تناول تقرير نشر على موقع، أي- انترناشنال ريليشنس، الدولي استمرارية معاناة عوائل ايزيدية وهم يعيشون حالة نزوح وذلك بعد عقد من هجوم تنظيم داعش، حيث ما يزال آلاف منهم في عداد المفقودين والناجين منهم يعانون من أمراض نفسية، مشيرا الى ضرورة توفير دعم مادي وتعويضات لعوائلهم المتضررة لأجل تعافيهم ومساعدة العائدين في إعادة اعمار بيوتهم وتوفير خدمات تربوية و صحية لأبنائهم.
وأشار التقرير الى ضرورة ان يكون هناك تضافر لجهود حكومية ومنظمات دولية لخلق آليات فعالة لتحقيق هذه الخدمات والتعويضات، ومن الأولويات أيضا توفير خدمات صحة نفسية على ان تتضمن هذه المبادرة تدريب كوادر صحية محلية وتأسيس وحدات استشارية مع توفير دعم طويل الأمد لتسهيل عملية العلاج والتعافي للناجين.
ويذكر التقرير انه لأجل الحفاظ على امن وسلامة المجتمع الايزيدي فانه من الضروري معالجة التهديدات القائمة من بقايا فلول تنظيم داعش وبقية المجاميع المسلحة في المنطقة والتي يجب ابعادها خارج المناطق السكنية.
أما الخدمات التربوية والحفاظ على الجانب الثقافي والتراثي فهو يعد أمرا جوهريا لتمكين المجتمع الايزيدي ومساعدتهم للتخلص من تبعات وارث الاعمال الوحشية التي تحملوها، وقد يكون ذلك من خلال خلق فرص تربوية للأطفال والشباب الايزيديين، الذين حرم الكثير منهم من التعليم اثناء فترة حكم داعش. ويشتمل ذلك على تأهيل وبناء مدارس مع وضع برامج تأهيل وتطوير مهارات الشباب لتمكينهم من مواجهة ظروف معيشتهم في حياتهم. من جانب آخر يجب الاهتمام أيضا بالحفاظ على ثقافة وهوية المجتمع الايزيدي، حيث ان حملة تنظيم داعش كان الغرض منها طمس الهوية الايزيدية وثقافتهم وتراثهم. ويتم ذلك من خلال توثيق تاريخ ولغة ودين وتقاليد المجتمع الايزيدي وازيائهم فضلا عن دعم أنشطة ثقافية مثل مهرجانات ونشاطات فنية وموسيقية تساعد في عملية تعافي وعلاج حالات الصدمات والأزمات النفسية التي عاشها الأهالي. ويمكن للمنظمات الدولية ان تدعم هذه الجهود من خلال توفير التمويلات لضمان الحفاظ على الإرث الايزيدي بان ينتقل للأجيال القادمة.
وأشار التقرير الى انه من التحديات التي ما تزال تواجه كثيرا من العوائل الايزيدية هي عملية العودة لمناطقهم والاندماج في المجتمع مرة أخرى، حيث ان عودة كثير من العوائل لمناطقها في سنجار ما تزال غير متحققة بسبب استمرارية التحديات الأمنية وتحطم البنى التحتية والمنازل. ويجب ان تضع برامج تسهيل العودة في أولوياتها العوائل الأكثر تضررا من النساء الناجيات اللائي تعرضن لعنف الجنسي وكذلك للأيتام والذين هم بحاجة لرعاية صحية.
ويتطلب الامر من الدعم الدولي ان يدفع تجاه استمرارية الاسناد من الحكومات والمنظمات الدولية وإدخال مبادرات لتعزيز مساندة الايزيديين مثل اليوم العالمي لذكرى جريمة الإبادة الجماعية للايزيديين وضمان تناول قضية الايزيديين في مناقشات حقوق الانسان ومكافحة جرائم الإبادة وايصال صوتهم للعالم.
وأشار التقرير الى ان تنظيم داعش و خلال هجومه على منطقة سنجار في العام 2014 تسبب بمقتل اكثر من 5 آلاف شخص واقتياد اكثر من 7 آلاف امرأة وطفل كاسرى وتعريض النساء للاستعباد الجنسي والاغتصاب ومعاناتهم من اعمال وحشية، وان ما يقارب من 400 الف ايزيدي فروا الى ملاذ آمن ومخيمات النزوح في إقليم كردستان في وقت لجأ هناك آلاف آخرين الى سفح جبل سنجار بدون طعام ولا ماء. ونتيجة لهذه الأعمال الوحشية أقرت الأمم المتحدة في العام 2016 مع حكومات عدة ومنظمات دولية بان ما تعرض له الايزيديون يرقى لجريمة إبادة جماعية كان يهدف منها تنظيم داعش الى إبادة المجتمع الايزيدي وطمس ثقافتهم ومعتقدهم.
ويذكر التقرير انه من اجل تحقيق العدالة للضحايا من الايزيديين فانه يجب اتخاذ اجراء محوري يضمن جلب المتورطين بهذه الجرائم للعدالة والمساءلة، ويستلزم ذلك مقاضاة مسلحي داعش لما اقترفوه من جرائم وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية. وعلى الرغم من ان العراق ليس عضوا في محكمة الجنايات الدولية ICC، فان هناك بدائل قانونية موجودة، حيث يمكن ان تحصل محكمة الجنايات الدولية حكم بالمقاضاة إذا تتم إحالة قضية من مجلس الامن لأفراد من مسلحي داعش من رعايا الدول الأعضاء. بالإضافة الى ذلك فان القضاء الدولي يسمح لبلدان أخرى بمقاضاة متورطين بجرائم إبادة جماعية لضمان تحقيق العدالة من خلال آلية دولية رغم عدم العضوية بمحكمة الجنايات الدولية.
ويشير التقرير الى انه من خلال دعم مناسب وكافي من كيانات محلية وإقليمية ودولية فانه يمكن للايزيديين في النهاية ان يعيدوا بناء حياتهم من جديد ويحققوا التعافي ويحموا تراثهم وثقافتهم ويحققوا العدالة لهم لما تحملوه من متاعب.
المصدر:المدى