- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الامام الكاظم (ع) من النعش الغريب المنادى عليه بأستخفاف الى مرقد يعانق السماء و تشيع ومسير الملايين من القلوب المحبة
بقلم / احمد عبد الصاحب كريم
اذا فتشنا في كتب التأريخ لم نجد قوم تم ايذائهم وقتلهم وتشريدهم ومحاربتهم كما حورب آل بيت النبوة (عليهم السلام) وبالاخص ابناء علي بن ابي طالب و فاطمة الزهراء (عليهما السلام) بالرغم من نزول العشرات من الايات القرآنية و المئات من الاحاديث النبوية التي خصتهم ولكن بعد وفاة الرسول الاكرم محمد المصطفى (ص) بدء اغتصاب الخلافة من صاحبها الشرعي علي بن ابي طالب (ع) وكسر ضلع الزهراء و اغتيال الامام علي (ع) في محراب الصلاة وتسميم الحسن (ع) والجريمة الاكبر في تأريخ الانسانية وقتل العترة الطاهرة وقطع رأس الحسين (ع) و ما تبعها من اغتيال ومحاربة الائئمة (ع) والتضيق عليهم وصولا الى الامام موسى الكاظم (ع) اسد بغداد حيث وصل الحقد العباسي عليه كونه اماما زاهدا ورعا يحضى بحب جميع الناس اينما حل وارتحل وكان يلقب براهب آل محمد لكثرة تعبده وعلمه فما كان من هارون العباسي ان قام بسجن الامام الكاظم (ع) ونقله من سجن الى سجن ومن ظلمة الى ظلمة خوفا منه لهيبته وعلمه وعدم خضوعه للمتلق للخليفة وكان داعيا الى مخافة الله و انصاف ومساعدة عباد الله وكان الخليفة واعوانه يخافون من الامام حتى وهو مسجون في قعر السجون كونه زلزل عروشهم فصدر امر ان يقتل الامام حيث دسوا له السم في التمر عندما كان صائما وما ان تناول التمر حتى بدء السم ينتشر في جسده الطاهر وبدء يتلوع لثلاثة ايام حتى وافته المنية وسقط شهيدا حيث قام هارون العباسي وحاشيته برمي جثة الامام قرب النهر حيث كان شيعته ومحبوه ينتظرون امامهم كونه ابلغهم ان ينتظروه عند الجسر وكان نداء جلاوزة هارون العباسي وينادون بأستخفاف (هذا امام الرافضة هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة انه لا يموت فانظروا اليه ميتآ)، ولكن يأبى الله ان يرى عباده الصالحين اذلاء حيث كرمه الله بمرقد طاهر تعلوه القباب والمنارات الذهبية وتهوى اليه الملايين من شتى بقاع الارض وذهب هارون وقصوره وجلاوزته الى مزابل التاريخ ، فاليوم وفي شهر رجب يتوافد الملايين من المحبين من جميع انحاء العالم لاحياء ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع) واجراء مراسيم التشيع ورفع النعش لكي نعلن ان عباد الله الصالحون وآل بيت النبوة احياء عند ربهم يرزقون ويعيشون في قلوبنا وقلوب اطفالنا الى ابد الدهر فالسلام عليكم يا موسى بن جعفر الكاظم (ع) يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا في جنات الخلد مع جدك وابائك الاطهار .