ناشد ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في العتبة الحسينية المقدسة في 7 جمادى الاولى1433 هـ الموافق 30-3-2012 م الكتل والكيانات السياسية الإسراع في بناء البلد وفق المعطيات الجديدة لاسيما بعد انعقاد القمة العربية في بغداد، وأوضح إن اختلاف وجهات النظر في الأمور العامة بنفسه أمر صحي لكن لابد أن تُتخذ خطوات جادة من اجل ارتفاع مستوى التقدم في البلد وبعبارة أخرى في بعض الحالات شعوب أي دولة تحاول أن تتطلع إلى أمل وهذا الأمل بمقتضى الوضع الحالي يتعلق بالساسة – يعني من بيده الأمور – وانتقد سماحته إننا في العراق نمر بحالة تكون المناقشات واختلاف وجهات النظر تتجاوز حدود الاختلاف في وجهات النظر وإنما تعبر إلى مديات قد تكون أكثر قسوة، مثلا ً الإعلام عندما يستعرض بعض المواطن ويحاول أن يعطي ضبابية أو سوداوية على كل مشروع أو فكرة فهذا يقتل الأمل في نفوس الناس .. وان الشعب العراقي يعلم إن هناك كيانات سياسية مختلفة في البلد، وهذا أمر غير مستور وهو موجود وواقعي ولا يريد احد أن يلغي الجهة الفلانية .. ولكن هذا المقدار بنفسه لابد أن لا تفقد الشرائح الاجتماعية الأمل في تطور البلدان.
وتابع إننا بحاجة إلى قفزات في مستوى تفكير القادة السياسيين، تنصب على طريقة التفكير في تخفيف معاناة هذا الشعب .. مثلا ً : نحن نتطلع الآن إلى أن نسمع من خبير اقتصادي مثلا ً أفكارا عن بناء هذا البلد مع غض النظر عن هويته مسلم أم غير مسلم كردي أو عربي شيعي أو سني .. المهم انه خبير اقتصادي في البلد يفكر بطريقة يريد أن يرفع مستوى البلد، وهذا الخبير عندما يفكر يوجد من يسمع له ومن يشجعه إذا كانت النية فعلا ً لغرض بناء البلد.
وأكد على إننا نحتاج إلى أن نقفز في مديات وطريقة تفكيرنا ..الصراعات والتجربة التي مرت بالعراق قطعاً هي تجربة مريرة ولكن يمكن للقادة والساسة أن يجعلوها تجربة يستفيدون منها في بناء البلد، فالعراق من البلدان الغنية ولكن ترى كماّ هائلا ً من الشعب العراقي يعيش الفقر ..فهو لم يستفد من ثروات البلد ولم يتنعم بها ولا يوجد عنده أمل على أن يمكن انه سيتنعم بها .. نحن بحاجة إلى إرجاع الأمل إلى الناس من خلال أفكار صحيحة وتطويرية وأفكار تريد أن تنهض بالبلد.
وقال سماحته إن التطور لا يمكن أن يكون بين ليلة وضحاها ولكن يمكن أن تبدأ عملية تصحيح بعض الأفكار بشكل تدريجي .. لابد من نهوض الإخوة الساسة على الرغم من اختلاف وجهات النظر إلى تصحيح مسار هو خاطئ .. فمثلا ً الالتفاف على القانون خاطئ ومحاولة استمالة هذه الجهة أو تلك سواء كانت إرهابية أو غير ذلك فهذا النهج خاطئ .. والإصغاء لصوت هو خارج البلد هذا كله خاطئ والدليل ما نحن فيه الآن من خلاف وصراع.
ولفت إلى إن هذه الفرص لابد أن نستغلها حتى نصحح مسيرة البلد .. فالخطاب المتشنج والتصعيدي والطائفي مرفوض وخطاب العنف مرفوض وإنما الإطلالة على العراق والبحث عن منافذ الأمل عند الناس وعند الساسة هذا سيعزز بشكل واقعي بزيارة المسؤولين إلى مناطق العراق عموماً ومع تنوع المسؤولين وإعطاء جرعات من الأمل على شرط ان تتحقق على أرض الواقع وليس وعوداً فقط.
وفي سياق آخر من خطبته تطرق سماحة السيد الصافي إلى قطع الشوارع والطرقات، قائلا: هذه الحالة فيها جنبة أمنية وأنا هنا لا أتحدث عنها ، وإنما أتحدث عن أخلاق رجل الأمن هذه الأخلاقية في بعض الحالات التي تُخرج رجل الأمن من هذه التسمية إلى غيرها .. يعني المواطن وكأنه بدأ يشعر بأن رجل الأمن لا يملك إلا كلام الإساءة ولا يتحلى بأي أدبيات في قضية المحاورة .. أصبح زي رجل الأمن يمثل أمام المواطن مشكلة، انه عصبي المزاج ولا يحترم وممكن أن يشتم وممكن أن يضرب وممكن أن يهين الزائر والمواطن بذريعة إن الطريق مغلق، هذه القضية مرفوضة .. عندنا رجل الأمن يتحمل القرار من الناحية المهنية .. ولكن عندنا سلوكيات رجل الأمن فعندما يكون سلوك رجل الأمن غير سوي فهذه ليست مسألة أمنية وإنما مسألة تربوية .. وناشد سماحته بأن رجل الأمن يفترض أن يخفف الوطء على الناس خصوصا ً بعض المحافظات خارج بغداد لم تكن الحركة الرسمية فيها حركة لها الأولوية مع ذلك قُطعت مجموعة من الشوارع والطرقات بطريقة قد يكون فيها نحو من الإساءة للناس.
وطالب رجل الأمن بضرورة التحلي باللياقات الأدبية وإلا يخرج عن عنوان رجل الأمن .. فالأمن يعني اطمئنان من سلوك رجل الأمن ويعني نزاهته وشرفه وأدبياته وطريقة تعامله مع الناس.. لابد أن يصاغ رجل الأمن صياغة تربوية وأخلاقية تعمل على جلب الراحة للمواطن .. حتى إن كان رجل الأمن واجبه لفترة طويلة كأكثر من 12 ساعة فانه غير معذور بالإساءة وهذا غير مبرر لان تكون هذه حالة العصبية والغضب بأن يتحملها المواطن. طبعاً أنا استثني من يكون بلياقات جيدة، قطعاً يوجد في رجال الأمن من هو بمستوى كبير من اللياقة والأخلاق .. ولكن أنا أتحدث عن بعض الحالات التي قد يساء استخدام رجل الأمن فيها.
وسلط ممثل المرجعية الدينية العليا الضوء على انفتاح العراق على المحيط الذي هو فيه، وقال إن هذه العملية صحية في المنظومة السياسية، والتمثيل الدبلوماسي كلما كان رفيعاً من العراق ومن الدول يكون تمثيل متبادل مثله ... وعملية الانفتاح على المحيط العربي بشكل يحفظ حقوق الطرفين هذا مطلب بنفسه جيد.
وتمنى أن يكون مؤتمر بغداد عامل مساعد بشكل كبير على إخراج العراق من الفصل السابع .. وأضاف إن العراق الآن غير العراق قبل عشر سنوات وبالنتيجة لابد أن يسعى الإخوة سواء المنظومة العربية أو الدولية أو الإسلامية من إخراج العراق من البند السابع.. فالدول العربية كانت حاضرة في القمة والأمم المتحدة كانت حاضرة والمؤتمر الإسلامي كان حاضرا فهذه الجهات الثلاثة مسؤولة بشكل كامل .. وبالنتيجة لا نجد مبرراً لبقاء العراق تحت طائلة الفصل السابع وبالنتيجة مقتضى الفائدة المرجوة من المؤتمر أن يعد الإخوة بشكل قطعي للسعي لإخراج العراق حتى تكتمل السيادة بشكل كامل ..هذا المطلب حان الآن وقته بشكل جدّي وفاعل للتركيز عليه وإخراج العراق من هذا البند حتى يكون من ثمرات هذا المؤتمر.
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- وزير الكهرباء يوجه بإطلاق 19 مشروعا جديدا ببغداد وتشكيل غرفة عمليات للزيارة الرجبية
- أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
- العراق يعرض الوساطة بين واشنطن وطهران