حجم النص
لم يفهم لغتها وظن للوهلة الاولى انها زائرة أجنبية ضلّت الطريق وصار يرشدها ولكنها اشارت له بانها تريد مالا، لم يصدق أن سائحة أجنبية جاءت الى كربلاء فقط من اجل التسول لا غير. كان هذا مظهرا من المظاهر التي انتشرت خلال اربعينية الإمام الحسين (ع) في الوقت الذي شهدت فيه كربلاء اقبالا منقطع النظير على الزيارة هذا العام فاق كل الاعداد التي وفدت الى كربلاء من الزوار في السنوات الماضية، مع تعدد واضح في جنسيات الزوار القادمين من مختلف بقاع العالم. وتشهد كربلاء التي تحتضن العتبات المقدسة لدى عموم المسلمين في العالم الاسلامي، استقبال ملايين الزوار سنويا الوافدين من مختلف انحاء العالم خلال عدد من الزيارات الموسمية. قال احد افراد حمايات ما بين الحرمين ممتنعا عن ذكر اسمه "عانينا هذا العام من الزوار الأجانب القادمين لغرض التسول فلم نعد نفرق بين المتسول والزائر الإعتيادي بعد ان إختلطت الوجوه وتعددت سبل التسول ونظرا لكثرة الأعداد الوافدة فصرنا نعاني الامرين في سبيل اكتشاف القادمين لاغراض اخرى غير الزيارة". عكست تلك الظاهرة وجها سلبيا وتُرجمت زيارة الأربعين لدى بعض الجهات البعيدة النظر على، انها مجرد فرصة للتسول والأعمال الإرهابية بعد أن كان القادم البعيد يذرف الدموع شوقا لزيارة الإمام الحسين (ع) فضاعت الأهداف الحقيقية وسط كومة المصالح المادية. وأكد جاسم حميد المالكي رئيس لجنة السياحة والآثار في مجلس المحافظة لموقع محافظة كربلاء الرسمي " وتابعته وكالة نون الخبرية اقتصر التسول في السنوات الماضية على قدوم المتسولين خلال فترة الزيارات من محافظات العراق نحو كربلاء". مبينا، "هناك شركات مختصة للتسول تقوم بجلب المتسولين صباحا وتوزيعهم على تقاطعات الطرق والاماكن المزدحمة والأسواق وتعود ليلا لإعادتهم بسيارات خصصت لهذا الغرض". وأضاف المالكي معربا عن انزعاجه، "هي ليست ظاهرة وليدة اللحظة فكربلاء مدينة تجارية سياحية تكثر فيها فرص العمل والتسول معا ورغم ان تلك الظاهرة تعكس صورة غير حضارية الا اننا لا نزال عاجزين عن القضاء عليها بشكل كامل". وتشهد المدينة المقدسة اليوم وجوها غريبة دخلت لأغراض مختلفة سيما بعد دخول العمالة الأجنبية وغياب الضوابط مما افرز عدة مشاكل. ويتهم رئيس لجنة السياحة والآثار أصحاب الشركات السياحية التي تسببت في استفحال حالة التسول قائلا، "تقوم بعض الشركات السياحية بادخال الأجانب الى العراق وكربلاء تحديدا بحجة الزيارة وحال وصولهم تتخلى عنهم ليتولوا البحث عن عمل،وان لم يجد القادم الأجنبي عملا او تخلى عنه صاحب العمل بعد فترة قصيرة فقد لا يجد طريقة سوى التسول لأنه لا يتمكن من العودة الى بلاده" في دول الخليج لا تدخل العمالة الأجنبية ولا حتى اي سائح اجنبي الا بعد التأكد من معلوماته كاملة ووجود رابط الكتروني بين الشركات المستوردة للعمالة الأجنبية والأماكن التي يقيمون بها وبين السلطات الحكومية،لضمان وجود معلومات شخصية كاملة ومعروفة لدى الحكومة عن اي سائح او عامل أجنبي. يقول أحد أصحاب الفنادق في كربلاء، " لا يسكن لدينا اي زائر اجنبي الا بعد الوثوق من معلوماته الشخصية وتبيان اسباب وجوده في العراق والتأكد من جواز سفره،ورغم كل تلك الإجراءات فقد واجهنا مشاكل مع بعض القادمين سواء من داخل او خارج العراق خلال الزيارات المليونية وقمنا بالابلاغ عنهم سواء لأسباب اخلاقية او الشك بتوجهاتهم الارهابية او قدومهم لأغراض التسول". ويعود المالكي ليرمي باللوم على شركات السياحة من جهة وعلى الجهات الحكومية من جهة اخرى، "لا بد من وجود شبكة ربط معلومات الكترونية تربط بين الشركات السياحية والفنادق والسلطات الحكومية للتأكد من معلومات كل من يدخل الى كربلاء". وكالة نون /متابعات
أقرأ ايضاً
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)
- وسط دمار مدينة النبطية :مساعدات العتبة الحسينية الطبية والغذائية تصل مستشفى نبيه بري الحكومي(فيديو)