز سياقات المدرسة التي سبقتهم وأعني بها المدرسة الواقعية التي كانت تركز على الالتزام بالقواعد المفروضة عليهم والانسياق وراء التنميق الاجتماعي الذي كان يتشبث به الفنان الواقعي. كان الفنان (كوربيه) رائد المدرسة الواقعية (توفي 1877م) تواقاً للانعتاق من ربقة القيود المفروضة على الرسامين، فتراه قد نشد الحرية والتحرر في مجال الفن والمجتمع الفرنسي المُضطهد، فقاد جماعة (البوهيمية الثانية/1845م) و(مدرسة الباربيزون/1850م) التي كانت الممهدة لظهور المدرسة الانطباعية بعد عقد من الزمان، واصبح هذا الفنان العظيم، اضافة إلى زميله الفنان (كورو ــ توفي 1875م) الذي دعا الانطباعيين إلى التمسّك بالمَثَل الأعلى لهم، ألا وهو الكشف عن الشكل الآني المطبوع بالحواس، لاسيما حاسة البصر. ومن الجدير بالذكر ان أغلب النُقاد والفنيين الرسميين قد انحازوا للدفاع عن توجهات هؤلاء الشباب، بقيادة المُعلّم العظيم (كوربيه)، الذي جعلهم يولون الحرية فنياً واجتماعياً من خلال مشاركاتهم في (كومونة باريس 1871م) والتي تزعمها هو شخصياً.. ان الانطباعية مهدت بعد وفاة الفنان العظيم (مانيه ــ 1883م) إلى ظهور (الانطباعية الجديدة) أي التنقيطية، بزعامة الفنان بول سنياك (توفي 1935م) ومدارس الفن الحديث التي تلتها في البُعد الزمني.