حجم النص
من قلب أحداث الزيارات المليونية والمناسبات الدينية الحاصلة في كربلاء تكشف (وكالة نون الخبرية ) في هذا التحقيق عن صدى التوسعة والحاجة الملحة للمشاريع الاستثمارية على كافة الأصعدة الاقتصادية والتنموية والسياحية أثر تضخم الأعداد التي تشهدها المحافظة خلال الزيارات المليونية من كل عام.
(وكالة نون الخبرية ) تجولت بين زائري الأربعينية القادمين من الدول العربية والأجنبية ودخلت مواكبهم والمساكن التي قنطوها، وأطلعت على العراقيل التي واجهتهم حينها وكان على رأسها ضيق الممرات والطرقات ومداخل كربلاء القديمة، إضافة الى إجراءات قطع الطرق وعدم تمكنهم من الوصول الى فنادقِهم إلا بعد مرورهم بسلسلة مراحل طويلة.
العرب والأجانب الذين قدموا من مناطق مختلفة من العالم لأداء مراسيم الزيارة رغم صعوبات ومشاق السفر إلا إنهم شاركوا بتأدية الشعائر الحسينية خدميا وعزائيا.
آراء الزائرين بهذا الشأن بدت واضحة من خلال مقترحاتهم بتوسعة محافظة كربلاء كونها قبلة العالم الإسلامي، والزائر (علي أمان) من المملكة العربية السعودية قال "جئنا عن طريق الكويت وكل الأمور والإجراءات والتسهيلات جيدة وشعرنا بالاطمئنان لانتشار قوات الجيش والشرطة على طول الطرق المؤدية الى كربلاء إلا أننا فوجئنا عندما وصلنا الى حدود كربلاء أن السيارات التي تقلنا غير مسموح لها بالدخول على بعد (10) كم من المدينة فاضطررنا أن نركب (الستوتة) لثلاث مرات حيث قطوعات التفتيش حتى وصلنا المدينة فأخذنا عربة دفع لتحمل أمتعتنا الى الفندق وهذا الوضع كان سيئاً جداً".
في أزقة كربلاء التقينا بالزائر (أنور شاهين) تركي الجنسية ويعيش في بريطانيا ويجيد اللغة العربية، فقال "اليوم على حكومة كربلاء مراعاة حجم السياحة الدينية في كربلاء فهي العصب المهم لتنمية وتطوير الأوضاع في كربلاء، وهذا ما يحتم دراسة تجارب الدول الأخرى، أو وضع دراسات ميدانية لاستيعاب حجم الزيارات المليونية وتوفير ما يستلزم لهم سياحيا".
الخطابي: جميع فنادق كربلاء حجزت للزوار الأجانب قبل الأربعينية
من جانبه قال نائب رئيس مجلس محافظة كربلاء في تصريح له خلال زيارة الأربعين للمحطات الإعلامية، إن "جميع فنادق كربلاء تم حجزها للزوار الذين وفدوا إلى المدينة لإحياء زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)"، مشيرا إلى إن "المدينة بحاجة إلى فرص استثمارية لبناء فنادق كبيرة تستوعب مئات الآلاف من الزوار". وأوضح المهندس نصيف جاسم الخطابي إن "في كربلاء نحو 460 فندقا بسعات مختلفة تصل إلى 500 ألف نزيل، وهذه الفنادق حجزت معظمها قبل فترة للزوار الأجانب من جنسيات مختلفة والذين وفدوا إلى المدينة للمشاركة في إحياء زيارة الأربعينية".
وأفاد إن "آلاف غيرهم كانوا يبحثون عن فنادق أو دور سكنية لمبيتهم خلال أيام الزيارة، وهذا مؤشر أن زيارة الأربعينية لهذا العام كانت هي الأكبر".
