حجم النص
سامي جواد كاظم في اقوى منافسة بين الدكتور حيدر العبادي والاستاذ وجيه عباس في ترويج مصطلحات تكون لها مساحة واسعة ليس في وسائل الاعلام فقط بل في الحوار السياسي او الحديث الاجتماعي او حتى في علوة المخضر، بدا المنافسة الدكتور العبادي باطلاقه مصطلح (الفضائي) وهو الذي اخذ حيزا واسعا في الشارع العراقي والاعلام العراقي ولا زال. وجاء الاستاذ وجيه عباس ليطلق هو الاخر مصطلح لاقى رواجا يوازي وينافس مصطلح الفضائي وهو الانبطاحي والحكومة الانبطاحية، فاذا اراد شخص ان يستنكر قرار حكومي فانه يسارع لاتهامها بالانبطاحية. واذا اراد شخص ان يشك في نزاهة شخص اخر فانه يتهمه باخفاء اسماء فضائية، وبقيت الحرب سجالا بين المصطلحين وليس بين من اطلقهما وان كان الخلاف واضح للعيان. فكر السيد العبادي في جولة اخرى من رواج المصطلحات فاتانا بمصطلح (منزوعة السلاح)، وبالفعل بدات وسائل الاعلام بالترويج لهذا المصطلح، بالرغم من انه يستحق ان يكون فضائي بمعنى الكلمة وانبطاحي في مناطق معينة، فلو تمكنت الحكومة من نزع سلاح أي شخص بحجم البندقية ولا اقول المسدس، فاين انتم من نزع مستودعات الـ تي ان تي والـ سي فور التي يتم استخدامها في تفجيرات ارهابية وفي قلب بغداد ؟ اين انتم من المسدسات الكاتمة التي اخذت ارواح كثير من الابرياء وهم أي القتلة يتجولون وسط بغداد ويقتلون من يشاءون؟ هل تستطيع الحكومة ان تجعل لنا منطقة صغيرة جدا منزوعة العبوات الناسفة ؟ هل ان المواطن العراقي مطمئن للوضع الامني في بغداد حتى يتنازل عن سلاحه؟ لو قمنا بمطالعة الاخبار اليومية للاحداث العراقية وتحديدا ما يخص العاصمة فاننا نجد نسبة كبيرة من هذه الاخبار تتحدث عن قتل وارهاب وجرائم يندى لها الجبين، وهذه ان دلت على شيء فانما تدل اما على كذب وسائل الاعلام في تضخيم الاخبار ومثل هذه الوسائل التي لها حرية في الكذب لوثت العقل العراقي وافقدت المواطن العراقي ثقته ببلده، واما ان الاخبار صحيحة فهذا يدل على طامة كبرى الا وهي ان القوات الامنية عاجزة عن نزع سلاح الارهابيين فلجات الى نزع سلاح المواطنين الخائفين على ارواحهم وعوائلهم واموالهم. ليس هنالك مصطلح اروع وافضل من نزع السلاح، نعم ابغض شيء ان يحمل الانسان السلاح والابغض منه من يصنعه ويتاجر به، فلو ان الانسان كان على مستوى عال من الثقافة واحترام الاخر فان السلاح سوف لا يكون له وجود بين المجتمع البشري، ولكن من اين تقتات شركات تصنيع الاسلحة الامريكية والانكليزية والروسية ؟ ومن اين يربحون تجار الاسلحة ؟ فعليه لابد لها من خلق ازمات وحروب بين ابناء البلد الواحد وحتى بين البلدان لتصبح سوقهم رائجة في التجارة السوداء. اكثر من دليل عرض على الحكومة يثبت تزويد القوات الامريكية الدواعش بالاسلحة، فهل يستطيع العبادي ان يجعل تلك المناطق منزوعة التزود بالاسلحة ويقاضي امريكا على فعلتها هذه؟ مجرد سؤال... هل نزع السلاح ضمن سياسة الانبطاح ام يدل على الاصلاح؟
أقرأ ايضاً
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- ربّما نشهدُ إعلاناتٍ عن فتحِ التقديمِ إلى جامعاتٍ خاصّةٍ بالبنات !
- تمديد الدراسة الجامعية: فرص ورهانات لتطوير التعليم العالي