هي أم كباقي الامهات يستعر قلبها نارا على ابنائها وبعد اشتداد المعارك والقصف الوحشي على لبنان وشعبه، قررت عائلتها الخروج بالاطفال والنساء والعيال لكي لا يكونوا هدفا سهلا للكيان الاسرائيلي يقصفهم متى يشاء وهم المدنيين الابرياء العزل من السلاح بلا رحمه، وما ان قرروا الخروج حتى استهدفت طائرات الكيان الاسرائيلي بناية يسكنها المئات من الناس بوحشية ودمرتها بالكامل فخلفت (179) شهيدا وجريحا بينهم ابن تلك المرأة التي تعرضت الى جلطة دماغية نتج عنها شلل نصفي، لكن ابواب المرجعية الدينية العليا الرحمية فتحت على مصراعيها لتحتضنهم وتداوي جروحها.
ويستعرض ولدها "محمـد حمدان" من منطقة صيدا في جنوب لبنان لوكالة نون الخبرية ما حصل معهم من قصف وفقد ومرض بقوله" لقد وصلنا الى العراق منذ شهر، ولم تكن والدتي تشكو من اي مرض، لكن عند خروجنا من لبنان شن طائرات الكيان الاسرائيلي غارة جوية وقصفت مبنى وسوته بالارض وكانت تضم عائلات مدنية بالكامل ولا يوجد اي شيء عسكري بقربها، فاستشهد فيه اخي البالغ من العمر (52) عاما والذي ترك خلفه (4) اولاد، وخلف القصف الوحشي للعدو الصهيوني بعد تدمير المبنى (179) ضحية منهم (52) شهيد و(127) جريح بينهم الكثير من الاطفال والنساء وكبار السن، واصيبت والدتي بحالة من الحزن الشديد، فقررنا المجيء الى العراق لأبعادها عن الاجواء التي سببت لها هذا الشعور النفسي المتعب، وفي اول ايام مكوثنا اصيبت بهبوط في دقات القلب، فبادر الشباب العراقيين وجاؤوا بها الى مستشفى الامام زين العابدين (عليه السلام) الجراحي، وتلقينا الاهتمام والعناية الانسانية من العتبة الحسينية المقدسة التي جعلت علاج الوافدين من العائلات اللبنانية مجانا على نفقتها، ولديكم الكثير من الخيرين الذين يقدمون لنا افضل انواع الرعايا الصحية وغيرها".
ويكمل حديثه عن علاج والدته والاهتمام الانساني والطبي بها ويضيف" كانت العملية الاولى التي اجريت لوالدتي هي تركيب بطارية للقلب وتحسنت صحتها لكن لم يدم الحال حيث اصيبت بجلطة دماغية بعد مدة قصيرة، وادت الجلطة الى تلف في الجانب الايمن من جسدها مع فقد النطق، ومنذ (25) يوما تتلقى والدتي افضل انواع العلاج والعناية الطبية على مدار الساعة، واشرف على علاجها (3) اطباء اختصاصيين، واجريت لها الكثير من الفحوصات الاشعاعية مثل الرنين والمفراس والعناية من الممرضات، وجميع طلباتنا مؤمنة واكثر مما نطلب يوفر لنا، وتحسنت واستقرت حالتها المرضية كثيرا ومن المقرر اخراجها اليوم من المستشفى وتحتاج الى متابعة في السكن، واستطيع القول ان التعامل الانساني معنا كضيوف لبنانيين وتوفير السكن والطعام والرعاية الصحية نعتبره افضل من التعامل حتى مع العراقيين، وهذا ما نشعر ونحس به".
وعن شعوره بما يؤدي اليه ما يقدم لهم من خدمات وتأثيره في نفوسهم يشير الى ان" خروجنا من بلدنا لبنان لم يكن خوفا او هربا، لكننا اخرجنا النساء والاطفال والعائلات ليستطيع من يدافع عن بلدنا التفرغ لمسؤوليته، ولكي لا نكون يدا مجروحة يضغط عليها او نشكل ثقل عليهم، والدليل اننا قدمنا عشرات الالاف من الشهداء المدنيين ومن مختلف الاعمار من الاطفال الى الطاعنين بالسن، كما تتعرض بيوتنا الى القصف والتدمير يوميا، ووجدنا في العراق والعراقيين الام التي احتضنتنا بمحبة واعطتنا المسكن والطعام والعلاج مجانا وهو دعم الى لبنان وشعبه وصموده، وهي وقفة سيسجلها التاريخ للعراقيين".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير فوتوغرافي ــ عمار الخالدي
تصوير فيديو ــ علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- عشيرة قدمت (100) شهيد :عائلة لبنانية تروي قصة استشهاد ولدها "محـمد" المتميز منذ طفولته
- مكتب السيستاني بدمشق :يد العون العراقية تمتد الى (7) الاف عائلة لبنانية في منطقة السيدة زينب
- ممثل المرجع السيستاني يوعز باجراء الكشف المبكر للسرطان على مليون مواطن مجانا