- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لا تعتب الدهر في قومٍ رمانا بهم
بقلم: كمال فتاح حيدر
يا رب هبت شعوبٌ من منيتها. واستيقظت أممٌ من رقدة العدمِ. ومازالت جامعتنا العربية راقدة في ردهات الغفلة والاستغباء والتجاهل. ومازال معظم قادة دول النطاق يكرسون طاقاتهم كلها لخدمة الارهاب الأمريكي في المنطقة، ويدعمون حملات الابادة بتجويع سكان غزة وتعطيشهم، وخنقهم بحبال الموت البطيء.
فقد تحوّل العاهل الى خضرچي متخصص بنقل الكوسة والخيار والبندورة إلى أسواق تل أبيب. وقطع السيسي شرايين معبر رفح، ثم صار قطاً فرعونياً في البلاط الإثيوبي يضيف الرياح القوية للمهزلة، ويسعى لنصرة الصومال الواقعة اسفل الخاصرة البعيدة في جسد القارة الغارقة في المحيط الهندي. بينما تصاب أوردة قناة السويس بكولسترول التعطيل، وهو الآن يبيع أصول ارض الكنانة في المزادات الرخيصة.
وفي الوقت الذي يصب فيه الإعلام المصري جام غضبه على الفلسطينيين تأتي إفتتاحية صحيفة (هآرتس الإسرائيلية) بالشكل التالي: (الفلسطينيون أفضل شعوب الأرض في الدفاع عن وطنهم).
من كان يصدق أن إفتتاحية أكبر جريدة إسرائيلية تكتب عنهم ما لا تكتبه معظم صحفنا، فتقول: أنهم شعب من أفضل شعوب الأرض، وأنهم هبوا لاستعادة حقوقهم بعد خمسة وسبعين عاماً وكأنهم رَجُلٌ واحد ؟.
لقد لعب الحكام العرب دورا فاعلا في تشجيع أبناءهم للالتحاق في صفوف تنظيمات داعش، واشترك معهم أئمة التحريض، وكانت لهم حملاتهم الارهابية لقتل العرب وتفجير مدنهم، لكنهم لم يرسلوا أبناءهم الدواعش إلى إسرائيل. تماما على عكس البلدان المعادية لنا، فالفرنسيون والبريطانيون والألمان والهولنديون والهنود والأوكرانيون ينفذون الآن غاراتهم الأجرامية ضد سكان غزة. ويواصل الأمريكان الآن قصف المدن اليمنية المتضامنة مع غزة.
ولكي تكتمل صورة المأساة الإنسانية أعلنت البلدان الارهابية عن مشاركتها في تجويع سكان غزة وتصفية القضية الفلسطينية، فقررت كل من: الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإيطاليا وفنلندا وبريطانيا وألمانيا وهولندا قطع دعمها بشكل كامل عن وكالة (الأونروا) المختصة بتقديم المساعدة للفلسطينيين.
وحتى تكون في الصورة يكفي ان تعلم ان جيش الإبتذال أقدم بوحشية على قتل رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الشفاء الدكتور هاني الهيثم، وزوجته الدكتورة سميرة جيفاري، وأطفالهما الخمسة. ثم اسأل بعد ذلك عن دور الكومبارس (محمود عباس) في الخسة والنذالة والانحطاط، ولا تسألني عن العرب في الزمن الذي انهارت فيه القيم والمبادئ.