مع بوادر حلول فصل الشتاء في سوريا باشر وفد العتبة الحسينية المقدسة المكلف باغاثة العائلات اللبنانية الوافدة من لبنان الى العاصمة السورية دمشق بتوزيع الملابس الشتوية على العائلات اللبنانية للنساء والرجال والاطفال لتقيهم برد الشتاء السوري القارص.

وقال رئيس الوفد الحاج "محمـد ابو دكة" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" الوفد المكلف باغاثة العائلات اللبنانية الوافدة الى سوريا هربا من الاعتداءات التي يرتكبها جيش الكيان الاسرائيلي بحق المدنيين، وتنفيذا لامر المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني وتوجيهات المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، والادارة العليا للعتبة المقدسة، ونظرنا للطلبات المتكررة للاخوة الوافدين الى سوريا من لبنان بضرورة توفير الملابس وبعد استحصال موافقة المتولي الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي باشرنا بشراء الملابس الشتوية من الاسواق المحلية في العاصمة السورية دمشق وبانواع مختلفة ومعها مناشف، ووزعت اليوم على مستحقيها، وابلغنا المتولي الشرعي بضرورة ارسال الملابس النسائية وملابس الاطفال والبطانيات بكميات جديدة عبر القافلة الثالثة التي سترسلها العتبة الحسينية المقدسة في القريب العاجل وحصلت موافقته الكريمة، وهي مساعدات ندعم بها العائلات اللبنانية لتفادي البرد في الشتاء السوري القارص".

من جانبها اكدت المواطنة السورية "ايمان عودة" من منطقة الخضر بمدينة بعلبك لوكالة نون الخبرية ان" مبادرة السيد السيستاني على رأسنا ونقدم شكرنا وامتنانا لكم ونأمل ان يكون جزائنا لكم في الافراح لا في الاتراح، والقصف كان قريبا جدا من بيوتنا، والابن يكسر الظهر لذلك هربت من بيتي مع ولدي فقط، وسقط (23) شهيدا مدنيا من ضيعتنا (قريتنا) من اقاربي، وهربت انا وابني على امل ان اعود بعد انتهاء القصاء لكن اشتداد القصف اجبرنا على الخروج من لبنان بصحبة ابني بالملابس التي نرتديها، ودخلنا الى سوريا وذهبنا الى مرقد السيدة زينب وبقينا لايام، ثم اسكنونا في فندق اغلب الساكنين حاليا من اللبنانيين الوافدين، وجهزنا بملابس اطفال ونساء ومناشف من قبل وفد العتبة الحسينية المقدسة ونحن بأمس الحاجة لها لان البرد بدأ بالحلول علينا واطفالنا يعانون منه".

اما الوافدة "لميس الجمال" من مدينة بعلبك فاكدت لوكالة نون الخبرية انها" هربت مع ولديها من المدينة نتيجة القصف الهمجي الذي يرتكبه جيش الكيان الاسرائيلي على العائلات والمدنيين في المدينة، وكنا نرى الصواريخ بأعيننا كيف تسقط على بيوتنا وتخلف الشهداء والجرحى، وبالامس حصلت في الحي الذي اسكنه مجزرة بمعنى الكلمة، وتقريبا الاف العائلات هربت من المدينة باستثناء عدد قليل من كبار السن ممن لا يستطيعون الخروج، وجئنا الى منطقة السيدة زينب (عليها السلام) ومكثنا في المصلى لثلاثة ايام ثم نقلنا الى احد الفنادق ليتم اسكاننا، وجئنا اليوم الى مقر وفد العتبة الحسينية المقدسة لتسلم المواد الاغاثية من الملابس الشتوية للنساء والاطفال ولرجال والمناشف، ونحن بحاجة ماسة لتلك الملابس فقد تعرض اولادي للمرض نتيجة البرد الذي حل الآن في سوريا بعد ان وصلنا وكان الجو حارا ولم نجلب معنا، وندعوا الله ان يطول بعمر المرجع الديني السيد السيستاني على مبادرته الكريمة بمساعدة الشعب اللبناني، ونشكر جميع العاملين في مقر العتبة الحسينية".

قاسم الحلفي ــ دمشق
تصوير ــ عمار الخالدي