من هنا ومع تزايد أعداد الزوار يتبين حاجة المدينة إلى بناء فنادق جديدة بسعات كبيرة وليس فنادق بمساحات صغيرة وسعات قليلة، فضلا عن الحاجة الماسة لمشاريع استثمارية فندقية تنفذها شركات رصينة لان كربلاء تستحق أن تنفذ مشاريع فندقية عالمية كونها أصبحت عاصمة السياحة الدينية في العراق، وهذا ما يؤمله أبناء المدينة قبل غيرهم إلا إنهم كثيرا ما يشعرون بالغبن وعدم الإنصاف من جهة حكومتهم المحلية على وجه التحديد، ومنهم من يتأمل أن تكون كربلاء عاصمة السياحة الدينية لكنه وكثيرا ما يلفحه الهم والألم لأنه يشعر بأن هنالك عارض هو تعذر وتحجج المسؤولين بعدم وجود ميزانية كافية وتضرر البنى التحتية وسرقة المقاولات وتلكؤ عمل الشركات بشكل واضح في انجاز المشاريع التي تقوم بها، فضلا عن اندثار كثير من مشاريع الطاقة الكهربائية وغيرها والتي تجاوزت 100مليار دينار عراقي..
المهندس (أمال الدين الهر) محافظ كربلاء قال، "تسجيل الكثير من السلبيات في الزيارات المليونية يسبب في اندثار الكثير من مشاريع الطاقة الكهربائية والتي بلغت كلفتها 100 مليار دينار عراقي، فضلا عن استنفار كافة خدمات وطاقات المحافظة من وقود ومبالغ مالية، بالإضافة الى استيلاء بعض أصحاب المواكب على مساحات كبيرة من المحافظة خلال الزيارات مما أدى الى إتلافها"، مضيفا إن "عدم انضباط عدد من الزائرين وقلة التزام بالثقافة الحسينية كان سببا متمما لذلك".
مما يبدو إن المسألة أكبر من الحكومة المحلية ذلك لمطالبة الهر السلطات الاتحادية والحكومية بالتدخل من اجل توفير ميزانية خاصة لمشاريع الزيارات المليونية على حد قوله.
الكربلائيون: هدم العقارات التابعة للعتبة الحسينية المقدسة يطمئننا ويزيد من ثقتنا في مشاريع العتبة
على صعيد توسعة المحافظة بين زحمة التلكأت الحاصلة، دعا أبناء كربلاء ومن خلال لقاءات متفرقة في أزقة المدينة القديمة الى إن تكون مدينتهم الأجمل والأفضل لكنهم بالمقابل طالبوا الحكومة المحلية على وجه الخصوص الالتفات الى أبناء هذه المدينة وما يعانوه من مشاكل اقتصادية ومعنوية ونفسية، خصوصا إن أخبار التخريب والتلكؤ لم تحضا بأية معالجة ليكون هنالك فرصة لتوسعة المدينة.
الكربلائيون أوعزوا إن "التلكأ في توسعة وإعمار وتطوير مدينتهم يعود الى استخدام طرق قديمة في تنفيذ المشاريع في المحافظة وذلك لان وزارة التخطيط والسيطرة النوعية تستخدم طرقا تعود لقرنين من الزمن، وهذه الطرق ليست الأفضل مع إن الطرق المتبعة في البناء تتطور باستمرار".
فيما لا تزال وزارة الإسكان الطرق القديمة، بالإضافة الى ضعف جهاز السيطرة النوعية والتقييم في مختبر كربلاء وهو ضمن مشاريع تنمية الأقاليم والذي كان من الأجدر أن يكون ضمن برنامج وزارة الإسكان والإعمار ليكون مؤسسة وطنية مستقلة، وجميع هذا بحسب تصريح الهر للوكالات الخبرية فكيف تكون التوسعة للمدينة.
