بقلم: حسين فرحان
الخبر كما ورد..
كشف السفير الروسي لدى بغداد، ماكسيم ماكسيموف، عن مشروع أميركي جديد لتدمير العراق بعد فشل مشروعها السابق الذي اطلق عليه “عش الدبابير”.
وقال ماكسيموف في تصريحات صحافية أن “اجهزة المخابرات الامريكية لم تكن لتتوقع ان ينتصر العراقيون على تنظيم داعش خلال 3 سنوات فقط في الوقت الذي كان مخطط له ان يستمر 30 سنة على الاقل”.
واضاف، ان “مشروع (عش الدبابير) الذي اطلقه جهاز المخابرات الامريكي ” سي اي ايه ” عام 2014 لم يحقق النتائج المرجوة منه وهم بصدد اطلاق عملية جديدة اسمها الرمزي (الربيع الاسود)”.. انتهى..
نتسائل - ولسنا ممن يحتاج الى نباهة السفير -:
أين كان الدب الروسي قبل الهجمة الداعشية ؟
هل كان في مراحل التدريب النهائية على العمل المخابراتي ؟ أم أن أجهزة حل الرموز وفك الشفرات وقراءة الفناجين كانت معطلة ؟ وهل أن ألاسرار التي تم اكتشافها حول مايسمى بعملية (الربيع الأسود) مثل أسرار أهالي باب الحارة يتم تداولها في المقاهي ومحلات الحلاقة ؟..
مهلا يا ماكسيموف.. ماهي الاضافة الجديدة التي جئت بها، هل هي معركة جديدة مع الارهاب الذي تقوده أمريكا ؟ أنك لم تأت بشيء جديد فالمرجعية العليا بينت إن "النصر على داعش لا يمثل نهاية المعركة مع الارهاب والارهابيين بل المعركة ستستمر وتتواصل مادام هناك اناسا ضللوا بالفكر المتطرف ولا يتورعوا عن الفتك بالمدنيين الابرياء وتدمير البلاد للوصول الى اهدافهم".
مهلا يا ماكسيموف كأنك لاتعلم مدى معرفة العقلاء في هذا البلد بطبيعة هذه الصراعات التي جعلت من العراق ساحة لتصفية الحسابات بين الدول العظمى من أجل الهيمنة على مقدرات المنطقة وجعلته كذلك ساحة لنزاعات الدول المحيطة به والتي تتصارع هي الأخرى لغايات لاتخرج عن إطار ماتبنته الدول العظمى من فرض الهيمنة والسلطة والنفوذ وإن إتسمت بطابع ديني أو طائفي.
كأنك يا ماكسيموف لاتعلم أننا نعلم بانتفاعك أنت وخصمك الامريكي من هذه المعركة الباطلة، وسوق السلاح لديكما يلقى رواجا ومادامت المعركة قائمة فتجارة الموت ستغدق عليكما بموفور الروبلات والدولارات.
ليس هنالك أسوأ من فلسفة هذه الاقطاب المتصارعة المتنازعة وهي تتخذ (الذرائعية والنفعية) كفكرة تهدد مصير الانسانية وتتخذ منها منهج تفكير اتخذ طابعا عالميا فبات يسيطر على العالم.. ((لا يبدو الصراع الذي يشهده العالم اليوم صراعًا متكافئًا، كما لا يبدو صراعًا بمعنى وجود أطراف كبرى صاحبة مصالح متضاربة، بل يبدو الأمر وكأن هناك سيطرةً عالميةً "مُعولَمة" تقابلُها اعتراضاتٌ "مناطقية" صغيرة.....: ما طبيعة هذه النظرية التي تسيطر على العالم؟)) اقتبسنا هذا النص وهذا التساؤل الذي ختم به ونعلم جيدا أن جوابه - من قبل ماكسيموف وغيره - سيكون ميكافيلليا بامتياز.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً