حجم النص
مع دخول أعمال القمة العربية مراسيمها الفعلية بوصول الأمين العام للجامعة نبيل العربي الى بغداد على رأس فريق من الخبراء والسفراء العرب، تتوالى تعهدات القادة والمسؤولين العراقيين، بالعمل على إنجاح هذا المحفل الإقليمي من خلال تقديم كل ما من شأنه المساعدة في حلحلة القضايا المطروحة على طاولة الزعماء العرب.
هذا التعهد الرسمي جاء على لسان رئيس الوزراء نوري المالكي، إذ قال خلال استقباله العربي والوفد المرافق، إن «العراق سيعمل على إنجاح القمة، بما يستطيع وسيقدم رؤيته لمعالجة مختلف المشاكل والأمور المطروحة على جدول أعمالها».
المالكي الذي سيترأس وفد بلاده في القمة، دعا الى اتخاذ موقف عربي موحد إزاء التحديات التي تواجه المنطقة، موضحا ان جدول أعمال قمة بغداد سيتناول «ملف الإرهاب الذي ضرب الدول العربية كافة».
رئيس الحكومة المنتشي هو وفريقه النيابي بالانجاز المتحقق بعد تطمينات تلقتها بغداد بمشاركة عدد من القادة العرب في قمتها، شدد على ضرورة «استمرار التواصل العربي والمحافظة عليه، لأنه يعود بالفائدة على جميع الدول العربية»، مؤكدا أن «عالم اليوم هو عالم التكتلات والمنظمات الدولية فالتحديات الموجودة لا تستطيع دولة بمفردها مواجهتها».
المالكي والعربي تطرقا في حديثهما الى مختلف القضايا الإقليمية، ومنها تحديدا التطورات والاحداث الجارية في مختلف الدول العربية «حيث كانت وجهات النظر متطابقة في أكثر القضايا التي جرى بحثها بين الجانبين»، طبقا لبيان حكومي.
الاجتماعات الرسمية لمؤتمر القمة ستبدأ اليوم، بعقد اجتماع لوزراء الاقتصاد العرب برئاسة خير الله بابكر وزير التجارة العراقي، لوضع الملف الاقتصادي في صورته النهائية. فيما يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً لهم غدا برئاسة وزير الخارجية هوشيار زيباري، بهدف وضع اللمسات النهائية لمشروع جدول أعمال القمة الذي سلمت بغداد نسخة أولية منه الى مندوبي الحكومات العربية لدى الجامعة العربية الأسبوع الماضي.
زيباري أشار إلى أن مهمة العراق تنصب على «إنجاح القمة من دون خلق معارك أو مواجهات مع هذه الدولة أو تلك، رغم وجود أطراف لا تريد لقمة بغداد النجاح». وفي معرض توقعاته لنتائج القمة، أجاب: «لن تحل جميع المشاكل، لكنها ستطرح رؤى قضايا كبيرة تهم الجميع».
وقال رئيس هرم الديبلوماسية العراقية، في حديث تلفزيوني، إن «بعض الرؤساء والقادة العرب قد يطرحون مواضيع تفرض نفسها في قمة بغداد التي تعقد الخميس (بعد غد)، ونحن لا يمكننا أن نتجاهلها أو نتهرب منها». وأوضح: «هناك قضايا اقتصادية وأخرى لها علاقة بالجامعة العربية وأن كل شيء جوهري سيطرح ويناقش»، مؤكدا أن «الموضوع الذي يهم العراق هو التصدي للإرهاب والتطرف والفتاوى التكفيرية التي عانينا منها وذقنا مرارتها».
ورحب وزير الخارجية العراقي بقرار السعودية بتسمية مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية لرئاسة وفد بلاده إلى القمة.
وقال: «نحن نرحب بمستوى تمثيل السعودية وهو يمثل السعودية وقيادتها ومكانتها ونحن سعداء بالمشاركة والتمثيل».
وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، أجاب: «يجب أن يصار إلى تنفيذ بعض الأساسيات التي جاءت في قرارات الجامعة العربية، من اجل بناء الثقة، مثل وقف النار وانسحاب القوات العسكرية من المدن وإنهاء المظاهر المسلحة، وبعد ذلك، يجب أن يصار إلى حوار بين النظام السياسي في سورية والمعارضة فيها يؤدي الى حلول جذرية لمعالجة الوضع».
وأضاف: «إذا أصبح هناك تغيير دستوري أو سياسي أو حكومي، ففي هذه المسائل لابد من وجود ضوابط، أما مسألة من يحكم سورية ومن يكون رئيسها فهذا قرار الشعب السوري»، مشدداً على أنه «ليس من حق أحد أن يطالب بتنحي الرئيس السوري أو الدعوة إلى إسقاطه».
وعن مطالبة بعض الأطراف العراقية لتضمين جدول أعمال القمة بندا خاصا بالملف الداخلي، أجاب:»القضايا الداخلية العراقية لن تكون ضمن بنود جدول أعمال القمة، ويمكن أن تبحث من خلال اللقاءات الثنائية والاتصالات»، مؤكداً أن بند العراق كان مطروحاً على جدول أعمال القمة سابقاً وفي جميع الاجتماعات «ونحن رفعناه».
وكان الائتلاف النيابي الذي يقوده رئيس الوزراء السابق اياد علاوي، طالب في أكثر من مناسبة، بطرح ملف الأزمة السياسية التي يشهدها العراق منذ ديسمبر الماضي، على طاولة «قمة بغداد»، وهو ما رفضه الفريق النيابي المؤيد للتوجهات الحكومية.
من ناحيته، اعلن مستشار رئيس الوزراء العراقي علي الموسوي أن «العراق سيطرح على قمة بغداد ملفي هيكلة الجامعة العربية والإرهاب ومخاطره على الأمن العربي والدولي».
وفي سياق الجهود السياسية لحلحلة الأزمة الداخلية، أعلن الرئيس العراقي جلال طالباني مساء أول من أمس، عن اتفاقه مع المالكي ورئيس البرلمان أسامة النجيفي على عقد «اجتماع وطني» يهدف لحل الأزمة السياسية في البلاد في الخامس من شهر أبريل المقبل.
أقرأ ايضاً
- أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
- السوداني من لندن: قانون الاستثمار العراقي هو الأفضل في المنطقة
- السوداني من لندن: العراق يدعم الاستقرار والتهدئة بالمنطقة عبر علاقاته مع ايران وامريكا