في واحد من المواقف التي سيسجلها التاريخ وتطبيقا لتوصيات المرجعية الدينية العليا ومرجعها الاعلى السيد علي السيستاني باشرت العتبة الحسينية المقدسة باستقبال مئات من العائلات اللبنانية النازحة من جحيم الحرب والعدوان الاسرائيلي الجارية في بلدهم، وفتحت ابواب مدن الزائرين على مصراعيها وسخرت الباصات الحديثة لنقل من المنافذ الحدودية والمطارات، فيما شمر اهالي كربلاء المقدسة عن سواعدهم وخصصت رابطة الفنادق فيها مجموعة من الفنادق لايواء النازحين اللبنانيين، فيما قدم الكثير منهم مفاتيح بيوت ومواكب وحسينات فارغة لتكون تحت تصرف العتبة الحسينية لمساعدة اهلنا في لبنان.

وقال رئيس قسم العلاقات العامة في العتبة الحسينية المقدسة عبد الامير طه عبد الله في تصريح خص به وكالة نون الخبرية " بعد اعلان المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني بخصوص الوضع في لبنان، اوعز المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي على الفور بتشكيل خلية ازمة لارسال المعونات ومواد الاغاثة الى الشعب اللبناني، وكذلك اسكان العائلات النازحة، ومنذ عشرة ايام ونحن نستقبل العائلات اللبنانية الكريمة من المطارات ومنفذ القائم البري الحدودي واصالهم الى مدن الزائرين بباصات مكيفة بصبحة منتسبي قسم العلاقات، مع تجهيزهم بالطعام والرعاية الصحية، وكانت اربع باصات قد وصلت محملة بالنازحين يوم امس من منفذ القائم واسكنوا في مدن الزائرين، ويستمر عمل اعضاء خلية الازمة على مدار اليوم بسبب الزخم الكبير في وصول واستقبال العائلات النازحة ونقلها واسكانها في محافظة كربلاء المقدسة".

واضاف ان" ما شجع العائلات اللبنانية الكريمة للقدوم الى كربلاء المقدسة كونها مشهود لاهلها ما يقدمونه من خدمات جليلة لملايين الزائرين سنويا خلال الزيارات المليونية، وابرزها ما سجله اهالي كربلاء المقدسة من مواقف رائعة ومنها رابطة الفنادق السياحية في كربلاء المقدسة التي بادرت بالاتفاق مع اصحاب الفنادق لتخصيص بعض الفنادق لتلك العائلات الكريمة النازحة، وكذلك ما اتخذه بعض اصحاب البيوت والحسينيات غير المشغولة حاليا حينما بادروا بتسليم مفاتيح تلك المشيدات الى قسم العلاقات العامة ليضعوها تحت تصرفنا لغرض ايواء العائلات اللبنانية النازحة، كما بادر الكثير من اصحاب المواكب الحسينية بالتواصل مع قسم العلاقات لتقديم اي خدمات يحتاجها الشعب اللبناني الكريم من خلال التبرع بالمواد العينية والنقدية، واستعدادهم لتقديم وجبات الطعام اليومية لجميع العائلات اللبنانية النازحة الى كربلاء المقدسة، وهو موضع فخر واعتزاز لنا ولجميع من ساهم بتقديم الجهود في هذه الازمة التي لابد ان تنتهي ولكن المواقف تسجل فيها بأحرف من نور، وهي بحق "فزعة حسينية كربلائية" تساعد العتبة الحسينية المقدسة على استيعاب اعداد اكبر من النازحين، لان ابوابها ستبقى مفتوحة وايديها ممدودة لجميع النازحين اللبنانيين وبتنسيق عالي المستوى ومتابعة دقيقة جدا من المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي والامين العام الاستاذ حسن رشيد العبايجي".

واوضح ان" ما يعلمه القاصي والداني عن مختلف الجهود الكبيرة الانسانية وغيرها التي تقدمها العتبة الحسينية سنويا للمؤمنين وعامة الناس، حيث تعمل ملاكات اقسام العتبة المعنية بهذا الامر ببذل اقصى الجهود لتقديم الخدمات ومنها قسم الهدايا والنذور الذي يتسلم التبرعات المالية والعينية، وقسم المخازن الذي يخزنها لتهيأتها وتحمليها في الشاحنات المخصصة لايصالها الى لبنان، وكذلك ملاكات مدن الزائرين، وقسم العلاقات الذي استنفر جميع طاقاته، وقسم الآليات، الذي اوصل القافلة الاولى للمساعدات الطبية والانسانية والبطانيات والسلات الغذائية الى سوريا، ورغم تأخرها لايام بسبب الاوضاع الامنية الا اننا نأمل ان تدخل اليوم بمبادرة الى الاراضي اللبنانية، وقد اوعز المتولي الشرعي للعتبة الحسينية اليوم بتجهيز القافلة الثانية من المساعدات للشعب اللبناني بعد تجميعها، كما يتواجد الفريق الطبي المرسل من هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة المقدسة في المدن اللبنانية لتقديم الاغاثة الطبية والعلاجات والادوية للشعب اللبناني، وتوفير الاجهزة الضرورية لسد احتياجات المستشفيات هناك، وتعمل الهيئة يوميا على تحديث المعلومات عن المستشفيات اللبنانية التي تدعهما لسد اي نقص واستمرار اغاثة المصابين والجرحى".

وتابع بالقول ان" جميع العائلات التي تكفلت بإيوائها العتبة الحسينية المقدسة تم اسكانها على الفور ورعايتها طبيا وانسانيا، وقد استقبلنا في محافظة كربلاء المقدسة الى الآن من (200 ــ 250) عائلة لبنانية نازحة، وتجاوز عددهم (500) شخص، ومازالت عمليات استقبال وايصال العائلات الى كربلاء مستمرة يوميا ليلا ونهارا، وننتظر فقط جرد معلوماتها وايصالها الى امكنة السكن المخصصة لها، ونتابع النازحين من المصابين بالامراض المزمنة من خلال فرق طبية ميدانية تكشف عليهم في امكنة سكنتهم لتحدد حالاتهم المرضية وتزودهم بالعلاج اللازم او ادخالهم في مستشفيات العتبة المقدسة لتلقي العلاج مجانا".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي