حجم النص
بقلـم: محمود الحسنــاوي نعيش في زمن لا مجال فيه للفرحة والابتسامة مهما كان مصدرها, بسبب ما يحدث لنا من ويلات وحروب وأزمات تنهش ارواح الابرياء وتستنزف دماء الشهداء, فيأتي العيد اليوم ليحاول ان يخفف عنا الهموم قليلاً ويجدد فينا روح الأمل ولكنه يفشل في ذلك , فأي خجل يحمله في عيونه عندما يرى أم الشهيد التي زفت ولدها الى احضان المقابر, وأي خجل يعتريه عندما يرى ارجوحة اليتيم قد تحولت إلى رماد بفعل الشضايا والقذائف, وأي دهشة ستصيبه عندما ينظر إلى الاطفال الابرياء وهم قد هَجَروا منازلهم فراً من الموت, ففي كل يوم تولد أزمة تسرق الابصار نحوها وتسلط الاضواء عليها وسرعان ما تُخلقُ أزمة أخرى تمحي سابقتها وتأتي بشيء أفجع وأروع ممن سلفها..وهكذا, فنحن في دائرة من الازمات ليست لها بداية ولا نهاية, فعيد يذهب وآخر يأتي وكلُ شيء يزداد سوءاً. فترتجف الكلمات ضجراً عندما ترثي العراق ويخجل الحبر عندما يصف حجم الدمار في فلسطين وتتمزق العبارات عندما تصافح دمشق, فكثيرة هي الاحداث وغزيرة هي المشاعر وقليلة هي المواقف!! اتحدث عن مواقف الرجولة والشجاعة والمروءة والعروبة, التي بتنا نقرأها فقط في بطون الكتب ولكن طمرتها رموز الطائفية وأشباح كراسي المصالح الشخصية. في زمن تكممت فيه الأفواه وتباينت فيه الرؤى في ظل ارتفاع صياح الاطفال المشردين وعويل الثكالى ونياح الارامل. فأي عيد, وما زالت ارواحنا موشحة بالحزن حداداً على اوطان ماتت في قلوبها الرحمة والانسانية. [email protected]
أقرأ ايضاً
- المارد والقمقم ومبادرة ماكرون ...!!!
- الكاظمي بين نار الشيعة ومطرقة الكرد والسنة..!!!
- العراقيون مابين خطاب صالح و حصار كورونا ...!!!