- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
للسِنة معايير سياسية لقبول السِني
حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم للشيعي معتقداته وللسني معتقداته وبينهما تقاطعات البعض يوصلها حد الافتراق والبعض يراه لا تستوجب ذلك، ولكن هنالك افتراق في نفس الطائفة الواحدة، قد يختلف الشيعة فيما بينهم باختلاف الفتوى او لربما يكون هنالك دخيل يدعي الاجتهاد فيحدث بعض الارباكات، واهل السنة ايضا فيما بينهم خلافات، ولكن اليوم لبست هذه الخلافات طابعا سياسيا فيما بين المذهبين وفي نفس المذهب. هنالك التفاتة مؤلمة ويؤسف عليها الا وهي الخلاف السياسي والمذهبي بين ابناء السنة انفسهم، فالذي يرى من هو افضل من بعد النبي ويقدس الصحابة ويقلد احد المذاهب الاربعة لا تكفي لان يقال عنه انه سني ومن اهل الجماعة، بل لابد له من معاداة اتباع اهل البيت ومحاربتهم والود مرفوض معهم، وبخلافه لا يعتبر من السنة، هذا البلد الذي عاش قرون من الزمن لم يلتفت الى هذه النعرة الطائفية ابدا قد تكون هنالك فتنة هنا او هناك ولكن عقلاء القوم سرعان ما يأدونها قبل ان تستفحل. اليوم هنالك ظاهرة خطيرة في الوسط الطائفي بدات تتسرطن، مثلا الشيخ خالد الملا، انه من السنة ويؤمن بافضلية الخلفاء الراشدين ويتبع احد المذاهب الاربعة، ولكنه يحترم الاخرين لاسيما اتباع اهل البيت وهذا لا يروق لمن يدعي التسنن لانه خلاف ما يؤمن به التسنن السياسي. وفي نفس الوقت لو ظهرت شخصية شيعية تطعن في افكار اتباع اهل البيت من غير ان تتسنن أي تبقى على شيعيتها نجدها شخصية مقبولة في الوسط السني، مثلا احمد الكاتب، اياد علاوي، اياد جمال الدين، علي الامين، عباس الخوئي، موسى الموسوي، حسن العلوي، وغيرهم ممن يعتبرون من الشيعة الا ان لهم بعض الافكار خلاف الشيعة فيكونون محل ترحاب لدى متطرفي السنة وليس عقلاء السنة. في الاونة الاخيرة ولا زال هنالك من يتحدث عن سنة المالكي لا لشيء لانه يتفق مع المالكي في بعض افكاره السياسية وليست المذهبية وعليه فهو مرفوض في حين هنالك من يختلف مع المالكي سياسيا من الشيعة ولكنهم ليسوا مرفوضين عند الشيعة. في كتب التاريخ لاسيما الرجالية الخاصة باهل السنة كثيرا ما نقرا تقيمهم للرجال بان فلان صادق وثقة وعادل الا ان فيه ترفض او له ميول للرافضة او انه شيعي متروك الحديث، هذه الثقافة التي اوجدها اسياد الوهابية من ابن كثير وابن تيمية وابن عبد الوهاب ومن على شاكلتهم بدات تاخذ مجراها واثرها في الوسط السياسي لانهم اصلا اعتمدوا القدح بعبارة الرافضي لاغراض الخلافة سابقا واليوم اصبحت للسياسة. في الدورة الانتخابية السابقة طرح اسم اياد علاوي رئيسا للجمهورية فعارض وبشدة الهارب طارق الهاشمي وهما من نفس الكتلة وسبب معارضته ان رئيس الجمهورية شيعي ورئيس الوزراء شيعي ماذا بقي للسنة، مثل هؤلاء عندما يفكرون بتطرف للاسف هنالك ممن يمنحهم لقب تمثيل السنة وهم الذين على شاكلته اما العقلاء "سنة وشيعة" فانهم يرفضون أي متشدد من أي جهة كان وحتى على مستوى الدول فاي حكومة لها علاقات مع حكومة شيعية او حزب شيعي تكون محل انتقاد وخلاف مع الحكومات السنية المتطرفة امثال السعودية وليس كل الحكومات فمنها الحكيمة والتي تاخذ الامور بتعقل.
أقرأ ايضاً
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
- دعوة للمراجعة والتغيير.. عن نظام القبول المركزي في الجامعات العراقية
- التداعيات السياسية بعد قرار المحكمة الاتحادية