قبل هذا الوقت بأربع سنوات أو خمس حينما كنا نقول بأن خيار الشعب العراقي أمام هذه التغيرات الشاملة ( سقوط النظام) والتحديات الخطيرة هو أن نركب (يعني نحن السنة في العراق) عربة التغير والحرية والديمقراطية والعملية السياسية والتصويت مع إخواننا العراقيين من كافة الطوائف والشرائح حينما كنا نقول هذا ونوجه به الناس كانت الدنيا تقوم علينا ولا تقعد وهطلت علينا الاتهامات من كل حدب وصوب واذكر أن احدهم قال لي يوما نأخذ حقنا بالبندقية قلت لا!! لنأخذه إلا بالمشاركة الحقيقية مع إخواننا وبلا عضلات فاشوشية وبعد ذلك هو أول من ألقى البندقية واختفى ثم رايته بشاشات التلفزيون يتحدث بحديثنا!!!!! عجيب هذا الإنسان نعم الذي نريده نظرة ثاقبة سابقة إستراتيجية تفهم الواقع وهذا لا يكون إلا إذا أخرجنا من نفوسنا الأوهام والخيال وأنا كنت قد قرأت قصة هادفة للشيخ الأديب المربي على الطنطاوي في احد كتبه القيمة يقال أن رجلا فيلسوفا ألمانيا اسمه ( كانت) وكان يجلس في مكتب له ويقابله بيت فيه ديك يصيح فأزعجه صوت ذلك الديك فقال لخادمه اشتر هذا الديك واذبحه لي وفعلا دعى صاحبا له كي يأكل معه هذا الديك وخادمه يطهو له الديك المذبوح فأتى له بالطعام
والديك يتقدمه فقال لضيفه حينما رأى الديك مشويا اليوم أنا مرتاح جدا من عدم سماع صوت ذلك الديك فقال له الخادم يا أستاذ لقد امتنع صاحب الديك بيعه فاشتريت لك ديكا آخر والديك لا يزال حيا ويصيح فعرف حينها انه كان يعاني من هاجس نفسي لا أكثر إذن هل نحن كهذا الفيلسوف الألماني ولماذا بعد سنوات عديدة من عمر هذه العملية السياسية نأتي لنقول لابد من الانتخاب والمشاركة بقوة وهذا كلام طيب وجميل ولكن جاء متأخرا ولا بأس به ولكن لابد أن تكون مشاركتنا في الانتخابات لأجل المساهمة الفاعلة مع إخواننا في بناء العراق الجديد هذا الخطاب الذي لابد أن نتحدث به بالأمس شعر بعض الإخوة وخاصة في الميدان الإسلامي أن المشاركة بالانتخابات مع إخوانهم العراقيين هو الخيار الوحيد وليس القتل والتفجير والتهجير والذي تبناه المجرمون بمعنى خيار الصندوق واختيار الأصلح هو الذي سيحقق لهم الأمنيات ومن هنا جاءت فتوى علماء الانبار الغيورين على وجوب المشاركة بالانتخابات وتأثيم من يتخلف عنها !!!وهذا جيد أن يصحى الإنسان بعد غفلة أو بعد خوف أو هاجس أو اختلاط في الإفهام وجيد أن يقول الإنسان كلمة الحق والتي دفعنا لأجلها الغالي والنفيس ولكن لابد أن أقول كلاما وأنا أشعر بقلبي ينزف دما وحسرة وتعجب .. هنا أريد أن أقول لماذا لم نقف جميعا مع المشروع العراقي الجديد من البداية وما الذي تغير لم يتغير شيء فالديك هو الديك ولكن هو ( قصر النظر) وعدم قراءة الواقع والخوف من القاعدة والبعث هو الذي حال بيننا وبين استحقاقاتنا الوطنية وهنا لابد أن يسجل العراقيون الموقف لمن سبق لا لمن صمت وصمته سبب بشلالات من الدماء وأكوام من القتلى وصور من الدمار وبحار من الدموع وهنا نقول كلمتنا من جديد ونسبق غيرنا كما عهتمونا احذروا وامنعوا عودة البعث
وعليكم أيها العلماء أن تقفوا من جديد وقفة مشرفة لتمنعوا المشروع البعثي لان يجد مكانا في العراق لان البعث كفكر وتطبيق على الأرض لو نجح فسوف يبطش بالجميع وبالسنة قبل غيرهم وتذكروا كلامنا فإننا نمتلك نظرة سريعة وصريحة الكثير يفتقدونها في زماننا مع حبنا وإجلالنا للجميع ولكن الشعب العراقي ينتظر منكم موقفا شجاعا أيها العلماء .
والحياة دروس والدرس الذي ينبغي أن ننهجه جيدا هو أن نقول الكلمة في مكانها وزمانها ومكانها العراق وزمانها الآن في مطلع عام 2010 حتى نساهم في البناء الحقيقي للعراق لا الهدم و الشعب العراقي كله ينتظر موقفا واضحا وصريحا وشجاعا من العلماء الأخيار لكي يقولوا كلمتهم في الإرهاب وعودة البعث وعصابات القاعدة التي أوغلت في دماء العراقيين وينظروا إلى شعبهم وإخوانهم ونصيحتي لهيئة علماء المسلمين أن تكف عن منهجها الذي ما عاد له قيمة بعد إصدار كبار علماء الإنبار هذه الفتوى نعم لو صدرت من سني في جنوب العراق لقالوا سني تشيع!! أو سني من الدرجة الثانية!! لكن هؤلاء اعتقد من الدرجة الأولى بل الدرجة الخاصة ويشهد الله علينا أننا نتكلم في صالح الوطن والدين والمذهب وليس عيبا أن يحافظ الإنسان على مذهبه العيب أن نصمت عن المجرمين والقتلة والارهابين الذين يحاولون إثارة الفتن والمشاكل ويتقمصون مذهبنا ونحن من بداية السقوط والتغير إلى وقتنا هذا نتحدث بخطاب واحد وهو حب الوطن وحقن دماء العراقيين جميعا وسيأتي اليوم ليقف جميع السنة ويعلموا أن فكر البعث أو التطرف أو العنف لم يخدمهم ولم يخدم غيرهم بل كان وبالا عليهم وعلى جميع العراقيين بل كان سببا في ضياع البلاد والعباد لابد أن نكون شجعانا وصادقين سيما أن كلمتنا أصبحت حرة غير
مقيدة وقوية غير ضعيفة فما معنى أن نصمت عن الإرهابيين القادمين من اليمن هل سيأتون لبناء الجسور وتبليط الشوارع أم لإثارة الفتن بين العراقيين وضرب المراقد والمزارات قبل الانتخابات (لو هذه هم ازعل البعض) وما معنى أن نصمت عن تجاوزات محمد العريفي على المرجع الأعلى الإمام السيستاني واستخدامه لألفاظ لا تليق إلا بناطقها وأنا عندي مبادرة لولا أن البعض سيقول عمل كذا لأجل الدعاية الانتخابية لرفعت راية الاستنكار والتنديد مشيا على الأقدام من البصرة إلى النجف حتى أحط رحالي عن بيتي هذا العالم المربي الزاهد عن الدنيا عند بيت السيد السيستاني لأقول له بان أهل العراق شيعة وسنة محبون لك ومثمنون موقفك ومكانتك ولكن الأعمال بالنيات. والى صحوات أخرى من أهل الحل والعقد.
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- الإجازات القرآنية ثقافة أم إلزام؟