بقلم:حيدر عاشور
شرعت مدارس البلاد بفتح ابوابها مع بداية العام الدراسي الجديد، ويعتقد البعض ان دور البيت في التربية قد انتهى لينتقل الى المدرسة والمعلم. نقرأ ونعيش ونشاهد واقع الجيل الجديد المتمرد على قيم المجتمع، وحتى على نفسه!، يغرق في الانحراف ويغمره الاسى واليأس. فالمشاهد كثيرة لأباء وهم ينددون بسلوك ابنائهم وخروجهم عن القيم والمثل العليا التي تربوا عليها، فظهرت بينهم فجوة عميقة باتت تفصل بين جلين: جيل الاباء وجيل الابناء. قد تكون الاسرة والمجتمع هما المسؤولان عن هذه الحالة، فالواقع ان كثيرا من العائلات تؤمن بفكرة ارضاء ابناءها وتقديم لهم كل سبل الرفاهية لإطلاق عواطفهم المكبوتة، ونرى كيف يتركون تربيتهم ليعيش الابناء مناخهم المنحرف ويمارسون التصرفات التي تحلو لهم.. لنسأل انفسنا هل من حل؟ وأين يكون الحل؟. وابناءنا هم الورثة الشرعيون لكل شيء بما فيه مستقبل العراق وحضارته..!. نعم، الحل حين يكتمل الدور التربوي العلمي الذي تقوم به المدرسة، وعودة السلطة الأبوية وهيبتها ووقارها. لقد حان الوقت لكي تعود الى الايام الماضية عندما كان الابناء يصغون الى ابائهم ويمنحونهم ثقتهم. لقد حان الوقت لكي تمارس سلطة الاسرة مفعولها مع سلطة المدرسة. فالمعنى الحقيقي للمدرسة صناعة جيل قادر على تحمل المسؤولية كقائد ومربي مثقف واع لما حوله فالعالم لا يرحم مجتمعا متخلفاً. اما المعنى الحقيقي للاب هو تقديم التربية والنظام والتضحية والحزم لأبنائه الى جانب الحب والحنان..نقطة ضوء، معيار التقدم العلمي والحضاري بين شعوب العالم يقاسان بمقدار اهتمام كل مجتمع بتعليم ابنائه وتثقيفهم.