- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
كلمتان للحسين (ع) تنصف معاوية (11)
حقيقة ان كل عبارة قالها المعصوم او فعل فعله يستحق دراسة للبحث بابعاد ما قال او فعل ، والنقطة الاهم في الدراسة هي معرفة الاحوال والظروف التي ادت الى هذا القول او الفعل ، كما انه لابد من الربط بين هذا القول لهذا المعصوم مع قول اخر لمعصوم اخر او مع اية قرانية حتى يظهر حجم الترابط بين كل المعصومين عليهم السلام ابتداءا برسول الرحمة (ص) مع كلمات الله عز وجل في كتابه .
روايتنا لهذا المقال عن الامام الحسين عليه السلام هي ( بلغه عليه السلام كلام نافع بن جبير في معاوية وقوله (انه كان يسكنه الحلم وينطقه العلم ) فقال ابا عبد الله الحسين (ع) بل كان ينطقه البَطَر ويسكته الحَصَر ).
للوهلة الاولى المعنى واضح من هذا الحديث وان كان يفي بالغرض الا ان هنالك ابعاد اخرى تفيدنا في مجالاتنا البحثية عن واقع الحديث النبوي والتشريع الاسلامي والبلاغة .
اولا : ان كلام نافع بن جبير جاء على شكل سجع من خلال الكلمتين (العلم والحلم) فكان جواب الحسين (ع) بنفس الطريقة البلاغية فجاء سجعه اعمق وابلغ من سجع نافع (البطر والحصر) حيث لهاتين الكلمتين ابعاد ومعان تحتوي معاوية وتنصفه حقه من صفات الرذيلة ، ولو تمعنا اليوم في اكثر احاديث طغاة العالم نجدها صورة طبق الاصل للوصف الحسيني عندما وصف طاغية عصره بالبطر عن النطق وهذا هوطريقة وشكل خطابات طواغيت اليوم بعينه .
الجانب البلاغي الاخر في الرد هو استعمال لفظ يحوي عدة معاني ويسمى بالايجاز وهو ارقى انواع الاسلوب البلاغي .
ثانيا : الحصر يكون من الغيظ اذا لم يعقبه اقرار او الاقتناع بالمقابل وهذا الشخص الذي حُصر اذا كان متأصل فيه اللؤم فان هذا يعني انه سوف لا يسكت عن الذي اقحمه في نقاش او رد ، وهذا بعينه كامن في صدر معاوية فكم من نقاش مع اهل البيت او شيعة اهل البيت انتهى بحصر هذا اللئيم في زاوية اضيق من الضيقة واوسع من مكانه في جهنم ولعل كان لنا مقالات في هذا الشان عندما يطلب معاوية من رفاق الحقد بالكف عن ملاسنة الحسن او الحسين عليهما السلام لما ترتب على ذلك من نتائج تظهر حجم اهل البيت (ع) امام الملاء وهذا لا يتفق وسياسته في طكر معالم اهل البيت (ع) من جهة ومن جهة اخرى يفضحون الحجم الحقيقي للامويين واتباعهم .
ثالثا : ان الحديث الذي نقل الى الامام الحسين (ع) هو عن نافع بن جبير وطالما رد هذا الحديث من قبل الحسين (ع) اذا هذا امر مهم يعني به العلماء الذين يدرسون احوال الرجال الذين ينقلون حديث المعصوم وطبقا لهذه الرواية يكون نافع بن جبير من المنافقين والفاقدين للعدالة ويعقب ذلك اذا ما وجد حديث احد رجال السند فيه نافع بن جبير يجب التوقف عنده هذا اذا لم يُرفض .
رابعا : وهو المهم فان رد الحسين (ع) هذا يوضح جهاد الحسين ضد بني امية قبل واقعة الطف فما من مجلس يذكر فيه بني امية بالمدح والثناء الا وردهم وما من جاهل من بني امية او من توابعهم يبخس حق اهل البيت الا وردهم واذا ما بُلغ باي اساءة تصدر من الامويين ورعاعهم بحقهم الا وكان لها بالمرصاد ابا عبد الله (ع) وهذا يحتم علينا اذا ما راينا او سمعنا ان هنالك من ينتقص من اهل البيت (ع) فما علينا الا الرد وفق الظروف المحيطة بنا بل وحتى اذا ما اتيح لنا المجال للحديث يجب تخصيص جزء منه هذا اذا ليس كله عن علوم اهل البيت (ع) لنعوض ما دأب عليه بني امية من طمس تاريخ اهل البيت (ع)
أقرأ ايضاً
- عْاشُورْاءُ.. السَّنَةُ الحادِية عشَرَة (11)
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
- قصة حقيقية تبين التعامل الواعي مع الحسين (ع)