مع إن التلكؤ والتباطؤ بات واضحا فضلا عن تخريب بعض مشاريع المحافظة إلا إن كربلاءُ شهدت خلال مناسبة مولد النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، توافد أعداد كبيرة من الزائرين بينهم جنسيات عربية وأجنبية مسلمة، وكان لـ(وكالة نون الخبرية ) حضور وسط الحشود التي وفدت لأداء الزيارة وسجلت مطالبَهم بضرورة المباشرة في مشروع توسعة مركز المدينة والمنطقة التي تحيط بالعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين لتوفير المكان الكافي واحتضان الزحف المليوني للزائرين الوافدين إلى المدينة على مدار العام.
ومن جهة أخرى رحب "العديد من الكربلائيين ممن ألتقتهم (وكالة نون الخبرية )، بحقيقة مشروع توسعة العتبتين المقدستين خصوصا بعد مباشرتهما بهدم العقارات التي أستملكت من قبلهما لغرض التوسعة معتبرين من مباشرة العتبة الحسينية المقدسة في مشروع التوسعة مبادرة حقيقية لسعيها نحو التطوير مؤكدين إن هذا المشروع سيزيد من ثقة أبناء المدينة بالعتبة المقدسة، وطالبوا دعم الحكومة المركزية لتحقيق ودعم مشروع توسعة العتبتين المقدستين دعما لوجستيا"..
فيما كانت للوكالة جولةً أخرى مع الزوار العرب الذين وفدوا الى كربلاء وأكثرهم أشار أيضا الى ضرورة توسعة الحرمين الشريفين وشراء العقارات القريبة منها..
فيما حبَّـذ السيد (شبير منديل) من لبنان، "بضرورة الإسراع بالتوسعة وعدم تأجيلها لأن زوار الحسين (عليه السلام) في تزايد"، أشار الزائر (طارق خلفان) من البحرين الى إن "على أصحاب الفنادق الذين سبقوا الحكومة ببناء العديد منها أن يبادروا من تلقاء أنفسهم بالمساهمة في برنامج التوسعة"..
ولهذا أكدت الزائرة (أم مهدي) من جنوب لبنان، إن "لكربلاء خصوصية لم تحظَ بها باقي المدن ولا الدول، لذا هي بحاجة الى التوسعة وإزالة أزقتها القديمة الضيقة وبيوتها الهاوية والعمل على توفير أماكن لتكون جنة السياحة على الأرض وليستطيع زائر الإمام الحسين (عليه السلام) أن يتخذ منها مكانا مريحا لإتمام مناسك الزيارة".
على الصعيد ذاته قال الزائر (أحمد تمام) من الكويت، "كربلاء لكل العالم فكيف تستوعب ملايين وافديها وهي على هذه الشاكلة"، مبينا إن "كثيرا ما تتوجه غالبية الحملات البحرينية الى كربلاء لتتخذ منها مكانا لإقامة مناسك الزيارة عند الإمام الحسين (عليه السلام)"، مضيفا إنه يتأسف أن "الحكومة العراقية متأخرة لهذا اليوم في مسألة توسعة مركز مدينة كربلاء"، ومقترحا في الوقت نفسه أن "تكون التوسعة على مستوى عمودي بدلا من الأفقي إذا يتطلب التوسع الأفقي أياما طويلة، فضلا عن بناء مجسرات للمشاة ما بين الحرمين كمرحلة أولى"..
الخلاصة بعد المتغيرات السياسية والاقتصادية والعمرانية الجديدة وتزايد إعداد السّواح والزّوار إلى كربلاء أصبح من الضروري اتخاذ القرار النهائي بتوسعة كربلاء وتنمية مواردها البشرية معا وهذا ما ينشده زائري المدينة بشغف.
تحقيق /حسين النعمة
كربلاء وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- توجيه للسوداني قد يجد لها حلا :مناطق البستنة في كربلاء يعجز الجميع عن بناء مدارس لابنائها الطلبة فيها
- جاء من ديترويت الى كربلاء المقدسة.. طبيب اميركي تطوع لعلاج زوار الامام الحسين في الاربعينية
- تعرضوا للقتل والتشريد :عائلات موصلية تقيم موكبا حسينيا لخدمة زاور الاربعينية في كربلاء